علماء يابانيون يكتشفون طريقة جديدة لاستنساخ الحيوانات

فأر تجارب في مختبر جامعة إيست تشاينا نورمال في شنغهاي- 25 أبريل 2005 - REUTERS
فأر تجارب في مختبر جامعة إيست تشاينا نورمال في شنغهاي- 25 أبريل 2005 - REUTERS
القاهرة-محمد منصور

نجح باحثون يابانيون في ابتكار طريقة جديدة كلياً لاستنساخ الحيوانات، تعتمد على استخدام الخلايا الجسدية المجففة بالتجميد، بدلاً من الخلايا الجنسية أو الحيوانات المنوية المجمّدة.

وبحسب تقرير نُشر في دورية "نيتشر كومينكيشن"، يقدم البحث الجديد طريقة "ثورية" لتخزين الخلايا الجسدية ثم استخدامها، وقت الحاجة، لعمل استنساخ كامل للحيوان.

ويمكن استخدام تلك الطريقة لاستنساخ الحيوانات لتأمين التنوع البيولوجي وإنقاذ الأنواع المهددة.

تعتمد أساليب الاستنساخ الحالية على تخزين المواد الوراثية، بما فيها الحيوانات المنوية والبويضات، في درجات حرارة منخفضة للغاية، وهو أمر مكلف للغاية.

ابتكار طرق جديدة

مؤلف الدراسة الرئيسي تيروكو واكياما أشار إلى أن "عملية تخزين المواد الوراثية تحتاج لتقنية النيتروجين السائل، وفي حال حدوث أي مشكلات سوف تذوب المادة الوراثية المجمّدة وتصبح غير صالحة للاستعمال".

في تصريحات لـ"الشرق"، قال واكياما إن الباحثين يحاولون ابتكار طُرق جديدة لحفظ مواد الحيوانات المنوية والبويضات.

وأضاف: "ولكننا في تلك الدراسة توصلنا إلى طريقة استنساخ لا تعتمد على الحيوانات المنوية أو البويضات من الأساس".

واستخدم الباحثون في الدراسة الخلايا الليفية الأنثوية أو الخلايا الذيلية المستخرجة من الفئران، وحفظوها لمدة 9 أشهر في حرارة بلغت 30 درجة مئوية تحت الصفر، وهي درجة تجميد ضئيلة إذا ما قورنت بالنيتروجين السائل الذي تصل درجة حرارته إلى 196 درجة مئوية تحت الصفر.

وبعد ذلك نقل الباحثون الحمض النووي من تلك الخلايا، ونجحوا في استنساخ خلايا جذعية جنينية، نمت لتصبح 75 فأراً مستنسخاً.

ويقول الباحثون إن الفأر الأول المستنسخ بتلك الطريقة، الذي أطلق عليه اسم "دورامي"، يتمتع بخصوبة طبيعية تماماً، وكان قادراً على التزاوج، وظل على قيد الحياة لمدة عام وتسعة أشهر.

رسم توضيحي لمراحل عملية إنتاج الفئران المستنسخة - "الشرق"

وأوضح واكياما أن الفئران الأخرى المستنسخة "كانت طبيعية تماماً"، كما أن الفئران الذكور التي استنسخت من الخلايا الجذعية الجنينية لفئران إناث "كان لديها هي الأخرى خصوبة طبيعية، وولدت العديد من الأجيال المتلاحقة".

تلك الطريقة مفيدة بشكل خاص في استنساخ الحيوانات المهددة بالانقراض أو تلك المصابة بالعقم، على حد قول واكياما الذي أكد أن ثورية تلك الطريقة تكمن "في إمكانية الحصول على الخلايا الجسدية بسهولة من أي فرد وبكميات كبيرة، على عكس الخلايا الجنسية التي تحتاج لأشخاص أصحاء لا يعانون من العقم أو من انقطاع الطمث".

في إجابة عن سؤال "الشرق" حول إمكانية استخدام تلك الطريقة لاستنساخ أعضاء من جسم الإنسان، قال واكياما إن "تلك التقنية أولية للغاية، والغرض منها حماية الموارد الوراثية لجميع أنواع الحيوانات، خاصة تلك المهددة بالانقراض".

تكلفة مرتفعة

وعن تكلفة استنساخ الحيوانات المهددة بالانقراض، لفت الباحث الياباني إلى أن تلك الطريقة "مكلفة إلى حد لا يمكن تصوره، لكن ما يجب فعله الآن ليس استخدامها لإحياء الأنواع، بل يمكن استخدام الشق الأول منها للحفاظ على الموارد الوراثية لجميع أنواع الحيوانات الحية من أجل مستقبلنا".

ونظراً لأن الطريقة لا تستخدم النيتروجين السائل، بل الخلايا الجسدية التي يمكن جمعها من أي مكان في الجسم، بدلاً من الحيوانات المنوية أو البويضات، فإنها تسمح بتخزين الموارد الوراثية من جميع أنحاء العالم بثمن بخس وبأمان.

وتابع واكياما أن البلدان النامية ستكون قادرة على تخزين مواردها الجينية القيّمة في بلدانها وحتى في الأنواع المهددة بالانقراض، حيث يعيش الذكور فقط، ويمكن استخدام هذه التكنولوجيا لإنشاء إناث لإحياء الأنواع".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات