دراسة: الحيوانات تغير أشكالها للتكيف مع التغير المناخي

صورة لببغاوات المكاو التي يؤثر التغير المناخي على شكلها - Chris Biro
صورة لببغاوات المكاو التي يؤثر التغير المناخي على شكلها - Chris Biro
القاهرة -محمد منصور

تتصاعد درجات حرارة الجو باستمرار بسبب التغيرات المناخية، ما يضع العديد من الضغوط على كوكب الأرض، ويزيد من الظواهر المناخية المتطرفة كالأعاصير والفيضانات.

وبحسب دراسة جديدة نُشرت نتائجها في دورية "البيئة والتطور"، فإن تغير المناخ لا يؤثر على البشر فحسب، إذ يفرض على الحيوانات أيضاً أن تتكيف معه.

وتشير الدراسة إلى أن بعض الحيوانات من ذوات الدم الحار تغير شكلها، بما في ذلك المناقير عند الطيور والأرجل وشكل الأذن، لتنظيم درجة حرارة أجسامها بشكل أفضل مع ارتفاع درجة الحرارة.

وتُناقش القمم المناخية المتتالية، ووسائل الإعلام، الطرق التي يُمكن استخدامها لمساعدة البشر على التغلب على آثار التغير المناخي، كما تناقش التكنولوجيات البديلة التي يُمكن أن تساعد على الحد من تلك الظاهرة.

لكن، مؤلفة الدراسة والباحثة في جامعة ديكين الأسترالية، سارة رايدينج ترى أن "الوقت قد حان لندرك أن الحيوانات يجب أن تتكيف أيضاً مع هذه التغييرات".

فالظاهرة التي ساهمت البشرية بشكل أساسي في تفاقمها تحدث على نطاق واسع عبر مناطق جغرافية واسعة وبشكل شديد التعقيد ومتعدد الأوجه، وفي وقت تستطيع فيه بعض الأنواع التكيف مع تلك الظاهرة، لا تستطيع أنواعاً أخرى الصمود في وجهها.

التكيّف مع الحرارة

الدراسة الجديدة أظهرت قدرة بعض الحيوانات من ذوات الدم الحار، خاصة الببغاء الأسترالي، على تغيير شكلها بسبب ارتفاع درجة حرارة الجو.

وأظهرت عدة أنواع من الببغاوات الأسترالية، زيادة بنسبة بين 4 إلى 10% في حجم مناقرها منذ عام 1871، وهذا يرتبط ارتباطاً إيجابياً بدرجة حرارة الصيف سنوياً.

وكان لطائر الجنك في أميركا الشمالية، وهو نوع من الطيور المغردة الصغيرة، صلة بين زيادة حجم المنقار ودرجات الحرارة المرتفعة قصيرة المدى في البيئات الباردة.

كما أُبلغ عن تغييرات في أنواع الثدييات، إذ رصد الباحثون زيادة في طول ذيل فأر الخشب وزيادة في حجم ذيل وساق الزبابة المقنعة.

وقالت رايدينج إن "الزيادات التي نراها حتى الآن صغيرة جداً، أي أقل من 10%، لذا من غير المرجح أن تكون التغييرات ملحوظة على الفور"، مشيرة إلى إمكانية أن تزداد الملاحق البارزة مثل الأذنين، لذلك قد ينتهي بنا المطاف في المستقبل إلى مشاهدة طيور بشكل غريب بسبب التغير المناخي.

مسح ثلاثي الأبعاد

ويعتزم الباحثون التحقيق في تغيّر شكل الطيور الأسترالية مباشرة عن طريق المسح ثلاثي الأبعاد لعينات الطيور بالمتحف من الـ100 عام الماضية، ما يعطي فهماً أفضل للطيور التي تغير حجم الزائدة بسبب تغير المناخ.

ووفقاً للباحثين، لا يعني اختلاف أشكال الحيوانات، تأقلمها مع تغير المناخ وأن كل شيء على ما يرام، فهذا يعني فقط أنها تتطور للبقاء على قيد الحياة.

ولا يزال الباحثون غير متأكدين من النتائج البيئية الأخرى لهذه التغييرات، أو ما إذا كانت جميع الأنواع قادرة على التغيير والبقاء على قيد الحياة.

اقرأ أيضاً: