ارتفع عدد ضحايا إعصار "فالي فيو" الذي ألحق أضراراً بعدة ولايات أميركية خلال عطلة نهاية الأسبوع، والذي تزامن مع إحياء الأميركيين عطلة "يوم الذكرى" إلى 23 شخصاً على الأقل، الاثنين، فيما لا يزال العديد من الأشخاص دون كهرباء حتى الثلاثاء، إذ عطل الطقس الرحلات الجوية في المطارات من أتالانتا إلى بوسطن.
وعطل الطقس القاسي الذي امتد عبر الغرب الأوسط والساحل الشرقي، الاثنين، خطط ملايين الأميركيين الذين يحاولون العودة إلى منازلهم بعد عطلة نهاية أسبوع مزدحمة، كان من المتوقع أن تحطم الأرقام القياسية للسفر في "يوم الذكرى" الذي يُحتفل به تكريماً لجنود فقدوا حياتهم في ساحات المعارك، وفق ما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز".
وجاءت الاضطرابات في أعقاب عواصف، أودت بحياة ما لا يقل عن 23 شخصاً في الجنوب، وتركت مئات الآلاف بدون كهرباء، حيث شهدت الرحلات الجوية في المطارات من أتالانتا إلى بوسطن تأخيرات وإلغاءات مع سقوط الأمطار الغزيرة والرياح، إلى معظم أنحاء شرق الولايات المتحدة بعد ظهر ومساء الاثنين.
وكانت أجزاء من نيويورك ونيوجيرسي وبنسلفانيا تحت المراقبة، وتم إصدار تحذيرات من وصول امتداد أثر الإعصار من شمال ماريلاند عبر شرق ولاية نورث كارولاينا، بما في ذلك واشنطن العاصمة، وسط توقعات بعواصف رعدية في تكساس وولايات الجنوب، الثلاثاء، مع احتمالية تساقط البرد.
وقال مسؤولون في إدارة الطيران الفيدرالية، إنهم عملوا مع شركات الطيران للتخطيط لاضطرابات الطقس المتوقعة خلال عطلة نهاية الأسبوع، فيما قالت إدارة أمن النقل إن 2.9 مليون مسافر، الجمعة، عبروا المطارات الأميركية، وهو رقم قياسي في يوم واحد.
وبحلول منتصف الاثنين، أبلغ مطار "لا جوارديا" في مدينة نيويورك عن متوسط تأخيرات أرضية قدرها 100 دقيقة، كما تأخرت الرحلات الجوية في مطار "هارتسفيلد جاكسون أتالانتا الدولي"، الأكثر ازدحاماً في العالم، في حين تم الإبلاغ عن تأخيرات كبيرة أو متوقعة في المطارات في كل من شيكاغو وفيرجينيا وبالتيمور وواشنطن وفيلادلفيا وكليفلاند بسبب العواصف.
إعلان الطوارئ وانقطاع للكهرباء
وفي كنتاكي، أعلن حاكم الولاية آندي بشير، حالة الطوارئ، بعد سقوط أربعة أشخاص، ليعلن لاحقاً عن حالة وفاة خامسة مرتبطة بالعاصفة في الولاية، وهو شخص توفي إثر نوبة قلبية أثناء قطع الأشجار المتساقطة. كما انقطعت الكهرباء عن أكثر من 150 ألف عميل في الولاية في منتصف النهار بعد الرياح العاتية.
وفي شمال ولاية تكساس، خلف الإعصار ما لا يقل عن سبعة ضحايا، من بينهم طفلان يبلغان من العمر عامين وخمسة أعوام.
كما سقط 8 أشخاص في أركنساس، وتوفي اثنان في أوكلاهوما، عندما اجتاحت العواصف الشديدة المنطقة، ما أدى إلى تسوية مئات المباني بالأرض وتدمير المنازل، فيما قال مسؤولون إن العواصف الرعدية الشديدة في ولاية فرجينيا أدت إلى سقوط شخص واحد على الأقل.
ووفقاً لموقع poweroutage.us. لتبع الخدمات الكهربائية، فقد انقطعت الكهرباء عن آلاف آخرين في الجنوب والغرب الأوسط.
وتوقع مركز التنبؤ بالعواصف التابع لهيئة الأرصاد الجوية الوطنية، هبوب عواصف رعدية شديدة في وقت لاحق في تكساس ونيويورك.
وقالت هيئة الأرصاد الجوية، إنه من المحتمل "حدوث فيضانات مفاجئة من ماريلاند إلى جبال كاتسكيل في نيويورك، وأعاصير محتملة في منطقة وسط المحيط الأطلسي".
بدوره، قال كيلسي أنجل، خبير الأرصاد الجوية في هيئة الأرصاد الجوية الوطنية في "سبرينج فيلد"، إن العواصف الرعدية الشديدة في مقاطعة هاول بولاية ميسوري، الأحد، أنتجت برداً بحجم كرات البيسبول، وأعاصير أسقطت الأشجار، وألحقت أضراراً بالمنازل بالقرب من بلدة ماونتن فيو.
إجراءات وقائية
وفي كنتاكي، نُشرت قوات الحرس الوطني لمساعدة عمال الغابات في الولاية على إزالة الأشجار المتساقطة والحطام، كما فُعّل قانون التلاعب بالأسعار في الولاية، لمنع ارتفاع أسعار الإمدادات الضرورية.
وقال جيم جراي، وزير النقل في كنتاكي، إن عمال الطوارئ أبلغوا عن ارتفاع منسوب المياه وتساقط الأشجار وغيرها من الظروف الخطيرة في حوالي ثلث مقاطعات كنتاكي البالغ عددها 120 مقاطعة، معظمها في الجزء الغربي من الولاية، كما أثرت العواصف على ما يقرب من 100 طريق سريع بالولاية.
وفي ولاية تكساس، وقع الحاكم جريج أبوت على إعلان كارثة الطقس القاسي الذي غطى 106 مقاطعات، إذ يقدر المسؤولون أن ما يقرب من 100 شخص أصيبوا جراء الإعصار، وتم تدمير أكثر من 200 منزل وتضرر أكثر من 220 مبنى.
ووفقاً لموقع "أكسيوس"، فإنه جرى الإبلاغ عن أضرار واسعة النطاق في جميع أنحاء منطقة أوهايو ووادي تينيسي؛ بسبب الإعصار الذي ضربت البلاد منذ الأحد، ويعد الأشد حالياً، حيث حُذر من خطر "كارثي" على الحياة والممتلكات.
