أدّى الطقس الشتوي القارس في شمال أوروبا إلى إلغاء مئات الرحلات الجوية، الأربعاء، في مطار فرانكفورت، وهو أكثر مطارات ألمانيا ازدحاماً، فيما عطّلت الثلوج الكثيفة في الدول الإسكندنافية حركة الطيران، خاصة في أوسلو لعدة ساعات.
وقال متحدث باسم مطار فرانكفورت إن 570 من أصل 1047 رحلة جوية مقررة قد أُلغيت، فيما كانت العاصمة التجارية لألمانيا تستعدّ لظروف مناخية قاسية.
وبحلول الساعات الأولى من فترة بعد الظهر كانت جميع الرحلات المغادرة قد أُلغيت من الجدول، إثر بدء تساقط الأمطار الجليدية، علماً بأن هبوط الطائرات كان لا يزال ممكناً، بحسب متحدث، فيما لم تتضح فوراً الفترة التي سيستمر فيها توقف الرحلات.
وبحلول مساء الأربعاء، استؤنف بعض الرحلات، غير أن المطار حذّر من استمرار تعطّل حركة المطار، الخميس.
كما حذّر مطار ميونيخ من تعطل رحلات، بسبب سوء الأحوال الجوية، حيث ألغيت 250 من أصل 650 رحلة مقررة، حسبما قالت ناطقة باسم المطار.
ونصحت شركة الطيران الوطنية الألمانية "لوفتهانزا" الركاب بالتأكد من أن رحلاتهم لا تزال مبرمجة قبل الانطلاق إلى المطارات.
ثلوج كثيفة
وفي شمال فرنسا، أدّت أمطار غزيرة وثلوج كثيفة إلى تعطيل حركة المرور بشكل خطير، ما أدّى إلى وضع نحو 30 منطقة في حالة "تأهب برتقالي" أي أقل بدرجة واحدة من الحد الأقصى للتأهب.
وفي النرويج، أغلق مطار أوسلو 3 ساعات تقريباً بعد ظهر الأربعاء، فيما أُلغيت رحلات معظم الحافلات في العاصمة النرويجية. وأعلنت شركة تشغيل السكك الحديد "فاي" Vy انقطاع حركة المرور في جزء كبير من شرق البلاد.
وفي السويد المجاورة، أدت الثلوج الكثيفة إلى كثير من حوادث المرور في غرب البلاد وجنوبها، ما سبب زحاماً على عدد من الطرق الرئيسة.
وقالت الشرطة، في بيان، إن "سطح الطرق زلق جداً، والشرطة تحض المواطنين على عدم الخروج إلا للضرورة القصوى".
وأصدرت وكالة الأرصاد الوطنية في السويد تحذيراً للعاصمة ستوكهولم من "رياح قوية تترافق مع ثلوج".
ثلوج سمكها 40 سنتيمتراً
وأصبحت موجات البرد أكثر ندرة في أوروبا، وعلى نطاق عالمي بسبب تأثير الاحتباس الحراري الذي يقلل من احتمالية حدوثها ومدّتها وحدّتها، وفقًا لعلماء المناخ.
ويُتوقّع أن تُصاحب المنخفض الجوي "جيرترود" الذي سيضرب جنوب غرب ألمانيا ووسطها، ثلوجٌ قد تبلغ سماكتها 40 سنتيمتراً، وجليد قد يتشكّل على الطرق و"أضرار في البنى التحتيّة"، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الألمانية.
وتحدثت شرطة الألمانية عن "عدد كبير من الحوادث على الطرق القريبة من بادن بادن (جنوب غرب)"، بينما قالت شركة السكك الحديد الوطنية "دويتشه بان" إنها تبطئ حركة قطاراتها العالية السرعة من 320 إلى 200 كيلومتر في الساعة بسبب الظروف.
كما حذّرت من تأخيرات وإلغاءات في شبكتها الإقليمية وذات المسافات الطويلة، خصوصاً بين مدينتي كولون وفرانكفورت في غرب البلاد.
وقالت أجهزة الطوارئ في هذه الولاية الإقليمية إنها تستعدّ لموجة من حوادث الطرق، وزادت عدد موظفيها وعدد المركبات. ودعت سائقي السيارات إلى عدم سلوك الطرق إلا "للضرورة القصوى".
في أجزاء كبيرة من ولاية بافاريا، أكبر ولايات ألمانيا، أغلقت المدارس تحسباً لظروف الشتاء الخطيرة.
