الشراكات الآسيوية تكمل تحالف "العيون الخمس" الذي يضم دولاً ناطقة بالإنجليزية فقط

واشنطن تعمق شراكاتها الاستخباراتية في آسيا لمواجهة "التجسس الصيني"

علما الولايات المتحدة والصين أمام شركة أميركية في بكين - REUTERS
علما الولايات المتحدة والصين أمام شركة أميركية في بكين - REUTERS
دبي-الشرق

عمّقت الولايات المتحدة تعاونها الاستخباراتي مع دول في جميع أنحاء آسيا، في إطار تطلعها لمواجهة أجهزة التجسس المتطورة في الصين والتصدي لهجماتها السيبرانية.  

ونقلت "بلومبرغ" عن مسؤولين أميركيين، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، قولهم إن إدارة الرئيس جو بايدن "تمكنت من تطوير مجموعة من الشراكات المنفصلة والمتداخلة في الوقت نفسه في آسيا"، بما في ذلك "التنسيق لمشاركة المعلومات الاستحباراتية مع تحالف "كواد"، الذي يضم الولايات المتحدة والهند واليابان وأستراليا.  

وأضاف المسؤولون أن شبكة العلاقات التي أسستها الولايات المتحدة تتضمن أيضاً شراكات ثلاثية تجمع اليابان والفلبين، ويتضمن هذا التوجه "تعزيز المشاركة الثنائية للمعلومات مع اليابان والهند وفيتنام"، لافتين إلى أن هذه العلاقات تركز بالأساس على "تعزيز القدرة على التصدي لأية هجمات سيبرانية من الصين".    

ووفقاً لـ"بلومبرغ"، فإن هذه الشراكات الجديدة والمعززة، والتي تُعرف رسمياً بعلاقات الاتصال الاستخباراتي، تستهدف، من بين أشياء أخرى، الحد من القوة المتنامية لجهاز التجسس الصيني الذي وصفه تقرير برلماني بريطاني حديث بأنه "الأكبر في العالم". 

وأضافت الوكالة أن جهود إدارة بايدن تأتي ضمن "توجه أشمل لتعميق الروابط الأميركية في جميع أنحاء المنطقة، وسط قلق متزايد من التهديد الذي تشكله بكين".  

تعزيز القوة

وفي هذا الإطار، قال دانيل بايمان، المتخصص في الاتصالات الاستخباراتية من "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" في واشنطن، إن "هذا النوع من الاتصالات يمكن أن يشكل عاملاً مهماً لمضاعفة القوة".

وأضاف: "يمكن أن يؤدي إلى توسيع نطاق جمع المعلومات، حيث ستتمكن الدول المختلفة من الوصول إلى الأسرار المختلفة في أجزاء مختلفة من العالم"، فيما قال ناطق باسم البيت الأبيض إن التعاون الأميركي في المنطقة يشمل "مشاركة المعلومات"، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

المسؤولون الأميركيون لفتوا إلى أن تفاقم عدوانية الصين في المنطقة، إلى جانب التغيرات التي طرأت على القيادة في بعض العواصم، جعلت دولاً مثل كوريا الجنوبية والفلبين "أكثر استعداداً للتعاون في الآونة الأخيرة".  

وأشار المسؤولون إلى أن بعض الشركاء في المنطقة يأملون في أن يوفر هذا النوع من العلاقات "بعض الأمن"، خاصة في حال فوز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسة المقررة العام المقبل، مؤكدين أن هذه الروابط الوثيقة "تؤتي ثمارها بالفعل". 

وفي أواخر العام الماضي، تمكنت الهند من دحر توغل عسكري صيني في الهيمالايا، بفضل تعزيز مشاركة المعلومات الاستخباراتية مع الجيش الأميركي، وفقاً لمؤسسة (US News and World Report). 

وفي مايو 2022، أعلن تحالف "كواد" عن اتفاق يوفر البيانات من الأقمار الاصطناعية التجارية للدول عبر المحيط الهادئ، ما يسمح لها بتعقب أنشطة المليشيات البحرية الصينية، إلى جانب عمليات التهريب والصيد غير القانوني.

وأوضح المسؤولون أن تعميق العلاقات مع اليابان في هذه المنطقة يأتي في أعقاب ما تعتبره واشنطن "توجهاً هادئ" من قبل طوكيو لحسم المخاوف الأميركية القائمة منذ فترة طويلة بشأن قدرة اليابان على حفظ الأسرار.  

عقبات

ورغم ذلك، لا تزال هناك عقبات، على الأقل بسبب التساؤلات المتعلقة بقدرة الولايات المتحدة على حفظ الأسرار، وفق ما أوردته "بلومبرغ".  

ففي أبريل الماضي، اتهمت وزارة العدل الأميركية جاك تيشيرا، الجندي في الحرس الوطني، والبالغ من العمر 21 عاماً، بنشر معلومات سرية بشكل غير قانوني، بينها بيانات حساسة من ساحة المعركة بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا والكشف عن تنصت الولايات المتحدة على حلفاء مثل كوريا الجنوبية.  

تحالف العيون الخمس

ووصفت "بلومبرغ" هذه الشراكات بأنها "ستكون مكملة لشبكة Five Eyes (العيون الخمس)، التي ظلت لفترة طويلة حجر الزاوية في الشراكات الاستخباراتية الأميركية.  

وعلى الرغم من أن أغلب تركيز هذه الشبكة غير الرسمية، التي تضم كل من الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكندا، وأستراليا، ونيوزيلندا، على الصين في السنوات الأخيرة، إلا أن عضويتها التي تقتصر على الدول الناطقة بالإنجليزية ما يحد من امتدادها ويقلص أهميتها في آسيا.  

وشاركت دول "العيون الخمس" المعلومات السرية لعقود عبر شبكات متغلغلة بقوة في أجهزة الاستخبارات ووزارات الدفاع والخارجية الخاصة بهذه الدول، لكن "بلومبرغ" توقعت أن تستغرق شبكات التجسس "الناشئة" في آسيا وقتاً طويلاً لمنافسة "العيون الخمس".

تصنيفات

قصص قد تهمك