قالت مديرة مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، روفين مينيكديويلا، في اجتماع عقد بمقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك، الخميس، إن معدلات محاولة المهاجرين، عبور البحر الأبيض المتوسط، خلال العام الجاري 2023، زادت بنسبة 260% مقارنة بالعام الماضي، فيما تم اعتبار أكثر من 2500 شخص في عداد المفقودين أو ضحايا.
وأضافت في مقطع فيديو بثته المفوضية، أنه "بين يناير وأغسطس من العام الجاري، حاول أكثر من 102 ألف لاجئ ومهاجر عبور وسط البحر الأبيض المتوسط من تونس إلى أوروبا"، وأن أكثر من 45 ألف شخص حاولوا عبور المتوسط من ليبيا إلى أوروبا، فيما تم إنقاذ نحو 31 ألف شخص في تونس، و10 آلاف و600 شخص في ليبيا.
وتابعت مينيكديويلا أن "4700 شخص وصلوا إلى إسبانيا حتى أغسطس، بزيادة 18% مقارنة بعام 2022"، موضحة أن 3700 شخص تم إنقاذهم بمعرفة السلطات في الجزائر في الفترة ذاتها".
وأشارت إلى أنه "في المجموع وصل 186 ألف شخص في الفترة من يناير إلى 24 سبتمبر الجاري، عن طريق البحر إلى إيطاليا واليونان وإسبانيا وقبرص ومالطا، بينهم أكثر من 130 ألف شخص وصلوا إلى إيطاليا وحدها، بزيادة نسبتها 83% مقارنة بالفترة ذاتها من 2022".
وأوضحت مينيكديويلا، أنه اعتباراً من 24 سبتمبر الجاري، تم اعتبار أكثر من 2500 شخص في عداد الموتى أو المفقودين، بزيادة 67% (الثلثين) عن نفس الفترة من العام الماضي حين تم اعتبار 1680 شخصاً في عداد المفقودين".
رحلات المهاجرين عبر إفريقيا
وتطرقت المسؤولة الأممية، إلى رحلات المهاجرين عبر إفريقيا، ووصفتها بأنها "واحدة من أخطر الرحلات في العالم".
وأضافت أن ارتفاع معدلات الهجرة في تونس ناجم عن "انعدام الأمن بين مجتمعات اللاجئين، في أعقاب حوادث الهجمات ذات الدوافع العنصرية وخطاب الكراهية، فضلاً عن عمليات الطرد الجماعي من ليبيا والجزائر".
وتابعت أنه في ليبيا، تم تسجيل ما يقرب من 50 ألف لاجئ وطالب لجوء لدى المفوضية، موضحة أنه "يتم ترحيل العديد من هؤلاء اللاجئين المحتجزين من ليبيا إلى مناطق حدودية في مصر.
وقدمت مينيكديويلا العديد من التوصيات، بما في ذلك ضمانات حقوق الإنسان، وزيادة جهود البحث والإنقاذ في البحر، ومحاكمة المهربين.
وفي بيان تفصيلي، قالت المسؤولة الأممية، إن "أي تعاون أو مساعدة يتم تقديمها إلى ليبيا أو تونس، يجب أن تدعم حقوق الإنسان للاجئين والمهاجرين"، داعية جميع الدول حول البحر الأبيض المتوسط إلى "تكثيف جهود البحث والإنقاذ بشكل عاجل وتنفيذ آليات فعالة"، مشيرة إلى ضرورة أن تتعاون الدول في اتباع نهج قائم على الطريق للتحقيق مع المهربين ومحاكمتهم.
وحضت مينيكديويلا، جميع الدول على "زيادة الاستثمار في التنمية والإدماج في بلدان اللجوء والعبور، فضلاً عن إزالة العوائق التي تحول دون لم شمل الأسر وتوسيع حصص إعادة التوطين للاجئين من ليبيا ودول أخرى في شمال إفريقيا".
يشار إلى أن تونس تقع على بعد أقل من 150 كيلومتراً من جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، التي تشكل منذ فترة طويلة نقطة انطلاق للمهاجرين، ومعظمهم من دول إفريقيا جنوب الصحراء، بحثاً عن حياة أفضل في أوروبا.