إعلان دعائي لوكالة الاستخبارات المركزية يثير الجدل في أميركا

أحد موظفي وكالة الاستخبارات المركزية في ردهة مقر الوكالة - REUTERS
أحد موظفي وكالة الاستخبارات المركزية في ردهة مقر الوكالة - REUTERS
دبي- الشرق

تصدرت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، الاثنين، قائمة المواضيع الأكثر تداولاً على مواقع التواصل، بعد نشرها مقطعاً دعائياً تحاول فيه تشجيع الشباب على العمل لمصلحتها، وتضمن خطاباً مثيراً للجدل.

مقطع الفيديو، الذي نشرته الوكالة الأسبوع الماضي، تظهر فيه ضابطة وهي تتحدث عن مشوارها المهني بالوكالة، مشيرة لفخرها بهويتها كامرأة ملونة، ولدت لأبوين مهاجرين، فضلاً عن كونها أماً ومُصابة بأحد اضطرابات القلق، لكنها تؤدي عملها بكفاءة واعتزاز.

وتستعرض ضابطة وكالة الاستخبارات في المقطع تاريخها الخاص كامرأة ملونة، موضحة أنها لا تشعر بالأسى أو الألم تجاه أصولها العرقية وكونها ابنة لوالدين من المهاجرين، مضيفة أنها تعتز بجوانب أخرى في شخصيتها، كالأمومة وكذلك كونها مُشخصة باضطراب القلق العام. 

 وتحكي الضابطة، التي لم تتم الإشارة إلى اسمها، عن إحساسها بالعمل لدى وكالة الاستخبارات، قائلةً: ”لم أتسلل إلى السي آي إيه، وتوظيفي هنا لم يأت بضربة حظ موفقة أو نتيجة لثغرات في المؤسسة، بل عملت لأنني أستحق الانضمام للوكالة والترقي فيها، فأنا متعلمة ومؤهلة وكفوءة". 

ولفتت الضابطة إلى أنها تحاول من خلال عملها مقاومة ما وصفته بـ"الأفكار الرجعية عن دور المرأة"، وأضافت:" أنا فخورة بنفسي، وهذا هو كل شيء".

وخلال بضع ساعات حصد المقطع قرابة مليوني مشاهدة، وأثار العديد من الانتقادات، إذ اعتبره البعض مادة دعائية لثقافة "التيقظ أو الوعي" (Woke)، فيما قال آخرون إن الخطاب المقدم في المقطع يناقض تاريخ الوكالة الأكثر قتامة. 

هجوم إلكتروني 

وأثار الإعلان الدعائي موجة انتقادات واسعة على موقع تويتر، انخرطت فيها شخصيات عامة أميركية وضباط سابقون في وكالة الاستخبارات، والذين اعتبروا مادته تنتقص من قيمة المؤسسة الأميركية.

وكان من بين المنتقدين دونالد ترمب الابن، الذي علّق في تغريدة على مقطع الفيديو قائلاً: “الصين وروسيا سوف يحبان هذا الإعلان". 

بدوره، كتب أحد الضباط السابقين في الوكالة في تغريدة أن الأمر أصبح متعلقاً بدفع أجندات شخصية للأمام، وأضاف: "الولايات المتحدة أصبحت أقل أمناً مع وكالة الاستخبارات الجديدة". 

أما السياسي جايسون كاندر، فأيّد الإعلان، وقال: "في حال كنت غاضباً من أن سي آي إيه تقدر التنوع، فربما يبدو ادعاؤك بأنك تحب الديمقراطية، الأكثر تنوعاً في التاريخ، أجوف". 

التيقظ 

مستخدمون آخرون لمواقع التواصل اعتبروا أن مقطع الفيديو يروج لمفهوم "التيقظ" أو (Woke) بالإنجليزية، وهو مصطلح يعني الوعي واليقظة بالقضايا المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والعرقية، وفقاً لموقع theconversation.com.

ويعود المصطلح بالأساس لأربعينيات القرن الماضي، إلا أنه ظهر على السطح مرة أخرى بالتوازي مع حراك "حياة السود مهمة" (Black Lives Matter)،  خلال السنوات الأخيرة. 

وقال أحد مستخدمي تويتر إن المقطع الدعائي موجه، مشيراً إلى أن "وكالة الاستخبارات المركزية أصدرت مقطع فيديو للتجنيد مليئاً ببروباغندا التيقظ.. أعداء أميركا يضحكون من قلوبهم الآن". 

بدوره، عبّر المغني الأميركي توم موريلو عن استيائه، وقال رداً على أحد التغريدات التي تتهم الإعلان بالترويج لمصطلح التيقظ، ساخراً: "يا لسذاجتي، كنت أظن أن وكالة الاستخبارات شريرة بسبب إرث 70 عاماً من جرائم الحرب والاغتيالات والتعذيب وقمع الحراك الجماهيري حول العالم، ولكن يبدو أن المشكلة تتعلق فقط بالترويج للتيقظ". 

"التنوع" 

يُذكر أن وكالة الاستخبارات المركزية، باتت تقدم مقاطع دعائية تستهدف تجنيد الأفراد عبر التلفزيون ومنصات المشاهدة بداية من يونيو الماضي، وفقاً لتقرير أعدته "نيويورك تايمز" سابقاً.

ويشير التقرير إلى أن الوكالة تحظى بآلاف المتقدمين على وظائفها بالفعل كل عام. 

وعلى الرغم من أن المقطع المنشور آنذاك لم يتضمن ظهور ضباط حقيقيين، فإن الممثلين الحضور مثلوا خلفيات عرقية مختلفة، بعضهم يبدو في مواقع قيادية، وفقاً للتقرير، منهم ضابط من أصول إفريقية يلقي محاضرة على مجموعة من الملتحقين حديثاً بالوكالة، إلى جانب ضابطة أخرى من أصول إفريقية تخوض عملية تخفي ونقل معلومات.