للمرة الأولى.. اكتشاف جزيئات بلاستيكية في ثلوج حديثة بالقطب الجنوبي

طيور البطريق فوق جبل جليدي في أقصى شمال القارة القطبية الجنوبية- 15 يناير 2022 - REUTERS
طيور البطريق فوق جبل جليدي في أقصى شمال القارة القطبية الجنوبية- 15 يناير 2022 - REUTERS
دبي -الشرق

اكتشف علماء نيوزلنديون للمرة الأولى جسيمات بلاستيكية دقيقة في ثلوج سقطت حديثاً بالقارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا).

وقال باحثون من "جامعة كانتربري" النيوزيلندية، إنهم وجدوا جزيئات بلاستيكية صغيرة في 19 عينة جمعوها من مواقع على امتداد الجرف الجليدي "روس"، أكبر حاجز جليدي في أنتاركتيكا، وفقاً لدراسة نُشرت، الأربعاء، في دورية "ذا كريوسفير" The Cryosphere العلمية.

وحذر الباحثون في بيان نشرته الجامعة، من أن النتائج تمثل "تهديداً خطيراً للقطب الجنوبي"، نظراً لأن الأبحاث تشير إلى أن الجسيمات البلاستيكية تضر بالصحة البيئية، وأن وجودها في الهواء "يمكنه التأثير على المناخ من خلال تسريع ذوبان الجليد والثلج".

وسبق أن وجدت جسيمات بلاستيكية في الجليد البحري والمياه السطحية بقارة أنتاركتيكا، وفي أعماق البحار، وفي أحشاء الحيوانات البحرية.

لكن الأستاذة في "جامعة كانتربري"، لورا ريفيل، التي شاركت في الدراسة، قالت إن الباحثين لم يتوقعوا أبداً العثور على أي منها "في مثل هذا الموقع البكر والبعيد".

وجمع طالب الدكتوراه بالجامعة أليكس أفيس قطع بلاستيك أصغر حجماً من حبيبات الأرز خلال رحلة بحثية إلى القارة القطبية الجنوبية في عام 2019.

ووجدت الدراسة في المتوسط 29 جزيئاً من البلاستيك الدقيق لكل لتر (0.26 جالون) من الثلج الذائب، أشار الباحثون إلى أنه أعلى من التركيزات البحرية التي أُبلغ عنها سابقاً في "بحر روس" المجاور، وفي الجليد البحري في القطب الجنوبي.

وأشارت محاولة نمذجة الغلاف الجوي، إلى أن الجسيمات البلاستيكية ربما تكون قطعت آلاف الأميال عبر الهواء، فيما تقول وجهة نظر أخرى للباحثين أنه "من المحتمل أيضاً أن يكون وجود البشر في القارة القطبية الجنوبية قد أنشأ بصمة بلاستيكية دقيقة".

وقال أفيس في بيان: "إنه لأمر محزن للغاية، لكن العثور على جزيئات بلاستيكية دقيقة في ثلوج أنتاركتيكا الجديدة يسلط الضوء على مدى التلوث البلاستيكي حتى في المناطق النائية في العالم".

من جانبها، أشارت العالمة البارزة في "معهد نيوزيلندا للعلوم والبحوث البيئية"، أولجا بانتوس، إلى أنه بينما لا تزال الأبحاث حول الجسيمات البلاستيكية في بداياتها، فإن التأثيرات "تُرى على أنها تؤثر في الكائنات الحية والنظم البيئية بأشكال متنوعة"، بحسب بيان.

وقالت بانتوس، التي لم تشارك في الدراسة، ولكنها أجرت أبحاثاً مكثفة حول تركيزات الجسيمات البلاستيكية في المياه الساحلية حول نيوزيلندا: "يجري العثور على الجسيمات البلاستيكية في كل بيئة وكل نظام بيئي وكل الأنواع التي تم اختبارها حتى الآن".

وأضافت: "هذا يشمل بعض الأماكن النائية وغير المأهولة على وجه الأرض. لذا فإن هذه الدراسة، للأسف، تؤكد ما كنا نتوقعه".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات