في أسبوعه.. رحلة تلسكوب "هابل" من الإطلاق حتى تسليم الراية

صورة لكرة غازية تحيط بنجم شبيه بقنديل البحر يُدعى NGC 2022 تم التقاطها بواسطة تلسكوب هابل الفضائي، 16 أغسطس 2019 - REUTERS
صورة لكرة غازية تحيط بنجم شبيه بقنديل البحر يُدعى NGC 2022 تم التقاطها بواسطة تلسكوب هابل الفضائي، 16 أغسطس 2019 - REUTERS
القاهرة-ميّ هشام

بدأت رحلة إطلاق تلسكوب هابل عام 1990 وامتدت لنحو 31 عاماً من استكشاف الفضاء استطاعت خلالها الآلة البصرية المعقدة توفير رؤية أوضح للفضاء المظلم ولتاريخ المجرات والأجرام السماوية.

وتُعد صور "حقل هابل العميق" من الاكتشافات الفضائية البارزة التي دعمها التليسكوب هابل، وهي محور فعالية احتفالية تمتد على مدى الأسبوع الجاري.

وأعلنت وكالة الفضاء الأميركية عن أسبوع صور "الحقل العميق"، عبر حساب هابل في "تويتر"، لتعريف المتابعين بالمزيد من المعلومات عن الصور الاستثنائية التي استطاع التلسكون الفضائي مد مجتمع استكشاف الفضاء بها بدءاً من عام 1995.

وتستمر الفعالية بين الثاني والسادس من أغسطس الجاري، ويمكن متابعتها عبر حسابات @NasaHubble على مواقع تويتر وإنستجرام وفليكر، ومن خلال وسم #DeepFieldWeek.

وحقل هابل العميق عبارة عن صور ملتقطة بخاصية "التعريض المطوّل" الفوتوغرافية لبقع فارغة نسبياً في الفضاء، والتقطت أول صورة بهذه التقنية عام 1995.

ووفقاً لتلك التقنية، يعمل هابل كآلة زمن، إذ يستطيع رصد صور أوضح لأجرام سماوية أصبحت خافتة بمرور الوقت، ما يعني أنه يلتقط تاريخ تلك المجرات التي استغرق ضوؤها ملايين السنين حتى يصل إلينا، بحسب نشرة ناسا عن أسبوع الحقل العميق.

سجل حافل

وفي حين يحلو لعلماء ناسا التأريخ لاستكشاف الفضاء بما قبل هابل وما بعده، إذ يعتبرون إطلاق التلسكوب الفضائي حدثاً فارقاً في رسم صورة أوضح لنشأة الكون وتاريخه، كانت أهمية إطلاق هابل حينذاك "موضع شك".

وبحسب منصة Space، فإن فكرة إطلاق تلسكوب فضائي من شأنه تجاوز التشويش الذي يسببه الغلاف الجوي لمحاولات رصد الفضاء، ترجع لما بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة، غير أن ناسا لم تتبنها قبل عقد السبعينيات.

ويُعد تلسكوب هابل الذي يستمد اسمه من الفلكي "إدوين هابل"، مشروعاً فضائياً مشتركاً بين ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية، إذ كان الكونجرس في بادئ الأمر متحفظاً على تمويل مشروع فضائي بهذا الحجم، ليبدأ بناؤه فعلياً عام 1986، ويقدّر بحجم حافلة مدرسية كبيرة.

وبالرغم من إطلاقه في أبريل 1990، لم يرسل هابل صوراً ذات فائدة علمية قبل عام 1993، بسبب عيب جوهري في المرآة الخاصة به جرى إصلاحه بواسطة مهمة مكوكية في العام ذاته.

وبجانب صور حقل هابل العميق وما ترتب عليها من استنتاجات فلكية، بحسب ناسا، فإن الاكتشافات التي دعمها هابل متعددة، منها توفير صور عالية الدقة لكواكب المجموعة الشمسية، ورصد العديد من المجرات خلاف مجرة درب التبانة، فضلاً عن رصد كواكب خارج المجموعة الشمسية.

عمر مديد

وبالرغم مما يزيد على 30 عاماً في خدمة استكشاف الفضاء، لم يتوقّف فيهم هابل عن العمل، شاب خدمة التلسكوب الفضائي أخيراً عطل دام عدة أسابيع قضاها خارج الخدمة.

ووفقاً لمنصة mashable، فإن الخروج من الخدمة بدأ من عطل في وحدة التحكم في الطاقة، امتد لحاسوب الحمولة المتصل بالتلسكون الفضائي، ما أدى لتوقفه في الثالث عشر من يونيو الماضي، قبل أن تقرر ناسا أخيراً نقل الاتصال إلى حاسوب بديل، ليُعاد تشغيله منتصف يوليو، بعد التأكد من أن جميع مكوناته ومعداته لم تلحق بها أي أضرار بعد دخولها في "وضع آمن".

والعطل الأخير، جعل الحديث يتكرر عن قرب خروج هابل من الخدمة، غير أن بياناً أصدرته ناسا في السابع عشر من يوليو، فور إعادة تشغيله، يفصح عن نية وكالة الفضاء استمرار هابل في الخدمة، مع توقعات بمواصلته في دعم الاستكشافات لسنوات، وذلك بالتزامن مع دخول تلسكوب جيمس ويب الفضائي للخدمة.

ويعد تلسكوب "جيمس ويب"، أحدث مستكشفي الفضاء التابعة لناسا، خلفاً لتلسكوب هابل، ليتسلم الراية منه بعد ثلاثة عقود من العمل. ووفقاً لموقعه الرسمي فإن مهمته مُكملة لمهام هابل، وستساعد إمكانياته على توسيع نطاق الاستكشافات، إذ يُعد أكثر كفاءة من هابل بـ 100 مرة.

ونظراً لحجمه العملاق، فإن تلسكوب جيمس ويب يعتمد على تقنية المرايا المطوية لكي يتسع في الصاروخ الذي سيضعه في المدار، وهو الحدث الذي أعلنت ناسا أنه سيكون في الثالث من أكتوبر عام 2021.