يتواصل في ولاية نيويورك الأميركية المعرض الدولي للسيارات الذي بدأ في الـ29 من الشهر الماضي ويستمر حتى الأحد. ويشهد عروضاً متنوعة لأنواع مختلفة من السيارات بما فيها القديمة والحديثة، مع تركيز على إظهار التطور التكنولوجي في هذه الصناعة.
ويقول المعرض على موقعه الرسمي إنه "لا يوجد مكان للبحث عن سيارتك الجديدة القادمة أفضل من معرض نيويورك للسيارات"، مشيراً إلى "أنه المكان الوحيد الذي تكون فيه المعلومات شاملة وجذابة وحيث يمكن شرح التكنولوجيا الجديدة واستكشافها بحرية".
ويمثل المعرض "سمة مميزة لهذه الصناعة" منذ انطلاقه قبل حوالي 125 عاماً قدم خلالها "للعالم لمحة عن المستقبل" في مجال صناعة السيارات التي تشهد حالياً منافسة محمومة للتحول نحو الطاقة الكهربائية، بدلاً من محركات الوقود التقليدية.
ويوفر هذا الحدث السنوي "للمستهلكين إمكانية وصول غير مسبوقة إلى كل ما تقدمه صناعة السيارات، ويتم ذلك بطريقة فريدة تتسم بالتفاعل والمتعة في نفس الوقت"، لجذب مئات الآلاف من مشتري السيارات المحتملين الذين يتوافدون على معرض نيويورك للسيارات كل عام.
وأشاد ماكس مين الذي يشغل منصب سفير في المعرض لإحدى الشركات، بهذا الحدث، معتبراً في حديث لـ"الشرق"، أن المعرض "فعالية ذات صبغة عائلية"، يقصدها الناس لشراء سيارات جديدة.
من جانبها، عبرت الزائرة ميشيل نيلسون عن إعجابها بمعرض نيويورك الدولي للسيارات. وقالت لـ"الشرق"، إنها تواظب على زيارة هذا المعرض منذ كانت طفلة، لاستكشاف ما يوفره سنوياً في مجال صناعة السيارات.
التحول للسيارات الكهربائية
شهد معرض هذا العام احتجاجاً لمجموعة من المدافعين عن البيئة، الذين أبدوا استياءهم من تأثير صناعة السيارات على الكوكب.
وتحتل مسألة التحول من السيارات التقليدية إلى تلك الهجينة أو الكهربائية جزءاً كبيراً من النقاش العالمي في هذه الصناعة.
بالقرب من جناح لوسيد تحدثنا إلى بينجامين ويلسن، الذي كان يعاين آخر إصدار للشركة، عن المنافسة بين السيارات الكهربائية والتقليدية فقال: "لا أملك سيارة كهربائية ولكني أتطلع لشراء واحدة هذا العام، والسبب الرئيسي هو أني أملك منزلاً حيث يمكنني شحن السيارة، ولا أواجه نفس الصعوبات التي يواجهها أي شخص آخر يسكن في المدينة، فشحن السيارات الكهربائية ليس بالأمر السهل".
ويضيف زائر آخر أنه رغم ارتياحه للسيارات الكهربائية، إلا أنها تعاني مشكلة في جودة العجلات، مشيراً إلى أن امتلاك سيارة كهربائية سيجنبه الانتظار أمام محطات الوقود.
نجمة المعرض
أعلنت جينيسيس، العلامة التجارية للسيارات الفاخرة التابعة لشركة "هيونداي موتورز" الكورية الجنوبية، عن نيتها إطلاق تشكيلة جديدة تركز على الأداء.
إلى جانب سيارة الكروز أوفر الرياضية، جلبت العلامة التجارية الكورية الفاخرة سيارتها الاختبارية X Gran Berlinetta إلى نيويورك، والتي وصفت بأنها نجمة المعرض لهذا العام. وقد أذهلت الزوار بطلائها البرتقالي النابض بالحياة وهيكلها المنخفض بشكل رائع.
وتشمل التفاصيل المميزة الأخرى العجلات الأمامية المكشوفة التي تظهر عبر غطاء المحرك وقمرة القيادة على طراز الطائرات المقاتلة.
سيارات كلاسيكية
تنتشر في أرجاء المعرض أنواع مختلفة من السيارات، الحديثة منها وحتى القديمة التي أصبحت جزءاً من تراث هذه الصناعة.
في إحدى زوايا المعرض نجد سيارة "ستوتز بلاك هوك" المصنوعة عام 1971، والتي كانت مملوكة في السابق لملك الروك أند رول، إلفيس بريسلي، ولفتت أنظار الجميع بمظهرها الخارجي والداخلي الأسود اللامع، ولمسات الكروم، وعجلات الأسلاك الذهبية ذات الجدران البيضاء العريضة. وكان أسطورة الروك قد أهدى هذه السيارة التي تعتبر من ممتلكاته الثمينة إلى صديقه وطبيبه الخاص، الدكتور إلياس غانم.
ورغم قدم السيارة، فإنها لم تقطع حتى الآن سوى 31.856 ميلاً فقط، أي ما يعادل 51.267 كيلومتراً. وهو ما يجعلها سيارة شابة من حيث العمر الميكانيكي للمحرك. ولا تزال هناك 14 سيارة فقط من هذا النوع من السيارات النادرة.
وأقيمت أول نسخة من المعرض بنيويورك في نوفمبر عام 1900 وتحديداً في حديقة ماديسون سكوير. وحتى يومنا يستمر سحر هذه الصناعة في مركز مؤتمرات جافيتس بمدينة نيويورك، وقد ألهم الأجيال على مدار الـ124 عاماً الماضية.
