فبراير الشهر الأكثر دفئاً على الإطلاق.. وظاهرة النينيو فاقمت تغير المناخ

2023 السنة الأكثر حراً منذ 100 ألف عام

أرض طالها الجفاف قرب سد سيدي البراق غرب العاصمة تونس. 7 يناير 2023 - Reuters
أرض طالها الجفاف قرب سد سيدي البراق غرب العاصمة تونس. 7 يناير 2023 - Reuters
باريس -أ ف ب

أعلن المرصد الأوروبي للمناخ، الخميس، أن فبراير الماضي كان الأكثر دفئاً على مستوى العالم على الإطلاق، والشهر التاسع على التوالي لدرجات حرارة قياسية في أنحاء الكرة الأرضية، في وقت يأخذ التغير المناخي العالم إلى "منطقة مجهولة".

ضربت الأرض العام الماضي عواصف، وحرائق، وموجات جفاف، فيما ساهم تغير المناخ الذي فاقمته ظاهرة النينيو، في ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، ما جعل عام 2023 الأكثر حراً منذ مئة ألف عام.

وقال البرنامج الأوروبي لرصد الأرض "كوبرنيكوس"، إن الفترة الممتدة من فبراير 2023 إلى يناير 2024 شهدت ارتفاعاً في الحرارة بمقدار 1,52 درجة مئوية مقارنة بالحقبة ما قبل الثورة الصناعية، لـ12 شهراً متتالياً.

وتواصل المنحى، حسبما أكد البرنامج في تحديثاته الشهرية الأخيرة، وكانت الحرارة في فبراير أعلى بمقدار 1,77 درجة مئوية من التقديرات الشهرية للفترة 1850-1900، وهي الفترة المرجعية قبل الثورة الصناعية.

الشتاء الأكثر دفئاً في أوروبا

وارتفعت درجات الحرارة في أجزاء من العالم، من سيبيريا إلى أميركا الجنوبية، فيما سجلت أوروبا بدورها الشتاء الأكثر دفئاً على الإطلاق.

وفي النصف الأول من الشهر كانت درجات الحرارة العالمية اليومية "مرتفعة بشكل استثنائي" بحسب كوبرنيكوس، في وقت سجلت أربعة أيام متتالية معدلات حرارة أعلى بدرجتين مئويتين مقارنة بالفترة قبل الثورة الصناعية، بعد أشهر قليلة على تسجيل أول يوم منفرد فوق هذا الحد.

وكانت تلك أطول فترة يتخطى فيها الارتفاع درجتين مئويتين، لكنها لم تمثل تجاوزاً لعتبة 1,5 درجة مئوية التي حُددت في اتفاق باريس للمناخ عام 2015 لأنها لم تستمر لعقود.

حرارة المحيطات

وكانت درجات حرارة سطح البحر الأعلى في أي شهر على الإطلاق، بحسب "كوبرنيكوس" إذ تجاوزت درجات الحرارة الشديدة السابقة المسجلة في أغسطس 2023، مع ارتفاع جديد يزيد بقليل عن 21 درجة مئوية في نهاية الشهر.

وتغطي المحيطات 70% من الكوكب، وتساهم في إبقاء سطح الأرض صالحاً للعيش من خلال امتصاص 90% من الحرارة الزائدة الناتجة عن التلوث الكربوني الناجم عن النشاط البشري منذ فجر العصر الصناعي.

وتعني محيطات أدفأ مزيداً من الرطوبة في الغلاف الجوي، ما يؤدي إلى طقس غير منتظم على نحو متزايد، مثل الرياح العاتية والأمطار الغزيرة.

وترفع ظاهرة النينيو درجة حرارة سطح البحر في جنوب المحيط الهادئ، ما يؤدي إلى طقس أكثر حراً على مستوى العالم، ويُتوقع أن تضعف مع بدء الصيف.

والانتقال إلى ظاهرة لا نينيا التي تؤدي إلى انخفاض في درجات الحرارة، قد تحصل بشكل أسرع من المتوقع، ما قد يقلل من احتمالات أن تكون 2024 بدورها سنة غير مسبوقة على صعيد تسجيل أرقام قياسية.

تصنيفات

قصص قد تهمك