بدأ حجاج بيت الله الحرام بالتوافد، الجمعة، إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، في أجواء روحانية وإيمانية، وذلك اتباعاً لسنة الرسول محمد، حيث أكدت الشريعة الإسلامية أن قدوم الحجاج المقرنين أو المفردين بإحرامهم إلى منى يوم التروية والمبيت فيها في طريقهم للوقوف بمشعر عرفة تعد "سنة مؤكدة".
وأوضحت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن الحجاج يبقون في مكة إلى ما بعد بزوغ شمس التاسع من ذي الحجة، يتوجهون بعدها للوقوف بعرفة (الوقفة الكبرى)، ثم يعودون إليها بعد "النفرة" من عرفة والمبيت بمزدلفة لقضاء أيام (10- 11- 12- 13)، ورمي الجمرات الثلاث، جمرة العقبة، والجمرة الوسطى، والجمرة الصغرى إلا من تعجّل.
مشعر منى
ويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد سبعة كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو حد من حدود الحرم تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحدُّه من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي "محسر".
ويعد مشعر منى ذا مكانة تاريخية ودينية، به رمى نبي الله إبراهيم الجمار، وذبح فدي إسماعيل ثم أكد الرسول محمد هذا الفعل في حجة الوداع وحلق، وأسّتن المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون.
ويشتهر المشعر بمعالم تاريخية منها الشواخص الثلاث التي ترمى، وبه مسجد "الخيف" الواقع على السفح الجنوبي من جبل منى، وقريباً من الجمرة الصغرى، وقد صلى فيه الرسول محمد ومازال قائماً حتى الآن، ولأهميته تمت توسعته وعمارته من جانب السلطات السعودية.
ومن الأحداث التاريخية الشهيرة التي وقعت في منى بيعتا العقبة الأولى والثانية، ففي السنة 12 من الهجرة كانت الأولى بمبايعة 12 رجلاً من الأوس والخزرج لرسول الله، تلتها الثانية في حج العام الـ13 من الهجرة وبايعه فيها 73 رجلاً وامرأتان من أهل المدينة المنورة في الموقع نفسه، الذي يقع من الشمال الشرقي لجمرة العقبة.
وفق وكالة الأنباء السعودية، جاء اهتمام الحكومة السعودية بمشعر منى لاستشعارها بالفترة الزمنية التي يقضيها الحجاج في منى، وإيماناً من قيادة المملكة بحجم المتطلبات التي تضمن راحة ضيوف الرحمن خلال فترة أداء مناسكهم.
ووفّرت السعودية الخدمات الأمنية والطبية والتموينية ووسائل النقل؛ لتسهيل أداء المناسك على الحجاج في أجواء روحانية، مؤكدةً على الجهات الحكومية والخدمية أهمية السعي على تنفيذ كل ما من شأنه إنجاح مهامها في موسم الحج.
