تتزايد أعداد المعتمرين العالقين في المطارات العراقية والسعودية بسبب حظر شركة "فلاي بغداد" من الطيران بعد أن صدر بحقها عقوبات أميركية، وسط تعطل نحو نصف أسطول الخطوط الجوية العراقية، وهو ما فاقم من الأزمة.
وتسببت هذه العقوبات في إرباك جدول الخطوط الجوية العراقية التي ليست معنية بشكل مباشر في هذه الأزمة، إذ كان وكلاء شركات الحج والعمرة متعاقدين مع شركة "فلاي بغداد" لنقل الأعداد الكبيرة من المسافرين خلال موسم عمرة شهري شعبان ورمضان، لكن ذلك لم يتم بسبب العقوبات.
وإلى جانب العقوبات على "فلاي بغداد"، سجلت الخطوط الجوية العراقية مشكلات في عدد من طائراتها.
والشهر الماضي أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات اقتصادية على شركة الطيران العراقية "فلاي بغداد" ومديرها التنفيذي لاتهامهما بتقديم المساعدة للحرس الثوري الإيراني، وهي الاتهامات التي تنفيها الشركة.
حظر "فلاي بغداد" هو السبب
وقال مدير الإعلام والاتصال الحكومي في وزارة النقل العراقية ميثم الصافي لـ "الشرق"، إن ما حصل مع المعتمرين العراقيين العالقين بمطارات العراق والسعودية، هو بسبب حظر شركة "فلاي بغداد" التي كانت متعاقدة مع شركات الحج والعمرة.
وأكد الصافي أن هناك زخماً كبيراً في جدول رحلات شركة الخطوط الجوية العراقية التي تسير 10 رحلات يومياً من مطارات العراق باتجاه المملكة العربية السعودية، وأوضح أن الخطوط العراقية تسعى لحل الإشكال الحاصل، رغم أنها غير مسؤولة عنه.
ولفت الصافي إلى أن 24 طائرة من أسطول الشركة خارج الخدمة، وتم إصلاح 5 منها وإعادتها للخدمة، وبحلول نهاية العام الجاري سوف تعاد للخدمة 8 طائرات أخرى.
وأشار الصافي إلى أن الوزارة الحالية استلمت مهامها وهي تعاني تعطل الطائرات، وعملت على إصلاحها لتفادي المشاكل التي تواجه قطاع النقل الجوي، ولفت الصافي إلى أن الوزارة استوردت 13 طائرة جديدة، وهي تعمل الآن ضمن أسطول طائرات الخطوط العراقية.
وتتعرض شركة الخطوط الجوية العراقية لعثرات بشكل متواصل، والسبب يعزى أحياناً إلى المحاصصة السياسية والطائفية التي تأتي بإدارة "غير كفؤة"، لتولي مهام قيادة الشركة التي تعد ثاني أقدم شركة في الشرق الأوسط، إلى جانب العقوبات المتوالية على إدارة المطار، وإعفاءات مدراء الشركة.
وبالرغم من تدخلات رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، لإصلاح وضع المطار وتحسين جودة عمل شركة الخطوط العراقية، إلا أنها تظل بدون جدوى.
نصف الأسطول الرسمي معطل
الخبير في قطاع الطيران فارس الجواري قال لـ"الشرق" إن ما حصل من مشكلات مع المسافرين العراقيين المتوجهين للسعودية، سببه منظومة بيع التذاكر، وأكد الجواري أن قطاع النقل في العراق يعاني التراكمات في الحجوزات خلال موسم العمرة.
وأوضح أن ما ساهم في هذا التراكم هو توقف شركة فلاي بغداد عن العمل، وعدم كفاية أسطول طائرات الخطوط الجوية العراقية لتأمين هذه الرحلات المتزاحمة، وإصلاح الخلل المفاجئ الذي حصل بإعادة المعتمرين العالقين.
وبين الجواري أن تعطل نصف أو أقل من نصف أسطول الطائرات، فاقم من الأزمة، وأشار إلى أن أغلب طائرات الخطوط العراقية استحقت التفتيش من أجل إجراء عمليات الصيانة لذلك خرجت عن الخدمة لإصلاحها، بينما تحتاج الصيانات الفنية والهندسية إلى قطع الغيار مثل المحركات.
واعتبر الجواري أن هذه "مشكلة كبيرة"، وأبرز أن أحد المشاكل هو تداخل الصلاحيات وعدم وجود إدارة تدير قطاع النقل الجوي بكفاءة و"بصورة صحية"
وأوضح الجواري أن مشكلة الخطوط الجوية العراقية إدارية بحتة، وإذا بقيت على هذا المستوى والتلكؤات المستمرة سوف تعود بخسائر مالية تصيب هذا القطاع الحيوي الذي يحقق أرباحاً بالمليارات شهرياً، والتي بدورها تعود بالفائدة المالية على خزينة الدولة العراقية.
وأشار الجواري إلى أن الخطوط الجوية العراقية ومطار بغداد الدولي يحتاجان إلى عملية هيكلة إدارية لقيادتها، وتنظيم ماليتها، أو تفويض مهام الإدارة الأرضية من مطار ومدارج إلى شركات مختصة لتفادي المشاكل المتكررة.
"فلاي بغداد" على لائحة العقوبات
وتتهم واشنطن شركة "فلاي بغداد" ومديرها التنفيذي بشير عبد الكاظم علوان الشباني "بتقديم المساعدة" لفيلق القدس المسؤول عن العمليات الخارجية للحرس الثوري، وكذلك "لمجموعاته الوكيلة في العراق وسوريا ولبنان".
وتشمل العقوبات كذلك "ثلاثة من قادة وأنصار إحدى الميليشيات الرئيسية لفيلق القدس في العراق"، وهي كتائب حزب الله العراقية، بالإضافة إلى شركة "تقوم بنقل وتبييض الأموال" لصالح هذه الفصائل، حسبما أضافت الوزارة الأميركية في بيان.
وأشار البيان إلى "التهديد المستمر الذي يشكله فيلق القدس وشبكته على الأميركيين والمنطقة"، من خلال "سلسلة من الهجمات الصاروخية وبالمسيرات" التي نفذتها كتائب حزب الله المسلحة الموالية لإيران في العراق "في تصعيد حاد ضد الأميركيين في العراق وسوريا".
ونقل البيان عن وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية براين نيلسون قوله "سعت إيران ووكلاؤها إلى استغلال الاقتصادات الإقليمية واستخدام شركات تبدو مشروعة لتمويل هجماتهم وتسهيلها".
وتتضمن العقوبات الاقتصادية تجميد أصول الشركة والكيانات المملوكة لها كلياً أو جزئياً في الولايات المتحدة، كما يحظر عليها القيام بمبادلات تجارية من وإلى البلاد.
ونددت "فلاي بغداد" بالعقوبات التي فرضتها واشنطن عليها واعتبرتها مبنية على "معلومات مضللة"، ووصف مدير أمن الطيران بالشركة نمير القيسي، العقوبات بـ"ظلم كبير". وأضاف أن "فلاي بغداد تستنكر هذا القرار كونه غير مبني على أية أدلة مادية أو معنوية".