محاولة "نانوية" لتخفيف آثار العلاج الكيميائي لمرضى السرطان

مريض يخضع لفحص الأشعة المقطعية، موسكو، روسيا - 21 أكتوبر 2021 - REUTERS
مريض يخضع لفحص الأشعة المقطعية، موسكو، روسيا - 21 أكتوبر 2021 - REUTERS
القاهرة - محمد منصور

أظهرت دراسة حديثة نُشرت نتائجها في دورية "ماتريالز توداي كيميستري"، أن مجموعة من الباحثين طوروا مادة نانوية ماصة، عالية الكفاءة مصنوعة من السليلوز، يُمكنها تخفيف الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي.

ويعد السرطان أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في جميع أنحاء العالم، إذ يصيب ملايين الأشخاص كل عام، حيث إن أكثر من 39% من الرجال والنساء يتم تشخيص إصابتهم به خلال حياتهم.

ويستهدف الأطباءُ الأورامَ في بعض الأحيان بالعلاج الكيميائي لتعظيم آثار الدواء، إلا أن ضخ الدواء بفعل الدورة الدموية في بقية الجسم يسبب آثاراً جانبية متعددة، من بينها فقر الدم، والالتهابات المزمنة، وتساقط الشعر، والحمى.

وتستطيع المادة التي طورها الباحثون التقاط أكثر من 6 آلاف ملليجرام لكل جرام مصل من الدم البشري، وذلك من دواء كيمائي يُستخدم على نطاق واسع للغاية يُسمى "دوكسوروبيسين".

ويُحاول العلماء منذ سنوات استخدام عدد من الطرق المقترحة، لإزالة العلاج الكيميائي غير المرغوب فيه من الدم، لكن معظم الطرق لم تؤد إلى نتائج مُرضية.

وقبل أعوام، ظهرت إمكانية استغلال الجسيمات النانوية المشحونة كهربائياً للارتباط بجزيئات العلاجات الكيميائية الزائدة في الجسم، إلا أن تلك الجسيمات نجحت نجاحاً ضئيلاً للغاية بسبب تعرضها للجزيئات المشحونة والبروتينات في الدم.

رسم تخطيطي لبلورات السليلوز النانوية التي تلتقط أدوية العلاج الكيميائي بامتدادات مشعرة - معهد تيراساكي للابتكار الطبي الحيوي
رسم تخطيطي لبلورات السليلوز النانوية التي تلتقط أدوية العلاج الكيميائي بامتدادات مشعرة - معهد تيراساكي للابتكار الطبي الحيوي

 

قدرة فائقة

وقال الباحثون إن "القدرة على التقاط جزيئات الدواء الكيميائي في الطريقة الجديدة أعلى بأكثر من 3200% من المواد النانوية المستخدمة حالياً لفلترة الدم من جزيئات العلاج الكيميائي غير المرغوب فيها".

وبحسب الدراسة، فإن المادة الجديدة غير سامة على الإطلاق، ويُمكن استخدامها بأمان كامل دون أيّ أعراض جانبية.

ويمكن أن يكون لمثل هذه الوسائل القوية لالتقاط الأدوية داخل الجسم تأثير كبير على نظم علاج السرطان، حيث يمكن رفع الجرعات إلى مستويات أكثر فاعلية دون القلق من الآثار الجانبية الضارة.

وتعتمد الطريقة على بلورات السليلوز النانوية المشعرة، وهي جسيمات نانوية تم تطويرها من المكون الرئيسي لجدران الخلايا النباتية، وتم هندستها للحصول على عدد هائل من "الشعيرات" في نهايتها الطرفية.

وتزيد هذه "الشعيرات" من قدرة البلورات النانوية على التقاط الأدوية بشكل كبير، بما يتجاوز قدرة الجسيمات النانوية التقليدية وغيرها من المواد.

لُب الخشب

ونجح العلماء في إنتاج بلورات السليلوز النانوية المشعرة القادرة على التقاط أدوية العلاج الكيميائي، عن طريق معالجة كيميائية لألياف السليلوز الموجودة في لُب الخشب. وأعقبوا ذلك بشحن الشعيرات بشحنة سالبة، وهو ما يجعلها متعادلة ضد الجزيئات الموجبة الموجودة في الدم.

ويعمل هذا الشحن على تصحيح المشكلات الموجودة في الجسيمات النانوية التقليدية والتي تصبح شحنتها خاملة، أو قليلة عند تعرضها للدم، ما يحد من عدد جزيئات الدواء الموجبة التي يمكن أن ترتبط بها.

وإضافة إلى إزالة عقاقير العلاج الكيميائي الزائدة من الجسم، يمكن أن تستهدف بلورات السليلوز النانوية المُشعرة مواد أخرى أيضاً غير مرغوب فيها، مثل السموم والأدوية المسببة للإدمان لإزالتها من الجسم.

وابتكر الطريقة الجديدة فريق تعاوني ضم علماء من جامعة ولاية بنسلفانيا، ومعهد تيراساكي للابتكار الطبي الحيوي بالولايات المتحدة الأميركية.

اقرأ أيضاً: