التجار يقلصون رهانات خفض الفائدة في العام الحالي إلى 105 نقاط أساس من 150 نقطة أساس يوم الاثنين

اللون الأخضر يكسو الأسواق وسط صحوة قوية للأسهم الأميركية

سماسرة داخل بورصة نيويورك للأوراق المالية (NYSE). 5 أغسطس 2024 - Bloomberg
سماسرة داخل بورصة نيويورك للأوراق المالية (NYSE). 5 أغسطس 2024 - Bloomberg
دبي -الشرق

أدت موجة متجددة من عمليات الشراء عند الأسعار المنخفضة إلى ارتفاع مؤشرات الأسهم الأميركية بعد أن هزت عمليات بيع بلغت قيمتها 6.5 تريليون دولار الأسواق في جميع أنحاء العالم.

ارتفعت جميع المجموعات الرئيسية في مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500)، ليغلق المؤشر التعاملات مرتفعاً 1%. بعد ارتفاع التقلبات في بداية الأسبوع، ظهر المشترون عند الأسعار المنخفضة لاقتناص الصفقات المتبقية بعد الهبوط الذي دفع المؤشرات الرئيسية إلى منطقة "ذروة البيع" من الناحية الفنية. وبعد يوم واحد فقط، كان "مقياس الخوف" في وول ستريت -VIX- في طريقه لأكبر انخفاض له وفق البيانات التي تعود إلى 1990.

عاد شبه الهدوء إلى الأسواق العالمية، بعد التراجع الذي غذته البيانات الاقتصادية الضعيفة، ونتائج أعمال شركات التكنولوجيا المخيبة للآمال، والمراكز المنهكة، والاتجاهات الموسمية الضعيفة.

وعادة ما يكون شراء الأسهم الأميركية بعد التراجع الكبير الذي حدث خلال الشهر الماضي مربحاً، وفقاً لبنك "جولدمان ساكس". وكان المؤشر الأميركي حقق عائداً متوسطاً يبلغ 6% في الأشهر الثلاثة التي أعقبت انخفاضاً بنسبة 5% عن قمته السابقة.

وقالت كوينسي كروسبي، من "إل بي إل فاينانشيال" (LPL Financial): "السوق بأي مقياس في (ذروة البيع) ومن المتوقع أن يرتد لأعلى". و"السؤال العالق الآن هو ما إذا كانت المخاوف التي دفعت السوق إلى سلسلة من عمليات البيع قد تلاشت. من المتوقع أن تستمر التقلبات".

رهانات أقل على إجمالي خفض الفائدة

ومع تراجع الطلب على أصول الملاذات الآمنة عالمياً، انخفضت سندات الخزانة، وساعد ارتفاع العائدات على تسهيل مزاد بقيمة 58 مليار دولار لسندات مدتها ثلاث سنوات في تعاملات بعد الظهر. ويقلص التجار أيضاً من توقعاتهم بإجراء الاحتياطي الفيدرالي، تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة هذا العام. وتشير المقايضات إلى نحو 105 نقاط أساس من التيسير النقدي، مقارنة بما يصل إلى 150 نقطة أساس، الاثنين.

وقال ديفيد دونابيديان من "سي آي بي سي برايفت ويلث" CIBC Private Wealth بالولايات المتحدة: "يشعر الاحتياطي الفيدرالي بالقلق بشأن المخاطر النظامية في الأسواق المالية، وليس خيبة أمل المستثمرين. وبالتالي، من غير المرجح أن يغير الاحتياطي الفيدرالي مسار عمله بسبب التصحيح الذي تشهده سوق الأسهم. هل نتجه نحو الركود على المدى القريب، أم أن الأسواق تبالغ في ردة فعلها؟ نعتقد أن النمو البطيء يتكشف، وليس الركود".

وارتفع مؤشر "إس آند بي 500" إلى نحو 5.240 نقطة. وقفز سعر سهم "إنفيديا" بنسبة 3.8% ليقود المكاسب في أسهم شركات صناعة الرقائق. وارتفع مؤشر بلومبرغ "العظماء السبعة" بنسبة 1.2%.

وأضاف مؤشر "راسل 2000" للشركات الصغيرة 1.2%. وارتفعت أسعار أسهم شركة "والت ديزني" بسبب خططها لرفع أسعار خدمات البث المباشر الخاصة بها. كما ارتفعت أسهم "كاتربيلر" وسط توقعات متفائلة.

وقفزت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار 10 نقاط أساس إلى 3.89%. وانخفضت قيمة الين الياباني بعد ارتفاعها الأخير الذي أدى إلى تراجع عمليات تجارة الفائدة الشهيرة. وارتفعت قيمة "بتكوين". وانتعش سعر النفط من أدنى مستوى له في سبعة أشهر.

تصحيح بسوق الأسهم

أدى حاجز القلق الذي تراكم في السوق خلال الأيام القليلة الماضية إلى دفع مؤشر "إس آند بي 500" إلى حافة التصحيح، بعد انخفاضه 8.5% تقريباً من أعلى مستوياته.

في حين أن مثل هذه الانخفاضات الحادة في أسعار الأسهم مثيرة للقلق، فإن تتبع البيانات التاريخية يذكرنا بأن "الانخفاضات والتراجعات والتصحيحات بنسبة 10% أو أكثر" هي جزء طبيعي وصحي من أي سوق صاعدة، وفق جورج سميث من "إل بي إل فاينانشال".

وأشار إلى أن ما يقرب من 94% من السنوات منذ 1928 شهدت تراجعاً بنسبة 5% على الأقل، و64% من السنوات شهدت تصحيحاً واحداً على الأقل بنسبة 10%.

وقال سميث: "نعتقد أن مدى شيوع هذه الأحداث يجب أن يوفر الراحة لمستثمري الأسهم، ويسمح لهم بالتحلي بالصبر، والاستمرار في الاستثمار، والأهم من ذلك، عدم الذعر".

إعادة معايرة

وألمح سميث إلى أن السوق شهد 354 يوماً من هذا القبيل منذ عام 1928 عندما انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 3% أو أكثر، وكان متوسط ​​(وأوسط) العائدات الآجلة لمدة ثلاثة أشهر وستة أشهر وسنة واحدة أعلى من المتوسطات طويلة الأجل.

من جهته، قال بن كيربي من "ثورن بورج أسيت مانجمنت" Thornburg Investment Management: "يجب تخطي التجاوزات. رغم أنها لا تبدو جيدة، إلا أنها جزء صحي من العملية".

يتوقع دونابيديان من "سي آي بي سي" استمرار التقلبات لبعض الوقت. لكنه يعتقد في نهاية المطاف أن السوق الصاعدة العالمية ستستمر. وقال "عمليات التصحيح تحدث. وحتى في أفضل الأوقات، فإن أسعار الأسهم لا ترتفع في خط مستقيم". و"مع ترسيخ تيسير السياسة النقدية في الأشهر المقبلة، فإنها قد تطلق العنان أيضاً لنبرة أكثر توازناً لعوائد الأسهم، والبحث عن القيمة خارج نطاق السبعة العظماء".

ترى لورين جودوين من شركة "نيويورك لايف إنفستمنتس" New York Life Investments، أن الأدلة ضد وجهة نظر "الهبوط السلس" السائدة أجبرت السوق على العودة للواقع، ولكن لا توجد أدلة كافية لتبرير الذعر البيعي والتسريع الطارئ لخفض أسعار الفائدة.

سوق متقلبة في أغسطس

قالت كارول شليف، من "بي إم أو فاميلي أوفيس" BMO Family Office: "نرى التراجع الأخير في السوق على أنه تصحيح مألوف، بعد أشهر من التقلبات المنخفضة حتى الآن في 2024".

وأوضحت: "التقلبات المنخفضة قبل الأسابيع القليلة الماضية كانت أمراً غير عادي، والتصحيح الحالي لدينا هو في الواقع طبيعي تماماً، خاصة خلال شهر أغسطس، وهو وقت متقلب تاريخياً للأسواق، نظراً لأحجام التداول المنخفضة والركود الصيفي".

وتحذّر شليف من أنه بينما وصلت سوق الأسهم إلى منطقة التصحيح، فمن الحكمة عادة الانتظار قبل وضع أموال جديدة (بالسوق) لافتة إلى أن هناك خطر "شراء أسهم على وشك الهبوط".

من جهتها، نصحت سافيتا سوبرامانيان، من "بنك أوف أميركا" بـ"التعود على التقلبات". وقالت: "أفضل وسيلة للتحوط هي حيازة أسهم عالية الجودة (نحن نستخدم الأرباح واستقرار التوزيعات كمقياس رئيسي لدينا)".

وتتمتع شرائح السوق القائمة على الجودة بعلاقة جيدة مع مؤشر VIX- إذ تميل الأسهم ذات الجودة الأعلى إلى التفوق مع ارتفاع مؤشر VIX بينما تميل الأسهم ذات الجودة الأقل إلى التخلف أكثر.

وقال مايكل سانسوتيرا، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة "سيلفانت كابيتال مانجمنت"، إنه لا داعي على المدى الطويل لقلق المستثمرين بشأن التقلبات قصيرة المدى. وأوضح: "من الجيد أن يكون لدينا موجات التصحيح هذه في بعض الأحيان. إنها تبقي على المستثمرين الصادقين".

أداء أبرز مؤشرات الأسواق:

  • ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 1% حتى الساعة 4 مساء بتوقيت نيويورك.
  • صعد مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1%.
  • ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.8%.
  • ارتفاع مؤشر MSCI العالمي بنسبة 1.1%.
  • مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري صعد 0.3%.
  • ارتفعت قيمة "بتكوين" 3.9% إلى 56 ألفاً و496.58 ولار.
  • صعد سعر "إيثر" 1.8% إلى 2479.86 دولار.

هذا المحتوى من "اقتصاد الشرق مع بلومبرغ".

تصنيفات

قصص قد تهمك