محمد بن راشد يطلق مركزاً بحثياً ومعرفياً دائماً لدعم مسيرة "نوابغ العرب"

نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد يكرم الحائزين على جوائز "نوابغ العرب"، دبي. 8 يناير 2024 - twitter/@HHShkMohd
نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد يكرم الحائزين على جوائز "نوابغ العرب"، دبي. 8 يناير 2024 - twitter/@HHShkMohd
دبي -الشرق

أعلن نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، الاثنين، إطلاق مركز بحثي ومعرفي دائم ضمن "متحف المستقبل" لدعم المسيرة العلمية والمعرفية لـ"نوابغ العرب بشكل دائم"، وذلك خلال تكريمه الفائزين الستة بالدورة الأولى من بجوائز المبادرة التي تمنح "للعقول العربية الفذة في مسارات المعرفة والعلوم والتكنولوجيا والتصميم والثقافة والإبداع".

وقال الشيخ محمد بن راشد إن "نوابغ العرب المتميزين في مختلف الميادين، حازوا احترام العالم بفضل ما قدموه من معارف وأبحاث وإبداعات وابتكارات واختراعات ارتقت بحياة الإنسان، وهم فخر لمجتمعاتنا وقدوة لأجيالنا الصاعدة وذخر لمنطقتنا لاستئناف ومضاعفة وتسريع مساهمتها الإيجابية والفاعلة والمؤثرة في مسارات الحضارة الإنسانية كافة".

وأضاف: "الطريق الوحيد للحضارة، هو العِلْم.. ورجاله العُلماء.. ونجاحه بدعم الحكومات.. وضمانته بتسخير الموارد له. ونتفاءل بالمستقبل كلما رأينا حب الأجيال للعلم والعلماء".

وفاز الدكتور هاني نجم بالجائزة عن فئة الطب، والبروفيسور فاضل أديب عن فئة الهندسة والتكنولوجيا، والدكتور محمد العريان عن فئة الاقتصاد، والبروفيسورة نيفين خشاب عن فئة العلوم الطبيعية، والمهندسة المعمارية لينا الغطمة عن فئة العمارة والتصميم، والبروفيسور واسيني الأعرج عن فئة الأدب والفنون

وتهدف المبادرة إلى تكريم المتميزين في العالم العربي، وتسليط الضوء على أدوارهم الداعمة لاستئناف مساهمة المنطقة العربية في الحضارة الإنسانية، وتقديم دعم ملموس بمختلف أشكاله للمبدعين العرب، وتوسيع أثر إنجازاتهم محلياً وعربياً وعالمياً.

الطب.. والهندسة والتكنولوجيا

وفاز الدكتور السعودي هاني نجم بلقب مبادرة "نوابغ العرب" عن فئة الطب، لابتكاراته في الجراحة القلبية للأطفال والكبار وجراحات وعلاجات القلب الخُلقية، حيث أجرى أكثر من 10 آلاف عملية قلب للأطفال والبالغين، وساهم في تصميم وتطوير أول صمام قلب مرن قابل للنمو داخل صدر الطفل بالتزامن مع نموه الجسماني.

وطوّر خلال 17 عاماً مركز القلب للأطفال في مركز الملك عبدالعزيز الطبي في الرياض، وترأّس جمعية أطباء القلب السعودية، وهو عضو في العديد من المنظمات المهنية الوطنية والدولية.

وفي فئة الهندسة والتكنولوجيا، فاز اللبناني فاضل أديب، لقاء إنجازاته المميزة في توسيع حدود المعرفة العلمية، كرائد في مجال التكنولوجيا اللاسلكية، حيث كان لعمله آثار بعيدة المدى في مختلف الصناعات والتطبيقات.

واختيرت رسالة عمله على درجة الدكتوراه حول "الرؤية من خلال الجدران" كواحدة من أبرز 50 مساهمة تحوّلية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في علوم الكمبيوتر على مدار الخمسين سنة الماضية.

كما طوّر فاضل تقنيات استشعار ما وراء الجدران، برصد النبض والأجسام المتحركة والاستفادة من متابعة الموجات اللاسلكية وارتداداتها في رصد التحركات، بالإضافة إلى أجهزة رصد بحري تعمل من غير بطاريات، وتكتسب الطاقة من الموجات لدى عملها في أعماق المحيطات. وهي تقنيات متقدمة يمكن استخدامها في عمليات البحث والإنقاذ.

ووسعت أبحاث البروفيسور فاضل التقدم في مجالات حيوية لمستقبل التنمية، مثل مراقبة الرعاية الصحية، والتعرف على الإيماءات البشرية، وجمع البيانات البيئية الحساسة لرصد مؤشرات التغير المناخي.

الاقتصاد.. والعلوم الطبيعية

وكانت فئة الاقتصاد من نصيب المصري محمد العريان، نظراً لإسهاماته ودراساته واستشاراته القيمة في تخصص الاقتصاد وتوجهاته العالمية.

والعريان من أبرز المستشارين الاقتصاديين على مستوى العالم، وتعد نظرياته الاقتصادية ورؤاه الاستراتيجية مكوّناً مهماً في الكثير من السياسات التنموية المحلية والدولية.

وعمل في صندوق النقد الدولي، وكان رئيساً لمجلس التنمية العالمية. وهو الرئيس التنفيذي لمؤسسة "هارفرد" للوقف التعليمي. كما عمل رئيساً تنفيذياً لعدد من كبار المؤسسات العالمية التي تدير أصولاً تزيد قيمتها الإجمالية عن 1.1 تريليون دولار.

وتم اختيار العريان لأربع مرات على التوالي ضمن قائمة أبرز 100 شخصية مؤثرة، نظراً لدوره في المساهمة بتشكيل ملامح الاقتصاد العالمي وتوسيع آفاق التقدم التنموي الاقتصادي الاجتماعي في العديد من القطاعات المستقبلية الحيوية. وهو مرجع لعدد كبير من المؤسسات المالية والصحف العالمية والنشرات الاقتصادية المرموقة. 

وفي فئة العلوم الطبيعية، حصلت اللبنانية نيفين محمد علي خشاب على الجائزة، تقديراً لمنجزاتها في تخصصات علوم الكيمياء، والهندسة الحيوية، والعلوم البيولوجية، وأبحاثها العلمية على تطبيقات المواد متناهية الصغر القابلة للبرمجة الذكية والمصنّعة هندسياً، واستخداماتها للأغراض الطبية والصيدلانية والصناعية والبيئية.

وتدرس خشاب أنابيب الكربون متناهية الصغر، كما تختبر تطبيقاتها في الأغشية الذكية. وتدرس دور كبسولات وأجهزة النانو في الإفادة من الأدوية والعلاجات الجينية والتشخيص الطبي، وفي الصناعات، نظراً لصلابتها ومتانتها وما تتميز به من مقاومة حرارية فائقة. وساهمت في تصميم مواد ذكية تُستخدم في الأنظمة الطبية الحيوية، وتقوم على تصنيع تجميعات الجزيئات على المستوى النانوي.

ويجري استخدام ابتكاراتها مثل كبسولات الدواء القابلة للتفعيل من خلال الضوء على المستوى الطبي، وفي مجالات الاستشعار والتغليف والتوصيل الدوائي والعلاجي والجراحي، وعلى المستوى الصناعي كما في المركّبات النانوية وغيرها، بالإضافة إلى المستوى البيئي، كما في حلول ومنصات الزراعة المستدامة.

الفنون والآداب.. والعمارة والتصميم

وعن فئة العمارة والتصميم، حصدت اللبنانية لينا الغطمة الجائزة تكريماً لتصاميمها ومخططاتها المعمارية الفريدة التي أرست معايير جديدة للهندسة المعمارية التكاملية، التي تمزج بين البيئة المبنية والطبيعة المستدامة.

ووضعت الغطمة، تصاميم العديد من المعالم العمرانية، مثل برج "ستون جارن" في بيروت، مسقط رأسها، والاستاد الوطني في اليابان، ومركز العلوم في نابولي، ومعرض "ووندرلاب" في بكين، والمتحف الإستوني، وغيرها.

كما شاركت بأعمال متميزة في فعاليات عالمية مرموقة، مثل إكسبو ميلانو 2015، ومعرض بينالي العمارة الـ17 في مدينة البندقية بإيطاليا.

وكانت فئة الفنون والآداب، من نصيب واسيني الأعرج، لقاء ما حققه على مدى عقود من الإبداع والتميّز في الرواية العربية، والأبحاث الأكاديمية، والفكرية التي قدمت قضايا الإنسان الملحّة عربياً وعالمياً.

ونشر الأعرج عشرات الأعمال الروائية والمجموعات القصصية والدراسات النقدية والأكاديمية التي تُرْجِمَت إلى لغات عالمية كثيرة منها الإنجليزية، والفرنسية، والإيطالية، والألمانية، والسويدية، والدنماركية، والإسبانية، وغيرها.

وشارك الأعرج في تأسيس وإدارة مخبر المصطلح في باريس الذي يشرف على العديد من البحوث السرد والترجمة في كلٍ من جامعة الجزائر، وجامعة السوربون. وقدّم البروفيسور دعمه واستشاراته الأكاديمية للعديد من فرق البحث الجامعية في أبحاث أكاديمية مهمة حول الرواية العربية، والأشكال السردية، والمسارات الجمالية، والممارسات الأدبية.

والأعرج هو أستاذ كرسي بجامعة الجزائر منذ عام 1985، وبروفيسور بجامعة السوربون الفرنسية منذ عام 1994. ويترأس قسم المسار العربي في دائرة اللغات التطبيقية لكلية اللغات والآداب وحضارات المجتمعات الأجنبية بجامعة السوربون.

تصنيفات

قصص قد تهمك