تنطلق، الخميس، قمة افتراضية بدعوة من الرئيس الأميركي جو بايدن، وبمشاركة 40 من قادة دول العالم لبحث "التغير المناخي" في كوكب الأرض وسبل مواجهة آثار ذلك التغير.
وتستمر القمة التي تعد امتداداً للجهود العالمية لمواجهة تحديات التغير المناخي والتقليل من آثاره، على مدار يومين.
القمة تأتي في وقت أصبح فيه "مواجهة التغير المناخي"، هاجساً عالمياً، ما دفع الحكومات والمنظمات الدولية إلى إطلاق العديد من المبادرات الساعية إلى التقليل من آثار ما يعانيه العالم في السنوات الأخيرة.
ويتزامن تاريخ القمة، مع اليوم العالمي للأرض الذي تحتفل به المنظمات المعنية بقضايا البيئة والمناخ فضلاً عن الأمم المتحدة، التي تبنته في عام 2009 تحت اسم "اليوم الدولي لأمنا الأرض". إلا أن التاريخ الفعلي للاحتفال محلي الطابع ويعود لعام 1970.
فعالية تعليمية
على الرغم مما يصبغ يوم الأرض من أجواء أمميه وعالمية، لم تكن فكرة تدشينه الأصلية تتعدى كونه فعالية تعليمية لطلاب إحدى الجامعات الأمريكية لمناقشة الآثار البيئية لتلوث الماء والهواء.
ولم تكن الفكرة طلابية بالأساس كذلك، بل إن محركها الرئيسي كان عضواً في مجلس الشيوخ الأميركي من ويسكونسن يُدعى جايلورد نيلسون.
وفقاً لموقع earthday.org، لطالما كان السيناتور مهتماً بالقضايا البيئية في السابق، إلا أنه لم يقدم على تنفيذ خطوته تلك سوى بعد حادث تسرب نفط في سانتا باربرا بولاية كاليفورنيا عام 1969، كما أنه تحمس لنشر الوعي في أوساط الطلاب الجامعيين النشطين خلال ستينيات القرن الماضي.
تغيرت فلسفة نيلسون لاحقاً في ما يتعلق بمشروعه، وذلك بعد أن ضم إلى فريقه بعض الشخصيات الأخرى، كالنائب الجمهوري بيت مكلوسكي الابن، فضلاً عن أحد الشباب الناشطين يُدعى دينيس هايز، الذي أسهم في اختيار الـ 22 من أبريل كيوم للفعالية، ودعم جهود ترويجها لتشمل مناطق عدة.
بدل الفريق كذلك اسم الفعالية لاحقاً لتُصبح "يوم الأرض" ما أدى لجذبها اهتمام وسائل الإعلام والجمهور على حد سواء.
اليوم الأول
لم يمر يوم الأرض الأول في الولايات المتحدة مرور الكرام، بل شارك فيه ما يصل إلى 20 مليون شخص في مختلف الولايات وفقاً لـ earthday.org، تظاهروا في الحدائق والطرقات، وتحدثوا في الفعاليات الأخرى تنديداً بآثار التطور الصناعي على صحة الإنسان وعلى البيئة.
تسبب اليوم كذلك في توحيد صفوف الجماعات المناهضة للمشكلات البيئية المختلفة، كمناهضي المبيدات الحشرية والمصانع المُخلفة للملوثات، وكذلك المهتمون بمكافحة تراجع الحياة البرية وانقراض الأنواع المختلفة.
بعد يوم الأرض الأول، شهدت الساحة السياسية الأميركية بعض التطورات في مخاطبتها للقضايا البيئية، إذ أُنشئت على سبيل المثال وكالة حماية البيئة، كقانون الهواء النظيف، ثم قانون المياه النظيفة وكذلك قانون السلامة والصحة المهنية.
التبني الأممي
وعلى مستوى عالمي، شهدت سبعينيات القرن الماضي تحركات من قبل الأمم المتحدة في السياق ذات، إذ عُقد المؤتمر الرئيسي الأول حول القضايا البيئية عام 1972، كما اُنشئ برنامج الأمم المتحدة للبيئة في وقت لاحق من العام ذاته.
أما في الـ5 من يونيو، فاُعلن حينها يوماً عالمياً للبيئة، ولاحقاً في عام 2009، أُضيف اليوم العالمي لأمنا الأرض رسمياً إلى جدول الأمم المتحدة بعد 39 عاماً من تدشينه فعلياً.
تحولات عصرية
في بداية تسعينيات القرن الماضي، لم يعد يوم الأرض فعالية أميركية محلية، إذ شاركت في فعالياته 140 دولة حول العالم، وظل تعداد المشاركين في ازدياد خلال الألفية الجديدة، وفقاً لموقع Hoistory، كما بدأ يوم الأرض يلتفت لمناقشة القضايا العصرية المطروحة كالطاقة النظيفة والتنمية المستدامة.
وفي رسالته الموجهة بمناسبة اليوم العالمي لأمنا الأرض 2021، يربط أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة في كلمته المنشورة على الموقع الرسمي ما بين جائحة كوفيد -19 وعوامل التدهور البيئي وتغير المناخ، معتبراً أن تدخل الإنسان في الطبيعة وإزالة الغابات والتغيير المناخي من العوامل التي تزيد من فرص انتقال الأمراض من الحيوان إلى الإنسان كفيروس كورونا.
وأضاف: "هناك حالة طوارئ أخرى عميقة، هي الأزمة البيئية التي تتوالى حلقاتها على كوكب الأرض، فالتنوع البيولوجي يتقلص بشكل حاد، واضطراب المناخ يقترب من نقطة اللاعودة، ويجب أن نعمل بحزم لحماية كوكبنا من فيروس كورونا والتهديد الوجودي الناجم عن اضطراب المناخ".