قال المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "الأونروا" عدنان أبو حسنة، الأحد، إن عدد الشاحنات التي دخلت قطاع غزة خلال فبراير الماضي هو نصف ما دخل في يناير، لافتاً إلى أن "90% من سكان القطاع يشربون مياه ملوثة، ويعانون سوء التغذية".
ووصف أبو حسنة، في تصريحات لـ"الشرق"، الأوضاع في القطاع بـ"المتدهورة والخطير"، لافتاً إلى أن هناك "أكثر من 100 ألف ضحية وجريح ومفقود، يشكلون 5% من سكان القطاع"، وأن "عمليات القتل والتدمير والقصف مستمرة".
وأشار إلى "وجود انهيارات كبيرة بالمستويات الإغاثية والإنسانية والصحية"، موضحاً أن "سكان غزة لم يعودوا مقاومين للأمراض، ونلاحظ ارتفاعاً خطيراً وغير مسبوق في الأمراض المعوية، والجرب الذي ينتشر بصورة خطيرة".
ولفت إلى أن "90% من سكان قطاع غزة يشربون مياه ملوثة، ويعانون من سوء التغذية"، مؤكداً أن "مدينة رفح بها 70% من سكان القطاع، حيث هناك 1.5 مليون فلسطيني، وخوفهم وهاجسهم الآن، ماذا لو بدأت إسرائيل عمليات برية" في المدينة.
وأعرب المتحدث باسم "الأونروا" عن أسفه بأن الوكالة "توزع مساعدات غذائية ومياه مرتين في الأسبوع وهي لا تكفي، فنحن نعتمد على ما يدخل من المعابر"، مضيفاً: "خلال شهر رمضان من المفترض أن يتم زيادة المساعدات الإنسانية".
"ميناء مساعدات" في غزة
الولايات المتحدة أعلنت، الخميس، عن خطة لإنشاء "رصيف موقّت" في غزة، مشيرةً إلى أن بناء هذه المنشأة سيستغرق مدة قد تصل إلى 60 يوماً، وسيشارك فيه أكثر من ألف جندي عل الأرجح، كما أوضحت أن الميناء "يمكن أن يؤمن أكثر من مليوني وجبة يومياً لمواطني غزة".
وفي السياق، رحّب المتحدث باسم "الأونروا" بـ"كل محاولة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة سواء إسقاطات من الجو أو عبر الميناء البحري"، لكنه تسائل: "كم من الوقت سيأخذ إنشاء هذا الميناء؟ سيأخذ شهرين (لكن) ما الذي سيحدث خلال هذه الفترة في ظل الانهيارات الإنسانية الكبيرة في القطاع، وهل ستكون هناك حرب أم ستنتهي؟".
ووصف أبو حسنة أن هذا الإعلان الأميركي بـ"العمل الجيد"، لكنه اعتبر أن "عامل الوقت هو الحاسم في النهاية"، مشدداً على ضرورة أن "يصاحب عمليات إنشاء الميناء إدخال المساعدات الإنسانية عبر معابر قطاع غزة".
ولفت إلى أن "هناك 7 معابر بين إسرائيل وقطاع غزة"، مضيفاً: "أعتقد أن انتظار بناء الميناء سيزيد تعقيدات الأوضاع التي قد تكون مختلفة إذا تم إنجاز هذا الميناء".
وبشأن الاتهامات الإسرائيلية لموظفين في "الأونروا" بالمشاركة في هجمات السابع من أكتوبر الماضي، قال أبو حسنة إن "القضية سياسية بالأساس، لأنه يراد تصفية القضية اللاجئين الفلسطينيين".
وأشار إلى "وجود اعتقاد لدى إسرائيل بأنه إذا تمت تصفية (الأونروا) فلن تكون هناك قضية لاجئين فلسطينيين، لكن الواقع على الأرض هو أنه لا أحد يستطيع أن ينفذ المهام التي تقوم بها الوكالة، التي تعد بالنسبة للفلسطينيين شريان حياة".
ويأتي رمضان هذا العام مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة شهرها السادس، حيث قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 31 ألف فلسطينياً، وأصاب 72 ألف و654 آخرين، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
ويواجه أكثر من مليوني شخص خطر المجاعة، بحسب الأمم المتحدة، في وقت يواصل المجتمع الدولي تعبئته لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية، ولكن تبقى كميات المساعدات شحيحة وبعيدة عن تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات.
وحذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، من أن الجوع وصل إلى مستويات كارثية في شمال قطاع غزة، حيث يموت الأطفال بسبب الأمراض المرتبطة بالجوع ويعانون من مستويات حادة من سوء التغذية.
