تودع إليزابيث الثانية والمملكة المتحدة، السبت، الأمير فيليب، الذي خدم لسبعة عقود التاج البريطاني، في مراسم مقتضبة بسبب وباء كورونا، ويطغى عليها الطابع العسكري.
وكان زوج الملكة الذي توفي "بهدوء" منذ ثمانية أيام والمعروف بروح الدعابة، التي تقترب أحياناً من العنصرية أو التمييز الجنسي، سيبلغ من العمر 100 عام في العاشر من يونيو المقبل.
وسيدفن دوق إدنبرة في أراضي قلعة ويندسور، حيث توفي الرجل الذي ولد في كورفو أميراً لليونان والدنمارك، بعد حياة من خدمة الملكية منذ زواجه قبل 73 عاماً إلى جانب زوجته "ليليبت".
وتساعد الظروف في تحقيق رغبة دوق إدنبرة في تجنب المبالغة في مراسم تشييعه، حيث ستكون جنازته أصغر مما كان يتصور في البداية.
فبسبب تفشي فيروس كورونا، طُلب من الجمهور الامتناع عن التجمع أمام المقار الملكية. ودعيت المملكة المتحدة التي تعيش حداداً وطنيا منذ وفاة دوق إدنبرة في التاسع من أبريل إلى الوقوف دقيقة صمت في الساعة 15.00 (14.00 بتوقيت غرينتش) في بداية المراسم الدينية.
ولن يحضر هذه المراسم سوى 30 شخصاً بموجب القواعد الصحية المفروضة في بريطانيا.
وستعكس الجنازة التي تُبث على التلفزيون وتنظم ببعض البساطة، الماضي العسكري للأمير الذي قاتل في البحرية البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية.
ستجري المراسم بحضور البحرية الملكية والقوات الجوية الملكية والجيش في ويندسور لتسلم نعشه المغطى بشعاره الشخصي وسيفه، ليتم نقله على متن سيارة "بيك آب لاند روفر" خضراء، ساعد دوق إدنبرة بنفسه في تصميمها.
وستتقدم فرقة حرس رماة الرمانات (غرينادييه غارد)، أحد أفواج المشاة الخمسة لحرس البيت الملكي، والذي خدم فيليب فيه برتبة كولونيل لمدة 42 عاماً، الموكب إلى كنيسة القديس جورج، حيث ستُقام المراسم الدينية.
وسيشيد عميد ويندسور الزعيم الروحي لشرائع هذه الكنيسة، بـ"ولائه الذي لا يتزعزع" للملكة، وبـ"شجاعته" و"ثباته" و"إيمانه"، حسب مقاطع من كلمته نُشرت مسبقاً.
وسيتم إنزال التابوت في سرداب "رويال فولت"، حيث سيبقى إلى أن تنضم إليه الملكة بعد وفاتها.
وسيدفن الزوجان بعد ذلك في مثواهما الأخير في كنيسة تنصيب الملك جورج السادس والد إليزابيث الثانية.
وفي نهاية المراسم، سيقدم كبير أساقفة كانتربري جاستن ويلبي الزعيم الروحي للأنغليكان، مباركته.
اجتماع العائلة
بالنسبة لعائلة ويندسور، تشكل هذه الجنازة فرصة لاجتماع أفرادها بعد سلسلة من الأزمات الأخيرة. وهذه هي المرة الأولى التي سيلتقي فيها الأمير هاري علناً مع أفراد الأسرة الملكية منذ انسحابه وسط ضجيج إعلامي من النظام الملكي ورحيله، في ظل اتهامات بالعنصرية واللامبالاة وجهها للأسرة مع زوجته في مقابلة مع أوبرا وينفري.
وسيحضر إلى جانب شقيقه الأكبر وليام ووالده الأمير تشارلز.
أما زوجته ميغان ماركل. الحامل بطفلهما الثاني، فقد بقيت في الولايات المتحدة بناء على نصيحة طبيبها.
في 1997، سار الشقيقان وراء نعش والدتهما ديانا، وسيكرران الأمر نفسه وراء نعش جدهما. لكن ابن عمهما بيتر فيليبس سيتوسطهما في خيار نال قسطاً واسعاً من التعليقات في وسائل الإعلام.