أعلنت وزارة المجاهدين وذوي الحقوق في الجزائر أن جميلة بوحيرد، التي عُرفت بنضالها ضد الاستعمار الفرنسي، دخلت المستشفى إثر إصابتها بوعكة صحية.
وأضافت الوزارة، في بيان، أن الوزير العيد ربيڨة زار بوحيرد في المستشفى "للاطمئنان على حالتها الصحية، مؤكداً متابعته الشخصية لوضعها".
وجاء في البيان أن "وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيڨة في زيارة تفقدية لأيقونة الثورة التحريرية المظفرة، ورمز النضال والتحدي والصمود، المجاهدة جميلة بوحيرد للاطمئنان على صحتها، مؤكداً متابعته الشخصية لوضعها الصحي".
ولم تكشف الوزارة عن مزيد من التفاصيل حول حالة بوحيرد الصحية.
من هي جميلة بوحيرد؟
كانت جميلة بوحيرد من المناضلات اللاتي ساهمن بشكل مباشر في الثورة الجزائرية أثناء الاستعمار الفرنسي، في منتصف القرن العشرين.
ولدت في عام 1935 بالحي العتيق "القصبة" في الجزائر العاصمة، من أب جزائري وأم تونسية، وبعد تعليمها المدرسي التحقت بمعهد للخياطة والتفصيل، وأتقنت فن التطريز.
وعندما اندلعت الثورة الجزائرية عام 1954، ضد الاستعمار الفرنسي، انضمت بوحيرد إلى جبهة التحرير الوطني الجزائرية وهي في العشرين من عمرها، وتحديداً في نوفمبر 1956.
والتحقت بصفوف من يُعرفون بـ"الفدائيين" وكانت أول المتطوعات مع جميلة بو عزة، التي كانت تزرع مع غيرها القنابل لاستهداف الاستعمار الفرنسي.
وسرعان ما ذاع صيتها حتى ألقي القبض عليها في أبريل من عام 1957 بعد إصابتها برصاصة في كتفها.
وباتت بوحيرد رمزاً للمقاومة في الجزائر، وألهمت عدداً من الفنانين والشعراء من مختلف الدول، إذ غنوا لها وكتبوا فيها العديد من القصائد.
تعذيب وحكم بالإعدام
تعرضت بوحيرد للتعذيب من قبل سلطات الاستعمار الفرنسي آنذاك خلال استجوابها، وتقررت محاكمتها صورياً وصدر بحقها حكم بالإعدام عام 1957.
وأثناء المحاكمة وفور النطق بالحكم رددت جملتها الشهيرة: "أعرف أنكم سوف تحكمون علي بالإعدام لكن لا تنسوا أنكم بقتلي تغتالون تقاليد الحرية في بلدكم لكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة".
وتحدد يوم 7 مارس 1958 لتنفيذ الحكم، لكن قضيتها أثارت سخط العالم وتدخلت لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة من أجل تأجيل إعدامها وإلغائه فيما بعد، ثم عُدّل إلى السجن مدى الحياة.
ونقلت فيما بعد إلى السجون الفرنسية حيث قضت 3 سنوات قبل أن تنال الجزائر استقلالها في 5 يوليو 1962، لتعود إلى الجزائر وتتزوج من محاميها جاك فيرجيس عام 1965 بعدما اعتنق الإسلام وغيّر اسمه إلى "منصور".
اقرأ أيضاً: