أطلقت الصين، الخميس، صاروخاً على متنه ثلاثة روّاد فضاء في أول مهمة مأهولة إلى المحطّة الفضائية التي تبنيها بكين، في خطوة لها أهمية كبيرة في برنامجها الطموح لترسيخ مكانتها كقوة فضائية عالمية.
ووسط غمامة ضخمة من الدخان، أقلع "لونغ مارتش-2 إف" من قاعدة إطلاق الصواريخ في صحراء غوبي، شمال غربي الصين، محمّلاً بالمركبة الفضائية "شنتشو-12" وعلى متنها ثلاثة روّاد سيقضون 3 أشهر في محطة "تيانغونغ" الجاري بناؤها حالياً، في ما سيشكّل أطول مهمة فضائية مأهولة للصين حتى الآن.
ومن المفترض أن تلتحم "شنتشو-12" بالوحدة الرئيسية من المحطة تيانغونغ المسماة "تيانخه"، والتي وضعت في المدار في الـ29 من أبريل الماضي، وفق ما أوردته وكالة "فرانس برس".
وتأتي هذه المهمة، في ظلّ أجواء متوتّرة بين الصين والغرب، ويعد لنجاحها أهمية بالغة لبكين التي تستعدّ للاحتفال في الأول من يوليو المقبل بالذكرى المئوية لتأسيس "الحزب الشيوعي الصيني".
محطة تيانغونغ
ووفقاً لـ "وكالة الفضاء الصينية"، فإنه بمجرد اكتمال المحطة ستبلغ كتلتها نحو 90 طناً، ومن المتوقع أن تعمل لمدة أقلها 10 سنوات، وستكون أصغر بكثير من محطة الفضاء الدولية ومشابهة لمحطة الفضاء السوفييتية "مير" التي أطلقت في 1986 وأخرجت من الخدمة في 2001.
وجرى التخطيط لإرسال 11 مهمة أخرى خلال العام ونصف العام المقبلين، لاستكمال عملية إنشاء محطة "تيانغونغ" في المدار والتي تتضمن تركيب ألواح شمسية ووحدتين مخبريتين، ومن بين هذه المهمات، 3 ستنقل رواد فضاء في إطار تناوب الطاقم.
والمحطة الفضائية الدولية التي تجمع كلاً من الولايات المتحدة وروسيا وكندا وأوروبا واليابان ستخرج من الخدمة في عام 2024، وإن كانت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، لم تستبعد تمديد عمرها لما بعد 2028.
وكانت الصين قرّرت إقامة قاعدة فضائية مأهولة خاصة بها، بعد رفض الولايات المتّحدة السماح لها بالمشاركة في المحطة الفضائية الدولية.