رمضان بالأراضي الفلسطينية.. قيود أمنية في الضفة وتجويع وقصف بالقطاع

أطفال فلسطينيون يلعبون بين المخيمات في رفح جنوبي قطاع غزة بينما يستمر القصف الإسرائيلي على القطاع. 10 مارس 2024 - AFP
أطفال فلسطينيون يلعبون بين المخيمات في رفح جنوبي قطاع غزة بينما يستمر القصف الإسرائيلي على القطاع. 10 مارس 2024 - AFP
القدس -رويترز

استقبل الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة، شهر رمضان دون ترحيب، في أجواء يشوبها إجراءات أمنية مشددة من الشرطة الإسرائيلية في الضفة، بينما تستمر حرب مدمرة تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.

في غزة، لا شيء غير التجويع وسط حصار مميت على القطاع، ولا رائحة في الأجواء سوى البارود، ولا بارقة أمل في انفراجة قريبة تمنع دماء الأبرياء التي تسيل بين لحظة وأخرى، بعد تعثر المحادثات الرامية إلى وقف إطلاق النار.

مها، وهي أم لخمسة أطفال، قالت إنه عادةً ما كانت تملأ منزلها بالزينة، وثلاجتها بالإمدادات اللازمة لوجبة الإفطار: "لم نقم بأي استعدادات لاستقبال شهر رمضان، لأننا صيام منذ 5 أشهر".

وأضافت، عبر تطبيق للتراسل، من رفح، حيث تقيم مع عائلتها: "لا يوجد طعام، ليس لدينا سوى بعض المعلبات والأرز، وتباع معظم المواد الغذائية بأسعار مرتفعة خيالية".

فلسطينيون يسيرون أمام سلع عروضة في شوارع رفح بجنوب قطاع غزة. 10 مارس 2024
فلسطينيون يسيرون أمام سلع معروضة في شوارع رفح جنوب قطاع غزة. 10 مارس 2024 - AFP

وفي الضفة الغربية، التي شهدت أعمال عنف غير مسبوقة على مدى أكثر من عامين، فإن المخاطر مرتفعة أيضاً، إذ تستعد مدن مضطربة مثل جنين وطولكرم ونابلس لمزيد من الاشتباكات.

وقالت نهاد الجد، التي نزحت مع عائلتها في غزة: "رمضان شهر مبارك رغم أن هذا العام ليس مثل كل عام، ولكننا صامدون وصابرون، وسنستقبل شهر رمضان كعادتنا بالزينة والأغاني والدعاء والصيام".

وأضافت: "في رمضان القادم، نتمنى أن تعود غزة، ونأمل أن يتغير كل الدمار والحصار في غزة، ويعود الجميع في حال أفضل".

جنود إسرائيليون يعتقلون فلسطينيين خلال غارة في رام الله بالضفة الغربية المحتلة. 4 مارس 2024
جنود إسرائيليون يعتقلون فلسطينيين في رام الله بالضفة الغربية المحتلة. 4 مارس 2024 - Reuters

وفي القدس المحتلة، تفرض الشرطة الإسرائيلية إجراءات أمنية مشددة، ونشرت الآلاف من أفرادها بالشوارع الضيقة في البلدة القديمة، وسط توقعات بوصول عشرات الآلاف كل يوم لأداء الصلاة بالمسجد الأقصى.

وعلى النقيض من السنوات الماضية، لم تشهد البلدة القديمة، الزخارف المعتادة، وسادت نبرة كئيبة مماثلة في البلدات بأنحاء الضفة الغربية المحتلة، في ظل قتل إسرائيل نحو 400 فلسطيني في مواجهات مباشرة أو بواسطة المستوطنين اليهود منذ بداية الحرب.

وقال عمار سدر، أحد شيوخ البلدة القديمة: "هذا العام قررنا رسمياً عدم تزيين البلدة القديمة، كرامة لدماء أطفالنا وشيوخنا وكبارنا".

وتعد الإجراءات الأمنية الإسرائيلية عند المسجد الأقصى منذ فترة طويلة، أحد أكثر القضايا إثارة للاستياء في العالم الإسلامي.

ودعا إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، الشهر الماضي، الفلسطينيين إلى شد الرحال إلى المسجد مع بداية شهر رمضان.

وظلت التلة التي يقع عليها المسجد الأقصى نقطة اشتعال للعنف منذ فترة طويلة، وكانت أيضاً من أسباب اندلاع الحرب السابقة عام 2021 بين إسرائيل وحركة "حماس" التي تدير غزة.

وقال عزام الخطيب، مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، والتي تشرف على المسجد الأقصى: "يجب على الجميع الالتزام بتعليمات الأوقاف الإسلامية، بالهدوء، والصبر، وعدم الزحام... هذا مسجدنا ويجب أن نحافظ عليه، ويجب أن نحافظ على وجود المسلمين في هذا المسجد، وأن يأتوا بأعداد كبيرة، بسلام وأمان، بإذن الله سبحانه وتعالى".

مساعدات غزة

وفي رسالة إلى المسلمين داخل الولايات المتحدة وخارجها بمناسبة شهر رمضان، تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن، الأحد، بمواصلة الضغط من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ووقف إطلاق النار، وتحقيق استقرار على المدى البعيد في المنطقة.

وأضاف، في بيان: "في ظل تجمع المسلمين في أنحاء العام على مدى الأيام والأسابيع المقبلة للإفطار، ستكون معاناة الشعب الفلسطيني حاضرة في أذهان الكثيرين. إنها حاضرة في ذهني أيضاً".

وتابع بايدن: "إلى من ينتحبون خلال وقت الحرب هذا، أنا أسمعكم وأراكم وأتوجه بالدعاء كي تجدوا السلوى".

تصنيفات

قصص قد تهمك