في عام 1937 نشر الروائي البريطاني الشهير جون تولكين روايته الذائعة الصيت "الهوبيت"، التي تُعد من أهم روايات القرن العشرين بعدما بيع منها أكثر من 100 مليون نسخة منذ نشرها، وقدمها المخرج النيوزيلندي بيتر جاكسون في سلسلة أفلام عُرض أولها عام 2012.
والآن يطلق الباحثون اسم إحدى شخصيات رواية الهوبيت على مخلوق جديد عاش في عصور ما قبل التاريخ.
والمخلوق "بيورن" هو واحد من 3 اكتشافات جديدة، بحسب دراسة نشر الباحثون نتائجها أخيراً في دورية "علم الأحافير".
ذوات الحوافر
تقول الدراسة إن تلك المخلوقات تؤكد أن الثدييات "تطورت بسرعة كبيرة" بعد انقراض الديناصورات.
وتختلف المخلوقات الثلاثة المكتشفة في الحجم، بدءاً من حجم قطة منزل حديثة وهي أكبر بكثير من معظم الفئران إلى ثدييات بحجم الفئران كانت تعيش قبلها جنباً إلى جنب مع الديناصورات في أميركا الشمالية، ويتمتع كل حيوان بميزة فريدة في الأسنان تجعله يختلف عن الحيوانات الأخرى بشكل كلّي.
وتنتمي الحيوانات الجديدة إلى مجموعة متنوعة من الثدييات المشيمية تسمى ذوات الحوافر القديمة، وهي أسلاف بدائية للثدييات ذوات الحوافر اليوم مثل الخيول والفيلة والأبقار وأفراس النهر.
وكان علماء الحفريات في جامعة كولورادو قد اكتشفوا أجزاء من عظام الفك السفلي والأسنان، والتي من شأنها أن توفر رؤى ثاقبة عن هوية الحيوانات ونمط حياتها وحجم أجسامها.
ويعتقد الباحثون أن المخلوقات ربما كانت حيوانات آكلة اللحوم لأنها طوّرت أسناناً كان من شأنها أن تسمح لها بطحن النباتات وكذلك اللحوم.
ولم يستبعد الباحثون أن تكون تلك الحيوانات تغذّت على العشب بشكل حصري.
بداية عصر الثدييات
ظهر العديد من الثدييات لأول مرة بعد الانقراض الجماعي الذي قضى على الديناصورات غير الطيرية قبل 66 مليون سنة.
ولهذا السبب يُعترف بتلك الفترة عموماً على أنها بداية عصر الثدييات. فعندما انقرضت الديناصورات، تمكنت الثدييات من الوصول إلى الأطعمة والبيئات المختلفة، وهو ما ساعد على ازدهارها وتنوعها السريع.
تقول الباحثة في العلوم الجيولوجية بجامعة كولورادو بولدر، مادي أتبيري، وهي مؤلفة الدراسة، إن الفريق تمكن من تحديد 3 أنواع جديدة من ذوات الحوافر القديمة من أقدم العصور "تنتمي هذه الأنواع الثلاثة الجديدة إلى عائلة اللقميات".
ولتأكيد تلك الفرضية "قمنا ببناء شجرة لتلك العائلة بناء على 64 سمة مميزة للأسنان، باستخدام برامج الكمبيوتر الخاصة بالتطور".
وتضيف أتبيري في تصريحاتها لـ"الشرق"، مشيرة إلى أن هذا الاكتشاف له تأثير مثير على فهمنا لتطور الثدييات بعد انقراض الديناصورات قبل 66 مليون سنة.
ووجدت الدراسات السابقة التي أجريت على الحيوانات الثديية في أميركا الشمالية، منذ نحو 320.000 سنة بعد الانقراض الجماعي، أن الثدييات الصغيرة بحجم الفئران لم تكن منتشرة بشكل كافٍ على سطح كوكب الأرض.
وأدى هذا الأمر إلى فهم أن الثدييات كانت لا تزال تتعافى، ولم تتنوع بسرعة بعد حدوث الانقراض الجماعي، إلا أن الدراسة الجديدة تؤكد عدم صحة ذلك الافتراض.
وبحسب الدراسة، "تعافت الثدييات بسرعة وتشعبت وانتشرت بصورة كبيرة بعد ذلك الحدث الانقراضي مباشرة"، وفق ما تقول أتبيري في تصريحاتها لـ"الشرق".
وتم العثور على تلك الحفريات في منطقة وايومنج، وهي إقليم يُسمى منطقة الجبال ويقع غرب الولايات المتحدة الأمريكية.
واستخرجت الحفريات بين عامي 2001 و2011 من قبل الراحل جيم هوني وزوجته جينين هوني، والراحل مالكولم ماكينا، بعدما قضوا سنوات عديدة في رسم خرائط المنطقة لصالح هيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
وسميت الأنواع الثلاثة الجديدة "بيورنوس هوني" تكريماً لجيم هوني، و"مينيكوس جينينا" تكريماً لجينين هوني، و"كوناكودون هيتنجيري" تكريماً لروبرت هيتينجر.