في خامس مهمة لها إلى كوكب المريخ، توقعت إدارة الطيران والفضاء الأميركية "ناسا" أن يصل مسبارها "برسفيرانس" خلال الشهر الجاري، إلى الكوكب الأحمر، بعد رحلة استمرت 7 أشهر، وذلك بعد أيام من بلوغ مسبار الأمل الإماراتي مدار الكوكب.
وبدأ العد التنازلي للحظة هبوط المتجول أو الطواف المعروف باسم "برسفيرانس" (عزيمة)، حيث سيقوم المستكشف بأخذ نحو 30 عينة من صخور المريخ ويضعها في أنابيب ستعيدها مهمة أميركية أوروبية مقبلة إلى الأرض في عام 2031 على أقرب تقدير.
انطلاق المشروع
ظهرت فكرة المشروع الأميركي لأول مرة في الرابع من ديسمبر عام 2012، وذلك بعد إعلان ناسا خطتها لإرسال المستكشف "عزيمة" لسطح المريخ، خلال ملتقى اتحاد الجيوفيزيائيين الأميركيين بولاية سان فرانسيسكو.
حينذاك، كان الحديث عن تقليص دعم مشروعات استكشاف الفضاء التابعة لوكالة "ناسا" في أوجه، ورغم ذلك، قُدمت المهمة الجديدة لاكتشاف المريخ باعتمادها على قطع غيار ومخططات المستكشف السابق "كيريوزيتي" والذي سبق أن وصل إلى سطح المريخ العام نفسه، حيث بلغت تكلفة المشروع المبدئية لبناء الطواف "عزيمة" قرابة 1.5 مليار دولار.
وتعد المهمة الأميركية الخامسة مستوحاة من الأهداف العلمية العامة لمشروع استكشاف المريخ التابع لـ"ناسا"، حيث تهدف عملية إرسال "برسفيرانس" إلى البحث على علامات الحياة الميكروبية القديمة على الكوكب الأحمر، لتحديد ما إذا كان صالحاً للحياة في الماضي أم لا.
ويهدف الحفر وجمع عينات من صخور وتربة المريخ، وتخزينها تمهيداً لإعادتها للأرض، هدف آخر من أهداف المهمة، لإجراء دراسات مكثفة عليها، إذ يأتي ذلك بالتوازي مع اختبار عدد من التقنيات التي قد تساعد مستقبلياً في الهبوط البشري على الكوكب.
واختبرت "ناسا" خلال الفترة الماضية سلسلة من التقنيات الجديدة التي من الممكن أن تساعد البشر في الوصول إلى الكوكب الأحمر، ومن بينها تقنية توليد الأوكسجين من الغلاف الجوي للكوكب، إضافة إلى اختبار تقنية تساعد في البحث عن موارد أخرى كالمياه غير السطحية، وتحسين أساليب الهبوط، وغيرها من الظروف التي قد تؤثر على معيشة وعمل رواد فضاء على سطح المريخ.
موعد الإطلاق
وأطلقت ناسا مسبار "برسفيرانس" في الثلاثين من يوليو من العام الماضي 2020، وقام فريق مختبر الدفع النفاث JPL وهو أحد شركاء "ناسا" في تقديم الحلول الهندسية لاستكشاف الفضاء، على مهمة الإطلاق والتوجيه وصولاً إلى الهبوط على سطح المريخ.
وانطلق "برسفيرانس" من كوكب الأرض بمساعد الصاروخ Atlas V-541، من قاعدة إطلاق القوات الجوية، بولاية فلوريدا الأميركية.
وبدأ "برسفيرانس" رحلته باتجاه المريخ بعد دقائق من انفصاله عن الصاروخ، إذ غادر المستكشف الأرض بسرعة تقدرها "ناسا" بـ 39 ألفاً و600 كيلومتر في الساعة، وتستمر الرحلة قرابة 7 أشهر، من المتوقع أن يقطع فيهم الروبوت الفضائي مسافة قدرها 480 مليون كيلومتر.
وعلى مدار الرحلة يقوم المهندسون التابعون لـ"ناسا" بتعديل مسار الرحلة، للتأكد من أنها في الاتجاه الصحيح وبالسرعة المطلوبة، وقامت "ناسا" بأول إعادة توجيه لمستشكف بعد 15 يوماً فقط من الإطلاق.
وتشمل مراحل وصول المسبار الأميركي إلى المريخ سلسلة من عمليات ضبط الهوائيات لضمان استمرارية الاتصال بالأرض، والتأكد من صيانة المركبة الفضائية، والتهيئة لدخول مدار الكوكب الأحمر، والنزول في اتجاه صحيح، ثم الهبوط أخيراً.
"فوهة جيزيرو"
وبعد 5 أعوام من البحث عن موقع هبوط المسبار على كوكب المريخ، اختار العلماء "فوهة جيزيرو" المغمورة بالمياه كما عُرفت قديماً، لتكون محطة الوصول الأولى لـ"برسفيرانس"، ويقدر قطر الفوهة بـ45 ألف كيلومتر، وتقع شمال خط الاستواء المريخي.
وتعتمد "ناسا" على تكنولوجيا مجربة ودائمة التطور لإرساء مستكشفها إلى الكوكب الأحمر يطلق عليها LDE، إذ تعتبر أقصر وأصعب مرحلة في الرحلة، وتستمر على مدار 7 دقائق، باستخدام مظلة هبوط وتخفيض السرعة لثلاثة أرباع متر في الثانية، وهبوط "برسفيرانس" بواسطة رافعة لتحط على 6 عجلات.
ويعد الهبوط على سطح المريخ هو الجزء الأصعب في المهمة بأكملها، بحسب "ناسا" فإن 40% فقط من محاولات الهبوط التاريخية استطاعت النجاح في الأمر.
اقرأ أيضاً:





