حذرت دراسة نشرتها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO)، الجمعة، خلال مؤتمر الأطراف COP 28 في دبي، من التأثير الهائل للانبعاثات الصادرة عن الثروة الحيوانية على المناخ، لافتة إلى أنها تنتج غاز الميثان، 80 مرة أكثر من ثاني أكسيد الكربون، لذا فهي مساهم رئيسي في أزمة المناخ.
ووجدت الدراسة الصادرة بعنوان "مكافحة تغير المناخ من خلال الثروة الحيوانية- تقييم عالمي للانبعاثات وفرص التخفيف"، أن منظومة الأغذية القائمة على الزراعة للثروة الحيوانية، التي تشمل الأبقار والجاموس والأغنام والماعز والخنازير والدجاج، تنتج 6.2 جيجا طن من انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون (CO2eq).
ويمثل هذا ما يقرب من 12% من جميع الانبعاثات في عام 2015، وهو العام الأساسي الذي اختارته الدراسة، موضوعاً لبحثها.
كما وجدت الدراسة أن من بين جميع الأنواع الحيوانية الستة التي خضعت للدراسة، تسهم الماشية بأكثر من 60% من الانبعاثات الحيوانية العالمية. ومن بين المنتجات الحيوانية الصالحة للأكل (اللحوم والحليب والبيض)، يرتبط ثلثا الانبعاثات بإنتاج اللحوم في جميع الأنواع، فيما يصدر ثلث الانبعاثات الأخرى من إنتاج وتجهيز ونقل مستلزمات الأعلاف.
وبحلول عام 2050، من المرجح أن ينمو الطلب على المنتجات الحيوانية بمقدار الخمس مقارنة بمستويات عام 2020.
ودون التدخل للحد من تلك الانبعاثات، يمكن أن يؤدي هذا الاتجاه التصاعدي إلى زيادة الانبعاثات من أنظمة الثروة الحيوانية، ما يمكن أن يقوض الجهود المبذولة للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ويؤدي إلى تفاقم ارتفاع درجات الحرارة العالمية.
ممارسات أكثر استدامة
وخلصت منظمة الأغذية والزراعة إلى أن هناك حاجة إلى ممارسات أكثر استدامة، بما في ذلك أساليب تربية الماشية لتقليل الانبعاثات وتغيير أعلافها، فضلاً عن تغيير النظم الغذائية البشرية.
ووفقاً للدراسة، تنتج الماشية في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى انبعاثات أكثر بكثير نسبياً من الماشية في أميركا الشمالية، على الرغم من أن معظم أنصار الحفاظ على البيئة يعتبرون رعي الكفاف (تربية الماشية بالطرق التقليدية) أكثر قبولاً من الناحية البيئية من المزارع الضخمة في الغرب الأوسط الأميركي.
ومن المقرر أن تقدم "الفاو" أيضاً، بشكل منفصل، الأحد، خارطة طريق للأنظمة الغذائية العالمية للحفاظ على الاحترار العالمي عن حدود 1.5 درجة مئوية.
