اكتشاف "حفرية" لواحدة من أقدم المجرات في الكون

صورة ساهمت في اكتشاف مجرة قزمة خافتة تحمل اسم Pegasus V وتعد "حفرية" لواحد من أقدم مجرات الكون - surrey.ac.uk
صورة ساهمت في اكتشاف مجرة قزمة خافتة تحمل اسم Pegasus V وتعد "حفرية" لواحد من أقدم مجرات الكون - surrey.ac.uk
القاهرة -محمد منصور

اكتشف علماء في جامعة "سري" البريطانية، مجرة قزمة خافتة (أي تحتوي على نحو من 1000 إلى عدة مليارات من النجوم)، يُعتقد أنها "حفرية" لواحدة من أوائل المجرات في الكون.

ويُعد هذا الاكتشاف هو الأول من نوعه والذي يتم فيه العثور على "مجرة باهتة" حول "أندروميدا" (مجرة المرأة المسلسلة‏ وهي أقرب المجرات لمجرة درب التبانة) باستخدام مسح فلكي لم يكن مصمماً خصيصاً لهذه المهمة.

وأوضحت الورقة البحثية الصادرة عن الجامعة، أنه تم اكتشاف "المجرة القزمة" على الأطراف الخارجية لمجرة أندروميدا، التي تبعد عن الأرض بنحو 2.5 مليون سنة ضوئية، بفضل "العيون الحادة" لعالم فلك هاو، جوزيبي دوناتيلو، إذ كان يفحص البيانات الأرشيفية التي تمت معالجتها بواسطة مركز العلوم والبيانات في المختبر الأميركي لبحوث الفلك والأشعة تحت الحمراء.

وقال دوناتيلو إنه تمكن من اكتشاف المجرة عندما وجد "لطخة" مثيرة للاهتمام في بيانات الصور التي تم التقاطها بكاميرا التلسكوب الأميركي.

وأورد أن المتابعة التي أجراها علماء الفلك المحترفون باستخدام مرصد الجوزاء الدولي (مرصد يقع في الولايات المتحدة ودولة تشيلي)، أوضحت أن المجرة القزمة تحوي عدداً قليلاً جداً من العناصر الأثقل ومن المحتمل أن تكون "حفرية" من المجرات الأولى.

ويُمكن لتلك المجرة التي أطلق عليها الباحثون اسم Pegasus V، أن تكشف للعلماء كيفية تشكل المجرات كما ستسهم أيضاً أن في رفع مستوى فهمهم لعلم الكونيات والمادة المظلمة.

وتحتوي المجرة على عدد قليل من النجوم المتناثرة "المخبأة في السماء"، وفقاً للباحثين.

وكشفت الملاحظات لفريق البحث، أن المجرة تبدو "ناقصة للغاية في العناصر الأثقل مقارنة بالمجرات القزمة المماثلة"، ما يعني أنها قديمة جداً ومن المحتمل أن تكون حفرية من المجرات الأولى في الكون، حسب تعبير العلماء.

 "مجرة خافتة للغاية"

وتعتبر المجرات الخافتة من أحافير المجرات الأولى التي تشكلت في الكون، وتحتوي بقايا المجرات هذه على أدلة حول تكوين النجوم الأولى.

ورغم توقع علماء الفلك أن يكون الكون مليئاً بالمجرات الخافتة مثل المكتشفة أخيراً، إلا أنهم لم يكتشفوا بعد العدد الذي تنبأت به نظرياتهم. وإذا كان هناك عدداً أقل من المجرات الباهتة، مما كان متوقعاً، فهذا يعني وجود مشكلة خطيرة في فهم علماء الفلك لعلم الكونيات والمادة المظلمة.

ويتمثل جزء من التحدي في أن هذه المجرات الخافتة يصعب للغاية رؤيتها، إذ تظهر على أنها مجرد عدد قليل من النجوم المتناثرة مخبأة في صور ضخمة للسماء.

ويقول الباحثون إن المشكلة الأساسية في تلك المجرات هو كونها "خافتة للغاية"، إذ إن لديها عدداً قليلاً من النجوم الساطعة التي يستخدمها العلماء عادة للتعرف إلى المجرات وقياس مسافاتها.

ويشير التركيز القوي للنجوم القديمة الذي وجده الفريق في Pegasus V، إلى أن الجسم من المحتمل أن يكون حفرية من المجرات الأولى.

ويأمل العلماء أن توفر دراسة أخرى لخصائص Pegasus V الكيميائية، أدلة على الفترات المبكرة لتشكيل النجوم في الكون، ويقولون إن هذه المجرة الأحفورية الصغيرة القادمة من بدايات الكون قد تساعد على فهم كيفية تشكل المجرات، وما إذا كان فهمهم للمادة المظلمة صحيحاً.

اقرأ أيضاً: