أغلق الأكروبوليس في أثينا، الموقع الأثري الأكثر استقطاباً للزوار في اليونان، أبوابه أمام الجمهور، الأربعاء لخمس ساعات، بسبب موجة حر مبكرة بشكل استثنائي في البلاد.
وأعلنت وزارة الثقافة اليونانية في بيان أصدرته في وقت سابق أنه "سيتم إغلاق الموقع الأثري للأكروبوليس اليوم (الأربعاء) من الساعة 12 ظهراً حتى الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي" (09.00 إلى 14.00 بتوقيت جرينتش)، فيما قد تصل الحرارة إلى 43 درجة مئوية خلال أول موجة حر متوقعة لهذا العام في اليونان، الأربعاء والخميس.
وقد يشهد الموقع، المدرج على قائمة التراث العالمي لـ"اليونسكو" والذي يستقطب أعداداً كبيرة من السياح، تطبيق هذا الإجراء خلال الأيام المقبلة أيضاً.
وتشهد اليونان، وهي دولة متوسطية معتادة على موجات الحر، حرارة شديدة لأيام مع توقع بلوغ الموجة "ذروتها"، الأربعاء والخميس.
ومن المتوقع أن تتجاوز الحرارة 40 درجة مئوية في أجزاء كثيرة من البلاد، حسبما أفادت مصالح الأرصاد الجوية.
درجات حرارة مرتفعة في أثينا
وفي أثينا، وهي مدينة مكتظة تشهد حركة مرور كثيفة للسيارات، بلغت الحرارة 40 درجة مئوية، الأربعاء، مع توقّعات ببلوغها 42 درجة مئوية الخميس.
وخلال ليل الثلاثاء الأربعاء، قرابة منتصف الليل، بلغت الحرارة 30 درجة مئوية في وسط العاصمة اليونانية، بحسب مصالح الأرصاد الجوية.
وقال خبير الأرصاد الجوية بانايوتيس يانوبولوس لقناة ERT التلفزيونية العامة إن "هذه الموجة الحارة ستسجَّل في التاريخ".
وأضاف: "هذه أول مرة يحدث فيها ذلك في وقت مبكر جداً" في هذا البلد المتوسطي المعتاد على درجات الحرارة المرتفعة في الصيف.
وأكد يانوبولوس أنه "منذ عام 2000، شهدنا موجات حارة عدة في يونيو (...) لكن لم يحدث أي منها قبل 15 يونيو".
تحذيرات من مخاطر حرائق عالية
كما حذَّرت وزارة الأزمات المناخية والحماية المدنية، الأربعاء، من مخاطر حرائق "عالية للغاية" في 8 مناطق، خصوصاً في منطقة أتيكا المحيطة بالعاصمة اليونانية وفي جزء من البيلوبونيز.
واتخذت السلطات إجراءات عدة في الأيام الأخيرة للتعامل مع موجة الحر هذه، هي الأولى هذا العام في اليونان.
وفي مناطق عدّة، ستبقى المدارس مغلقة يومي الأربعاء والخميس، لا سيما في أثينا، في حين أوصت وزارة العمل بالعمل من بُعد لموظفي القطاع العام.
كما أقيمت غرفة مكيّفة في محطة مترو سينتاجما في وسط العاصمة ليتمكن الموجودون في المكان من الإفادة من بعض الأجواء المنعشة في ظل موجة القيظ الحالية، بحسب هيئة النقل الحضري.
ووزّع الصليب الأحمر اليوناني ما يقرب من 12 ألف زجاجة مياه في وسط أثينا وفي موقع الأكروبوليس الأثري.
وتدخلت المنظمة "في عشرات الحوادث (بينها إصابات طفيفة وسحجات وضيق في التنفس وحالات إغماء) التي حدثت للزوار".
وكان الأكروبوليس في أثينا، وعلى قمته معبد البارثينون، قد اضطر بالفعل إلى إغلاق أبوابه في يوليو 2023 خلال موجة حَر استمرت أسبوعين، وهي مدة غير مسبوقة في البلاد.
وتعرّضت اليونان بعد ذلك لحرائق مدمرة أتت على نحو 175 ألف هكتار خلال صيف عام 2023.
وسجّل الأكروبوليس في أثينا عدداً قياسياً من الزوار العام الماضي، بقرابة 4 ملايين زائر، أي بزيادة تفوق 31% خلال عام واحد.
وتستمر معدلات الارتياد في النمو، ولا سيما بسبب توافد السياح على متن السفن السياحية التي تتوقف في بيرايوس، الميناء الكبير بالقرب من العاصمة.
