مع نزوح أكثر من مليون مواطن فلسطيني في غزة من منازلهم بسبب القصف الإسرائيلي، بحثاً عن ملاذ آمن في مدينة رفح الحدودية، انتقلت خمس عائلات إلى مزرعة دواجن، للعيش بين جدرانها الخرسانية الطويلة، محولين أقفاصاً إلى أسرة بطابقين.
وفر أكثر من 85% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم، وتدفق أكثر من مليون شخص إلى رفح القريبة من الحدود المصرية. ويعيش كثيرون منهم في خيام مكتظة بمساحات شاغرة في العراء، أو على الشواطئ.
العيش في قفص دواجن
وترى عائلة حنون، وهي واحدة من خمس عائلات انتقلت إلى العيش في المزرعة، إن العيش هناك يمثل أدنى مستوى من الحياة.
وقالت أم مهدي حنون، وهي تقف بين الأقفاص: "اليوم، نحن نعيش في مكان مؤهل للحيوانات.. تخيل طفل ينام في قفص دجاج". وأضافت: "المكان سيء جداً. المياه تنزل علينا. البرد قارس جداً على الأطفال والكبار والمرضى.. أحياناً نتمنى ألا يطلع علينا الصبح".
وقال ابنها مهدي إنهم كانوا يعيشون في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، وهي منطقة تعرضت لهجوم عسكري إسرائيلي في بداية الحرب.
وأضاف: "انتقلنا إلى الزوايدة. وبسبب القصف بحثنا عن مكان آخر، ولم نجد لأن عددنا كبير. فقال لي أحد المعارف، صديق ابن عمتي، إن في مزرعة دجاج في رفح وفيها أقفاص".
وتابع: "جئنا هنا وعانينا. هناك حشرات وبعوض ومعنا أطفال". وأشار إلى أنه كان يعتقد في البداية أنهم سيبقون هناك لبضعة أيام فقط، ولكن مع مرور الوقت تعين عليهم أن يتقبلوا الأمر الواقع، ويرضوا بأن تكون مزرعة الدواجن منزلهم لفترة أطول.
واستخدموا الألواح المعدنية للأقفاص كسرير، واستخدموا أيضاً موقداً معدنياً على الأرض لصنع الخبز عندما يعثرون على طحين.
وقال مهدي: "صعب تعيش في مكان مثل هذا، هذا مكان مخصص للدواجن والطيور. فجأة تلاقي حالك في قفص".
رفح "تحت تهديد خطير"
وعن أوضاع هؤلاء، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش في تصريحات صحافية، الخميس، إن رفح "تحت تهديد خطير"، مشيراً إلى أن أكثر من نصف سكان غزة "محشورون" في هذه المدينة، على الحدود المصرية.
وأضاف جوتيريش أن النازحين في رفح "ليس لديهم مكان يذهبون إليه"، مؤكداً أن "الوضع يزداد سوءاً في غزة، وفوق الموت والدمار تلحق المجاعة والمرض الضرر بالفلسطينيين".