يتجاوز 8 ملايين سنة.. السعودية توثق أطول سجل مناخي للجزيرة العربية

جانب من أعمال بعثة سعودية دولية مشتركة في دحول الصمان بشمال شرق مدينة الرياض في السعودية. 9 أبريل 2025 - هيئة التراث السعودية
جانب من أعمال بعثة سعودية دولية مشتركة في دحول الصمان بشمال شرق مدينة الرياض في السعودية. 9 أبريل 2025 - هيئة التراث السعودية
دبي-الشرق

أعلنت هيئة التراث، التابعة لوزارة الثقافة السعودية، عن أولى نتائج "مشروع الجزيرة العربية الخضراء"، وهو مشروع علمي مشترك مع فريق بحثي عالمي، يهدف إلى دراسة دلالات الوجود البشري في المملكة على مدى عصور ما قبل التاريخ.

شارك في الدراسة 30 باحثاً من 27 جهة محلية ودولية، أبرزها: معهد "بلانك" الألماني، وجامعة "جريفيث" الأسترالية، وعدة جامعات ومراكز بحثية من دول مختلفة، شملت ألمانيا، وإيطاليا، وبريطانيا، والولايات المتحدة.

وللمرة الأولى، وثَّقت الدراسة العلمية المنشورة في مجلة "نيتشر" (Nature)، التاريخ المناخي للجزيرة العربية منذ أواخر عصر الميوسين قبل نحو 8 ملايين سنة وحتى وقتنا الحاضر.

عينات جمعها فريق بعثة سعودية دولية مشتركة في دحول الصمان بشمال شرق مدينة الرياض في السعودية. 9 أبريل 2025
عينات جمعها فريق بعثة سعودية دولية مشتركة في دحول الصمان بشمال شرق مدينة الرياض في السعودية. 9 أبريل 2025 - هيئة التراث السعودية

وكشفت الدراسة عن سجل دقيق للمناخ القديم على أرض المملكة، من خلال تحليل 22 متكوناً كهفياً بـ"الهوابط والصواعد"، استخرجت من سبعة دحول تقع شمال شرق مدينة الرياض بالقرب من مركز شَوْية في محافظة رماح، وتُعرف هذه الكهوف محلياً باسم "دحول الصِّمَّان".

اثنان من أعضاء بعثة سعودية دولية مشتركة في دحول الصمان بشمال شرق مدينة الرياض في السعودية. 9 أبريل 2025
اثنان من أعضاء بعثة سعودية دولية مشتركة في دحول الصمان بشمال شرق مدينة الرياض في السعودية. 9 أبريل 2025 - هيئة التراث السعودية

ويشير هذا السجل إلى تعاقب مراحل رطبة متعددة أدت إلى جعل أراضي المملكة بيئة خصبة وصالحة للحياة، على عكس طبيعتها الجافة الحالية.

اثنان من أعضاء بعثة سعودية دولية مشتركة في دحول الصمان بشمال شرق مدينة الرياض في السعودية. 9 أبريل 2025
اثنان من أعضاء بعثة سعودية دولية مشتركة في دحول الصمان بشمال شرق مدينة الرياض في السعودية. 9 أبريل 2025 - هيئة التراث السعودية

وتناولت الدراسة حقبة زمنية كانت فيها أراضي المملكة من أكثر المناطق خصوبة على سطح الأرض، حيث كشفت عن وجود أنهار وبحيرات ونباتات وحيوانات متنوعة في دليل علمي يعزز من صورة المنطقة التاريخية.

وازدهار بيئة الجزيرة العربية وكثافة غطائها النباتي خلال فترات زمنية عديدة، داعمة الأدلة السابقة التي تشير إلى وجود كائنات منقرضة مثل التماسيح وأفراس النهر والفيلة والزراف والأبقار والخيل، وكذلك العديد من الحيوانات المفترسة من إفريقيا، والتي ساهم وجود البحيرات والأنهار في توفير بيئة مناسبة لها في الجزيرة العربية.

وأشارت هيئة التراث السعودية إلى أن الهدف من مشروع "الجزيرة العربية الخضراء" هو الكشف عن الأبعاد البيئية والتغيرات المناخية التي أثَّرت في المنطقة عبر العصور، ودورها في تشكيل الجغرافيا والبيئة الطبيعية، مما يعزز فهمنا للتاريخ الطبيعي للمملكة.

تصنيفات

قصص قد تهمك