أقل من الحد اللازم للحياة.. 3 إلى 15 لتر مياه يومياً نصيب الفلسطيني في غزة

أطفال فلسطينيون يصطفون للحصول على المياه في رفح جنوبي قطاع غزة بينما تفرض إسرائيل حصاراً خانقاً على القطاع. 17 مارس 2024 - AFP
أطفال فلسطينيون يصطفون للحصول على المياه في رفح جنوبي قطاع غزة بينما تفرض إسرائيل حصاراً خانقاً على القطاع. 17 مارس 2024 - AFP
رام الله -الشرق

أعلن الجهاز المركزي للإحصاء وسلطة المياه في فلسطين، الأربعاء، أن كل مواطن في قطاع غزة بالكاد يصل إلى ما بين 3 و15 لتراً من المياه يومياً في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر لليوم الـ 166 على التوالي. 

وأشار الجهاز والسلطة، في بيان مشترك بمناسبة اليوم العالمي للمياه، إلى أن كميات المياه التي تصل للمواطن الفلسطيني تتباين بشكل كبير حسب الموقع الجغرافي، والمياه المزودة، والدمار الذي أصاب البنية التحتية، وعمليات النزوح المستمرة، لافتين إلى أن الحد الأدنى من المياه للبقاء على الحياة يقدر بنحو 15 لتراً للفرد في اليوم، بحسب البيان.

وأوضح البيان أن قطاع غزة يعاني من أزمة حادة في الحصول على المياه، حتى في ظل الظروف الطبيعية في فترة ما قبل الحرب، إذ كان معدل استهلاك الفرد من المياه في القطاع يقدر بحوالي 84.6 لتر للفرد يومياً عام 2022. 

ويُقدر إجمالي حجم المياه المتوفرة حالياً بما بين 10 و20% من حجم المياه التي كانت متاحة في قطاع غزة قبل الحرب، وهذه الكمية غير ثابتة وتخضع لتوفر الوقود، كما تسببت الحرب في وقوع آثار كارثية على البنية التحتية للمياه، وشبكات المياه ومصادر إمدادات المياه بشكل عام، إذ دمرت الحرب حوالي 40% من شبكات المياه وتعطلت المضحات الرئيسية بسبب القصف أو بسبب نفاد الوقود.

وأفاد التقرير بأن 4% فقط من سكان القطاع كانت لديهم القدرة على الوصول بشكل آمن إلى مياه خالية من التلوث، قبل الحرب، أما في ظل الحرب وعدم توفر الوقود اللازم لتشغيل محطات تحلية المياه ومحطات الضخ وتشغيل الآبار، فإن السكان يحصلون بالكاد على مياه للشرب والتي تكون غير آمنة، إذ لا تتوفر سوى محطة تحلية مياه واحدة تعمل بقدرة تشغيلية تبلغ 5%، ومحطتان متوقفتان عن العمل بشكل كلي بسبب انقطاع الكهرباء ونقص الوقود.

وتعتمد الأراضي الفلسطينية بشكل أساسي على المياه المستخرجة من المصادر الجوفية والسطحية، والتي تبلغ نسبتها 75.7% من إجمالي المياه المتاحة.

وبلغت كمية المياه التي جرى ضخها من آبار الأحواض الجوفية (الحوض الشرقي، والحوض الغربي، والحوض الشمالي الشرقي) في الضفة الغربية عام 2022 نحو 116.6 مليون متر مكعب. 

سيطرة إسرائيلية على موارد المياه

 ويعود السبب الرئيسي للضعف في استخدام المياه السطحية إلى سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على مياه نهر الأردن والتي تقدر بنحو 250 مليون متر مكعب، ومنع الفلسطينيين من الوصول إلى النهر منذ عام 1967.

وذكر البيان، أن إجراءات الاحتلال أدت إلى الحد من قدرة الفلسطينيين على استغلال مواردهم الطبيعية وخصوصاً المياه، وإجبارهم على تعويض النقص بشراء المياه من شركة المياه الإسرائيلية "ميكروت".

ووصلت كمية المياه التي اشتراها الفلسطينيون للاستخدام المنزلي في عام 2022 إلى 98.8 مليون متر مكعب، بنسبة 22% من كمية المياه المتاحة التي بلغت 445.7 مليون متر مكعب، منها 38.8 مليون متر متدفقة من الينابيع الفلسطينية، و298.5 مليون متر يجري ضخها من الآبار الجوفية، و9.6 مليون متر مياه محلاة وتشكل 2.2% من المياه المتاحة. 

وتبلغ كمية المياه الملوثة وتصنف بأنها غير صالحة للاستخدام الآدمي 211 مليون متر مكعب من إجمالي المياه المتاحة للفلسطينيين معظمها في قطاع غزة مقابل 234.7 مليون متر مكعب صالحة للاستخدام الآدمي والتي تشمل المياه المشتراة والمحلاة.

وأفادت بيانات سلطة المياه، بأن السلطات الفلسطينية بدأت إنتاج كميات من المياه المحلاة وصلت الى 9.6 مليون متر مكعب عام 2022 نتيجة تشغيل محطات تحلية محدودة الكمية في قطاع غزة، ومن المتوقع زيادة إنتاج هذه الكميات بشكل كبير في الأعوام المقبلة مع تنفيذ برنامج محطة التحلية المركزية.

وبلغت كمية المياه المستخرجة من الحوض الساحلي في قطاع غزة 189.4 مليون متر مكعب عام 2022، وتعتبر هذه الكمية ضخاً جائراً بسبب الحاجة للمياه وعدم توفر مصدر مياه آخر، ويتجاوز الضخ السنوي القدرة التخزينية للحوض الساحلي من المياه المتجددة والتي تتراوح بين 50 و60 مليون متر مكعب في السنة، الأمر الذي أدى إلى نضوب مخزون المياه وانخفاض مستوى المياه الجوفية إلى ما دون مستوى 19 متراً تحت مستوى سطح البحر، ما أدى إلى تداخل مياه البحر، وترشح مياه الصرف الصحي إلى الخزان، الأمر الذي جعل أكثر من 97% من مياه الحوض الساحلي غير متوافقة مع معايير منظمة الصحة العالمية. 

وفي عام 2022، بلغ معدل استهلاك الفرد الفلسطيني اليومي 85.7 لتر من المياه يومياً، (86.4 لتر في الضفة الغربية، مقابل 84.6 لتراً في غزة)، لكن الحصة من المياه العذبة تنخفض إلى 20.5 لتراً فقط يومياً، بسبب نسبة التلوث العالية للمياه في القطاع.

وعند مقارنة هذا المعدل باستهلاك الفرد الإسرائيلي يتبين أنه أكبر بـ 3 أضعاف الفرد الفلسطيني إذ يبلغ 300 لتر يومياً، ويتضاعف للمستوطنين إلى أكثر من 7 أضعاف استهلاك الفرد الفلسطيني. 

وما زال معدل استهلاك الفرد الفلسطيني للمياه أقل من الحد الأدنى الموصى به عالمياً حسب معايير منظمة الصحة العالمية البالغ 100 لتر يومياً، نتيجة سيطرة الاحتلال الاسرائيلي على أكثر من 85% من مصادر المياه الفلسطينية.

تصنيفات

قصص قد تهمك