بعد استقالة آلاف الحراس.. مخاوف من سيطرة العصابات على سجون بريطانيا

أحد حراس السجن عند أبواب "سجن واندسوورث" جنوب لندن في بريطانيا. 7 سبتمبر 2023 - AFP
أحد حراس السجن عند أبواب "سجن واندسوورث" جنوب لندن في بريطانيا. 7 سبتمبر 2023 - AFP
دبي -الشرق

تواجه سجون بريطانيا أزمة حادة مع استقالة الآلاف من الحراس والضباط، ما يثير مخاوف بشأن تعرض السجون لمزيد من "العنف، وعدم الاستقرار، وسيطرة العصابات"، بحسب صحيفة "إندبندنت".

وأشارت الصحيفة البريطانية في تقرير، الأربعاء، إلى أن الضباط الذين يمتلكون خبرات تمتد لأكثر من 10 سنوات، كانوا يمثلون نحو 60% من إجمالي الضباط في السجون البريطانية في عام 2017، لكن هذه النسبة انخفضت إلى 30% بحلول يونيو من هذا العام. 

وفي العام الماضي، خسرت السجون البريطانية أكثر من 1000 من الضباط الأكثر خبرة. وفي الوقت ذاته، ارتفعت نسبة الضباط الذين تقل خبرتهم عن 3 سنوات من 27% في عام 2017 إلى أكثر من 36%، بحسب تحليل أجرته "إندبندنت".

وحذّر خبراء من أن الضباط قليلي الخبرة لا يتمتعون بثقة كبيرة في التعامل مع العنف وزعماء الجريمة المنظمة في عنابر السجون، وأنهم لا يحصلون على الدعم أو التوجيه. فيما قال حزب "العمال" البريطاني إن عدد الموظفين ذوي الخبرة الذين يتركون الخدمة أمر مثير للقلق.

ويتزامن الكشف عن هذه الأرقام مع بدء تحقيق في كيفية تمكن هروب دانيال عابد خليفة، المتهم بالإرهاب، من سجن "واندسوورث".

مخاوف من العنف

وفي تعليق على الأمر، قال كبير مفتشي السجون تشارلي تايلور إن أكبر مشكلة تواجه سجن "واندسوورث" هي الافتقار إلى موظفين ذوي خبرة.

وصرح تايلور للصحيفة بأن مديري ومسؤولي السجون يشعرون بالقلق بشأن "الموظفين عديمي الخبرة الذين لا يعرفون قواعد المهنة".

وأضاف: "لا بأس بذلك إذا كان لديك فرد أو اثنين، لأنه يُمكنك أن توجههم أو تعتني بهم، لكننا كثيراً ما نواجه مواقف يجري فيها إرشاد الموظفين عديمي الخبرة من قبل أشخاص يتمتعون بخبرة أكثر قليلاً".

ويرى تايلور أن العنف المتزايد في السجون خلق "حلقة مفرغة"، موضحاً أن الضباط يرغبون في الاستقالة ويتركون السجون دون إشراف، ما أدى إلى زيادة العنف.

من جانبه، قال ستيفن جيلان، الأمين العام لجمعية ضباط السجون، إن الضباط الشباب لا يحصلون على توجيه كافٍ، ما يجعلهم عرضة للتلاعب من قبل العصابات المنظمة.

وأضاف جيلان: "هؤلاء الموظفون الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و19 عاماً، يأتون الآن، ولا يتلقون نفس التوجيه الذي تلقيته.. لقد أهملوا".

بينما قال أندرو نيلسون، مدير الحملات في جمعية "هوارد الخيرية للإصلاح الجنائي"، إن خسارة الكثير من الموظفين ذوي الخبرة كان أحد العوامل الرئيسية التي أدت إلى حدوث أزمة في السجون.

وفي الوقت الراهن، يبلغ عدد ضباط السجون الذين يتمتعون بخبرة تمتد لأكثر من 10 سنوات 6681، مقارنة بأكثر من 11 ألف ضابط في عام 2017، بحسب الصحيفة.

وتظهر أحدث إحصائيات وزارة العدل أن ضباط السجون الذين يملكون 10 سنوات من الخبرة أو أكثر يشكلون 29.8% فقط من إجمالي ضباط السجون، مقارنة بنسبة 59.4% عام 2017. ويبلغ عدد ضباط السجون في الوقت الراهن 22400 ضابط.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات