توقعات بتأثيرات لارتفاع الحرارة على المحاصيل الزراعية وزيادة الأسعار

"الحرارة الشديدة" سبب إضافي للمعاناة الاقتصادية في مصر

أشخاص يمارسون أنشطة مائية في نهر النيل خلال موجة حارة في القناطر الخيرية على مشارف القاهرة. 19 يوليو 2023. - AFP
أشخاص يمارسون أنشطة مائية في نهر النيل خلال موجة حارة في القناطر الخيرية على مشارف القاهرة. 19 يوليو 2023. - AFP
دبي -الشرق

حذّرت عالمة الأرصاد الجوية في مصر أميرة ناصر، من الارتفاع الشديد في درجات الحرارة التي ستشهدها البلاد ودولاً أخرى، موضحة أنه في حين شهد الكوكب الآن 12 شهراً متتالياً من الحرارة غير المسبوقة، فإن الاحتباس الحراري العالمي يمثل مشكلة خطيرة بشكل خاص بالنسبة لمصر، الدولة الصحراوية التي ترتفع حرارتها بوتيرة من أسرع المعدلات في العالم.

ويخشى الخبراء في هيئة الأرصاد الجوية المصرية، أن يكون هذا الصيف "أكثر حرارة" من العام الماضي، ما سيزيد أسعار السلع والزراعة، ويحدث دماراً في حياة المواطنين، وفق ما أوردته وكالة "بلومبرغ".

وذكرت الوكالة أن الحكومة المصرية، مضطرة بالفعل إلى استيراد أعلى كميات من الغاز الطبيعي المسال منذ عام 2018، لتشغيل مكيفات الهواء، كما يعني انخفاض إنتاج محصول القمح بسبب الحرارة ونقص المياه، زيادة الاعتماد على واردات الحبوب الحيوية لإطعام سكان مصر.

وفي الوقت نفسه، يؤدي انقطاع التيار الكهربائي الدائم إلى تأثير حاد على الإنتاجية، إذ يضطر العاملون عند الإعلان عن تخفيض الأحمال الكهربائية مسبقاً، إلى مغادرة أماكن العمل تجنباً لحوادث المصاعد، وهو ما تقول تقارير إعلامية محلية إنه تسبب على الأقل في عدد قليل من الحوادث المميتة أثناء انقطاع التيار الكهربائي المفاجئ.

وتقدم مصر، باعتبارها رائدة في مجال تأثيرات تغير المناخ، لمحة عما ينتظر الاقتصادات في جميع أنحاء العالم خلال الصيف المقبل وكذلك الاقتصادات المستقبلية، وفق "بلومبرغ". 

الضغط على موازنة الدولة

وتتفاقم معاناة مصر بشكل خاص، بسبب تركيبتها الجغرافية كدولة صحراوية ذات موارد مائية محدودة، ما يجعل ارتفاع درجة حرارة الطقس أعلى بمرتين من بقية أنحاء الكوكب، ما يوضح تأثير الحرارة الشديدة ويسلط الضوء على أهمية التنبؤ الدقيق بالأحداث المناخية المتطرفة بالنسبة لصانعي السياسات والأعمال. 

وسيؤدي ذلك إلى زيادة الضغط على ميزانية الدولة؛ وعلى السكان الذين يعانون بالفعل من ارتفاع معدلات التضخم وانخفاض قيمة العملة وارتفاع أسعار الوقود المحلية، إذ لم تحصل البلاد إلا مؤخراً على خطة الإنقاذ في شكل استثمارات وحزم مساعدات.

وقال وزير المالية المصري محمد معيط، إن "دعم الدولة للوقود بلغ 220 مليار جنيه مصري (4.6 مليار دولار) في السنة المالية الحالية وإن إنهاء انقطاع التيار الكهربائي سيتطلب 300 مليون دولار إضافية شهرياً، لاستيراد ما يكفي من الطاقة".

ويخشى مسؤولو المناخ، من أن تتضرر بعض محاصيل هذا العام بشدة في مصر، إذ دُمر محصول البرتقال العام الماضي، ولم يتمكن المزارعون من تصدير الكثير. 

وتشير التقديرات إلى انخفاض محصول المانجو بنسبة تتراوح بين 14.6 إلى 50.5% العام الماضي، بينما انخفض محصول الذرة في جنوب مصر بنسبة 30-40%، وفقاً لهيئة الأرصاد الجوية.

كما شهد قطاع السياحة تضرراً، إذ سجلت أسوان، المدينة ذات الآثار والمعابد الفرعونية المهيبة، وواحدة من الوجهات السياحية الأكثر شعبية في البلاد، أعلى درجة حرارة لها على الإطلاق، بتسجيلها في 6 يونيو درجة حرارة بلغت 49.6 مئوية في الظل.

حوادث مناخية متطرفة

ويتوقع خبراء الاقتصاد وأخصائيو المناخ بالفعل، ارتفاع درجات الحرارة بشدة هذا الصيف في أجزاء كثيرة من العالم.

ولا تزال أجزاء كبيرة من شمال المحيط الأطلسي أعلى بكثير من درجات الحرارة المعتادة، ما يرجح أن يؤدي إلى استمرار الطقس الحار في أوروبا، ما يعني ارتفاع الطلب على الطاقة لأغراض التبريد، وارتفاع خطر حرائق الغابات في اليونان وإسبانيا والريفيرا الفرنسية، ويمكن أن تؤدي العواصف المطيرة الصيفية الشديدة إلى خطر حدوث فيضانات مفاجئة وتعطيل الزراعة ووقوع خسائر بشرية.

ويواجه كل من المغرب والمكسيك موجات جفاف، في حين تواجه كاليفورنيا وجنوب غرب الولايات المتحدة موجات حارة، وسط توقعات بموسم نشط للغاية للأعاصير المدارية.

وفي تايلندا، توفي عدد أكبر من الأشخاص بسبب الحرارة هذا العام مقارنة بعام 2023 بأكمله، وقد عانت عدة دول بالفعل من آثار الطقس القاسي، إذ شهدت الإمارات أمطاراً غزيرة غمرت المنازل والطرق لعدة أيام، فيما تعاني بنجالور، عاصمة التكنولوجيا في الهند، من نقص المياه.

وقال كارلو بونتيمبو، مدير خدمة "كوبرنيكوس" لتغير المناخ في المركز الأوروبي للأبحاث المتوسطة: "لقد شهدنا على مدى السنوات الـ20 الماضية ارتفاعاً بمعدل الوفيات المرتبطة بالحرارة في أوروبا بنسبة 30%، وقد أثر هذا على الغالبية العظمى من الأراضي الأوروبية".

تصنيفات

قصص قد تهمك