دراسة: أعداد الفراشات في أميركا تتراجع 22% منذ بداية القرن

فراشة تتغذى على الفاكهة في حاضنة لشركة خاصة في كولومبيا. 21 يونيو 2012 - REUTERS
فراشة تتغذى على الفاكهة في حاضنة لشركة خاصة في كولومبيا. 21 يونيو 2012 - REUTERS
واشنطن -رويترز

أظهر بحث، شمل مئات الأنواع من الفراشات، أن أعداد هذه الحشرات الجميلة، التي تلعب دوراً حيوياً في التلقيح والحفاظ على الأنظمة البيئية، انخفضت في الولايات المتحدة بأكثر من 20% منذ بداية القرن.

وقال الباحثون إن بيانات من حوالي 76 ألف مسح للفراشات، أجرتها مجموعات مختلفة، ووثَّقت ملايين الحشرات التي تمثل 554 نوعاً أن أعدادها انخفضت بواقع 22% منذ عام 2000 إلى عام 2020 في الولايات المتحدة.

وعزا العلماء، في الدراسة المنشورة في دورية "ساينس" (Science)، الانخفاض إلى عوامل منها فقدان البيئات الطبيعية، واستخدام المبيدات الحشرية، وتغير المناخ.

الانخفاض الأكبر

وظهر الانخفاض الأكبر في الأعداد بالمنطقة الجنوبية الغربية التي تشمل أريزونا، ونيو مكسيكو، وأوكلاهوما، وتكساس.

ومن بين 342 نوعاً من الفراشات التي وثَّقتها الدراسة، وكانت لديها بيانات كافية لتحليل اتجاهاتها العددية، سجل 114 نوعاً - أي حوالي ثلث الإجمالي - تراجعاً، ومنها 107 أنواع هبطت أعدادها بأكثر من 50%، و22 نوعاً بأكثر من 90%.

وقال عالم البيئة كولين إدواردز، والمؤلف الرئيسي للدراسة: "نتائج هذه الدراسة محبطة للغاية، إلا أن الفراشات لديها القدرة على التعافي إذا تمكنا من تحسين الأمور بالنسبة لها".

وأضاف إدواردز، الذي كان يعمل سابقاً في جامعة ولاية واشنطن، ويعمل حالياً في إدارة الأسماك والحياة البرية التابعة للولاية: "لدى الفراشات دورات حياة سريعة، جيل واحد على الأقل في العام، وفي أغلب الأحيان يكون لديها جيلان أو ثلاثة... وهذا يعني أنه إذا جعلنا العالم مكاناً أكثر ملاءمة للفراشات، فإن أنواع الفراشات لديها القدرة على الاستفادة سريعاً من كل جهودنا".

وقالت إليزا جرايمز، عالمة الأحياء المتخصصة في الحفاظ على البيئة، والمؤلفة المشاركة في الدراسة من جامعة بينجامبتون في نيويورك: "لقد فقدنا واحدة من كل خمس فراشات في غضون 20 عاماً فقط. وهذا يعني أنه إذا خرجت لمشاهدة الفراشات في عام 2000، ورأيت 100 فراشة، فلن ترى سوى 80 في عام 2020. إنها خسارة مذهلة خلال فترة زمنية قصيرة".

الجفاف والتنوع البيولوجي

وأضافت "هناك العديد من العوامل المختلفة التي تؤثر على أعداد الفراشات، ومن الصعب تحديد عامل واحد فقط. ففي الجنوب الشرقي، على سبيل المثال، من المرجَّح أن يشكل الجفاف تهديداً كبيراً. وفي الغرب الأوسط، تعد المبيدات الحشرية السبب الأول لفقدان التنوع البيولوجي للفراشات".

وتابعت: "في مناطق أخرى، لا تكون القصة واضحة، ومن المرجَّح أن يكون مزيج من العوامل البشرية المسببة يقف خلف الانحدار الشديد الذي نشهده".

ويعد الانخفاض في أعداد الفراشات، التي سكنت الأرض لأكثر من 100 مليون عام، جزءاً من التراجع المستمر في التنوع البيولوجي العالمي. وتشكل الخسائر بين الحشرات مصدر قلق خاص نظراً لأدوارها الحاسمة في العديد من العمليات البيئية".

تصنيفات

قصص قد تهمك