سجلت المكسيك، 48 حالة وفاة جراء موجة الحر التي تشهدها منذ مارس الماضي، فيما تتوقع البلاد تسجيل درجات حرارة قياسية جديدة، حسبما أعلنت الحكومة.
وأفاد تقرير نشرته وزارة الصحة، بأن الحصيلة الإجمالية التراكمية بلغت "48 حالة وفاة على المستوى الوطني"، مرتبطة بموجة الحر التي بدأت منتصف مارس الماضي، فيما عانى 956 شخصاً من مشكلات صحية مختلفة.
وفي عام 2023، تم تسجيل رقم قياسي بلغ 419 وفاة، بسبب موجة حر استمرت 8 أشهر في المكسيك التي يبلغ عدد سكانها 129 مليون نسمة.
ويتفق هذا مع دراسة علمية، نشرتها مجلة "نيتشر"، تشير إلى أن حرارة عام 2023، فاقت درجات الحرارة على مدى فترة زمنية أطول بكثير، وهو اكتشاف تم إثباته من خلال النظر في سجلات أرصاد جوية يعود تاريخها إلى منتصف القرن التاسع عشر، وبيانات درجات الحرارة وفقاً لتحليل حلقات الأشجار من تسعة مواقع بشمال الكرة الأرضية.
وذكرت الدراسة أن درجات الحرارة في فصل الصيف العام الماضي في الأراضي الواقعة بين خطي عرض 30 و90 درجة شمالاً، بلغت 2.07 درجة مئوية أعلى من متوسطات ما قبل الثورة الصناعية.
وقال الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، مؤخراً، إن موجة الحرارة الحالية "استثنائية"، مضيفاً: "إنها ظاهرة طبيعية مؤسفة للغاية، ولها بالطبع صلة بتغير المناخ".
وأوضح أوبرادور أن درجات الحرارة المرتفعة، وقلّة الرياح تزيد مشكلة التلوث في العاصمة مكسيكو التي يعيش ضمن حدودها الإدارية 9 ملايين نسمة، ويرتفع العدد كثيراً لدى احتساب الضواحي.
أرقام قياسية جديدة
ومن المتوقع أن تشتد درجات الحرارة خلال الأسبوعين المقبلين، وتحطم أرقاماً قياسية جديدة، وفقاً لعلماء من الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك كتبوا على منصة "إكس": "في الأيام العشرة إلى الخمسة عشر القادمة، ستشهد المكسيك أعلى درجات حرارة تم تسجيلها على الإطلاق في تاريخها، مما قد يولد مستويات عالية من التلوث بسبب الأوزون".
ومن بين عواقب موجة الحر نفوق السعادين (القردة) العواءة في ولاية تاباسكو بجنوب البلاد.
وقال مدير المستشفى البيطري في مدينة كومالكالكو فيكتور موراتو، إنه تحت تأثير الحرارة، تصاب القرود التي تجلس على غصون الأشجار العالية في الغابات المطيرة بالإغماء، وتسقط من ارتفاع يصل إلى 20 متراً.
ارتفاع الحرارة وصحة الإنسان
وتُسبب موجات الحر تأثيراً متعدد الأوجه على الصحة العامة، بما في ذلك مجموعة من العواقب الضارة.
ويمكن أن يؤدي التعرض لفترات طويلة لدرجات الحرارة المرتفعة إلى أمراض، مثل "الإجهاد الحراري، والتشنجات الحرارية، وضربة الشمس"، مع أعراض تشمل "التعرق الزائد، والدوخة، والغثيان"، وفي الحالات الشديدة "فشل الأعضاء، أو فقدان الوعي".
وعلاوة على ذلك، تؤدي موجات الحر إلى تفاقم الحالات الصحية المزمنة الموجودة مسبقاً مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الجهاز التنفسي، والسكري، واضطرابات الكلى، ما يؤدي إلى تفاقم الأعراض، وزيادة خطر حدوث مضاعفات.