تستعد الصين، الخميس، لإيفاد فريق مكون من 3 رواد إلى محطتها الجاري بناؤها في الفضاء، بعد أكثر من 4 سنوات على آخر مركبة مأهولها أرسلتها، في أحدث خطوة من برنامج بكين لترسيخ مكانتها كقوة فضائية عالمية.
ومن المقرر أن ينطلق صاروخ "لونغ مارتش -2 إف" حاملاً 3 رواد على متن المركبة الفضائية "شنتشو-12" من قاعدة في صحراء غوبي شمال غربي الصين، وفق وكالة "فرانس برس".
وسيمضي الرواد ثلاثة أشهر في محطة "تيانغونغ"، وهي أطول مهمة فضائية مأهولة للصين حتى الآن، في حين أن من بين مهماتهم المتعددة، السير في الفضاء.
وأوضح جوناثان مكدويل عالم الفلك في مركز "هارفرد سميثسونيان سنتر فور أستروفيزيكس" في الولايات المتحدة أن "هدف الرواد سيكون تجهيز منزلهم الجديد في الفضاء وجعله جاهزاً للاستخدام"، مضيفاً: "إنه هدف عملي قبل كل شيء وليس هدفاً ريادياً".
وجرى التخطيط لإرسال 11 مهمة أخرى خلال العام ونصف المقبلين، لاستكمال عملية إنشاء محطة "تيانغونغ" في المدار والتي تتضمن تركيب ألواح شمسية ووحدتين مخبريتين، ومن بين هذه المهمات، 3 ستنقل رواد فضاء في إطار تناوب الطاقم.
وقال المحلل في موقع "غوتايكونوتس" المختص ببرنامج الفضاء الصيني "تشين لان"، إن "الحفاظ على المحطة وتشغيلها بسلاسة يتطلبان الكثير من العمل التفصيلي والمعقد، كما في محطة الفضاء الدولية خلال أيامها الأولى"، مشيراً إلى أن بناء محطة الفضاء الدولية كان "أبطأ بكثير" من المحطة الصينية.
ووفقاً لـ "وكالة الفضاء الصينية"، فإنه بمجرد اكتمال المحطة ستبلغ كتلتها حوالى 90 طناً، ومن المتوقع أن تعمل لمدة أقلها 10 سنوات، وستكون أصغر بكثير من محطة الفضاء الدولية ومشابهة لمحطة الفضاء السوفياتية "مير" التي أطلقت في 1986 وأخرجت من الخدمة في 2001.
وأوضحت الوكالة أن صاروخ "لونغ مارتش" نُقل مع مركبة "شنتشو" إلى منصة الإطلاق بمركز جيوتشيوان لإطلاق الأقمار الاصطناعية الأسبوع الماضي.
ومن المفترض أن تلتحم "شنتشو-12" بالوحدة الرئيسية من محطة تيانغونغ المسماة "تيانخه"، والتي وضعت في المدار خلال أبريل الماضي، في حين نقلت مركبة شحن الشهر الماضي، وقوداً وطعاماً ومعدات للمهمة المأهولة.
