الأهداف تشمل خفض انبعاثات الميثان من الماشية بنسبة 25% وهدر الطعام إلى النصف

الأمم المتحدة تعلن خارطة طريق لمكافحة الجوع العالمي وسط أزمة المناخ

صومالية مع طفلها من بين ضحايا المجاعة في مدينة بيدوا بالصومال. 20 أكتوبر 2022 - AFP
صومالية مع طفلها من بين ضحايا المجاعة في مدينة بيدوا بالصومال. 20 أكتوبر 2022 - AFP
دبي -الشرق

أعلنت منظمة الأغذية والزراعة (FAO) التابعة للأمم المتحدة، الأحد، أن إصلاح أنظمة الغذاء العالمية سيشكل خطوة رئيسية في الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية، فيما أعلنت عن الجزء الأول من خارطة طريق عالمية للغذاء والزراعة من أجل عدم تجاوز هدف 1.5 درجة مئوية.

وقالت إنه يتعين على العالم زيادة إنتاج اللحوم لمكافحة الجوع ونقص الغذاء المنتشر على نطاق واسع في البلدان النامية.

جاء ذلك في تقرير بعنوان "تحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة دون تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية: خارطة طريق عالمية"، الذي أصدرته المنظمة خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ "COP 28" في دبي.

20 هدفاً رئيسياً

وتخطط المنظمة لوضع خارطة الطريق خلال العامين أو الأعوام الثلاثة المقبلة، بدءاً بوثيقة نشرت في قمة "COP 28" تحتوي على 20 هدفاً رئيسياً يتعين تحقيقها بين عامي 2025 و2050، لكنها لم تقدم سوى القليل من التفاصيل بشأن كيفية تحقيقها.

ومن المتوقع توضيح المزيد من التفاصيل بشأن كيفية تحقيق التطلعات في الأجزاء المستقبلية من خارطة الطريق خلال قمتي مؤتمر الأطراف المقبلتين "COP 29"، و"COP 30".

وتشمل الأهداف كلاً من: خفض انبعاثات غاز الميثان الناتجة عن تربية الماشية بنسبة 25% بحلول عام 2030، ضمان إدارة جميع مصايد الأسماك في العالم بشكل مستدام بحلول عام 2030، توفير مياه شرب آمنة وبأسعار معقولة للجميع بحلول عام 2030، وخفض هدر الغذاء إلى النصف بحلول عام 2030، وإنهاء استخدام (وقود) الكتلة الحيوية التقليدي لأغراض الطهي بحلول عام 2030.

مع ذلك، فقد أحجمت الأمم المتحدة حتى الآن عن التحديد بشكل أكثر تفصيلاً كيف يمكن للعالم تلبية الاحتياجات الغذائية لعدد متزايد من السكان، الذي من المتوقع أن يصل إلى 10 مليارات نسمة بحلول عام 2050، وخفض غازات الاحتباس الحراري العالمية إلى الصافي الصفري في نفس الموعد، المطلوب للحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.

الحد من الجوع

من جانبه، قال كبير الاقتصاديين في منظمة (FAO) ماكسيمو توريرو، لصحيفة "الجارديان": "نحن بحاجة إلى العمل للحد من الجوع، وعدم تجاوز 1.5 درجة مئوية. الأمر يتعلق بإعادة التوازن إلى النظم الغذائية العالمية".

وأوضح أنه في بعض أنحاء العالم يوجد استهلاك مفرط للبروتين، لكن في مناطق أخرى لا يحصل الناس على ما يكفي من البروتين، وفي بعض المناطق يمكن أن تستفيد من استخدام كميات أقل من الأسمدة الكيميائية، لكن مناطق أخرى لم تكن تستخدم ما يكفي. وفي بعض المناطق، ينبغي تكثيف تربية الماشية، لكن في مناطق أخرى ينبغي التركيز على إصلاح أراضي المراعي المتدهورة.

وأشار توريرو إلى أن الخطة لن تتضمن دعوات لفرض ضريبة على اللحوم، وهو ما دعا إليه بعض الخبراء، لكنها ستدرس إجراءات فرض ضرائب على السكر والملح والأغذية ذات نسبة معالجة أكبر، وتحسين الملصقات الغذائية.

وأضاف أنه ينبغي تخصيص المزيد من تمويل المناخ للزراعة، التي تمثل نحو 4% فقط من تمويل المناخ اليوم. ودعا أيضاً إلى استخدام الأراضي والموارد الزراعية بكفاءة أكبر بكثير مما يجري تحقيقه اليوم.

وقال توريرو، في تصريحات منفصلة لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، إن أنواع البروتين والمغذيات الدقيقة والدهون والكربوهيدرات الموجودة في اللحوم والبيض ومنتجات الألبان لا يمكن الحصول عليها بشكل مناسب من الأغذية النباتية.

وقال التقرير إنه ينبغي تكثيف الإنتاج الحيواني "في مواقع مناسبة"، فيما أشار توريرو إلى هولندا ونيوزيلندا كأمثلة.

تعزيز الابتكار

وخلص التقرير إلى أن السبيل لمعالجة فجوة إمدادات اللحوم، هو تكثيف إنتاج الماشية وتعزيز الكفاءة من خلال الابتكار العلمي.

وأظهر تقرير منفصل نشره برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة (UNEP)، الجمعة، أن اللحوم ومنتجات الألبان المنتجة في المختبر كانت أساسية لتقليل البصمة البيئية لنظام الغذاء العالمي.

ويمثل النظام الغذائي الزراعي العالمي ثلث إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة، حيث تعد الماشية المساهم الأكبر. ومع ذلك، واجه قطاع الزراعة قدرا أقل من التدقيق مقارنة بالصناعات الأخرى ذات الانبعاثات الكبيرة مثل الطيران والنفط والغاز.

كما نشرت منظمة الأغذية والزراعة تقريراً منفصلا الأسبوع الماضي يحدد سبل الحد من غازات الاحتباس الحراري المنبعثة من قطاع الثروة الحيوانية.

وتدرس المنظمة اللحوم النباتية والمزروعة كبدائل، حسبما ذكر التقرير، لكن التأثير البيئي لكليهما "موضع جدل كبير".

وتعد الزراعة وتربية الماشية أيضاً من المصادر الرئيسية لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، إذ تساهم بنحو عُشر إجمالي إنتاج الكربون العالمي بشكل مباشر، وأكثر من ضعف ذلك حال إدراج تحويل الموائل الطبيعية إلى أراضٍ زراعية.

وإنتاج الغذاء معرض بشدة لتأثيرات أزمة المناخ، إذ تشير الأبحاث إلى أن ما يصل إلى ثلث الغذاء العالمي يمكن أن يكون معرضاً لخطر الاحتباس الحراري.

في حين أن أكثر من 735 مليون شخص على مستوى العالم، ليس لديهم ما يكفي من الطعام، فإن الدول المتقدمة تنتج كميات هائلة من النفايات الغذائية.

وتشير تقديرات وردت في بحث منفصل للأمم المتحدة إلى أن نحو 14% من الغذاء في العالم، بقيمة 400 مليار دولار، يُفقد سنوياً بين الحصاد وأسواق التجزئة، ويُهدر ما يقدر بنحو 17% من الغذاء على مستوى التجزئة والمستهلك.

تصنيفات

قصص قد تهمك