الولايات المتحدة تعلن تحقيق "اختراق علمي كبير" في الاندماج النووي

جانب من مختبر "لورانس ليفرمور الوطني" الفيدرالي في كاليفورنيا الولايات المتحدة. 12 ديسمبر 2022 - REUTERS
جانب من مختبر "لورانس ليفرمور الوطني" الفيدرالي في كاليفورنيا الولايات المتحدة. 12 ديسمبر 2022 - REUTERS
دبي / واشنطن-الشرقأ ف ب

أعلنت وزارة الطاقة الأميركية، الثلاثاء، تحقيق الولايات المتحدة "اختراقاً علمياً كبيراً" في مجال الاندماج النووي، ما قد يمثل "ثورة" كمصدر للطاقة النظيفة ويساعد في إنهاء الاعتماد على الوقود الأحفوري.

وقالت الطاقة الأميركية في بيان إن "هذا الإنجاز التاريخي والأول من نوعه، سيوفر قدرة غير مسبوقة لدعم برنامج الإشراف على مخزونات الإدارة الوطنية للأمن النووي الأميركي، وسيوفر رؤى ثمينة لآفاق طاقة الاندماج النووي النظيفة".

ووصفت الوزارة الأميركية بدء ما أسمته "الاشتعال الاندماجي" بأنه "اختراق علمي كبير" من شأنه أن يؤدي إلى تحقيق "تطور في مجالات الدفاع الوطني ومستقبل الطاقة النظيفة". 

وأوضح مختبر "لورانس ليفرمور الوطني" التابع لوزارة الطاقة الأميركية في تغريدة على تويتر أن تجربة أجراها الأسبوع الماضي "أنتجت من خلال الاندماج النووي كمية أكبر من الطاقة" المستخدمة في أجهزة الليزر لبدء التفاعل.

وقالت وزيرة الطاقة الأميركية جنيفر جرانهولم إن بلادها "حققت اختراقاً علمياً كبير في مجال الطاقة النووية الاندماجية"، مشيرةً إلى هذا "الإنجاز سيؤدي بلا شك إلى المزيد من الاكتشافات".

وأضافت جرانهولم في مؤتمر صحافي أن الاكتشاف العلمي "حدث لأننا استثمرنا في مختبراتنا الوطنية وأبحاثنا الأساسية، وغداً ستكون الطاقة عن طريق الاندماج النووي". 

وأشارت إلى أن استثمار القطاع الخاص في هذا المجال "كبير" إذ وصل إلى ما قيمته "3 مليارات دولار العام الماضي"، واصفةً هذا الاختراق العلمي بـ"الخطوة العظيمة إلى الأمام".

واعتبر مدير مختبر "لورانس ليفرمور" كيم بوديل الاندماج النووي بأنه "أحد أهم التحديات العلمية التي واجهتها الإنسانية على الإطلاق".

ويعمل العلماء منذ عقود على تطوير الاندماج النووي، الذي يصفه مؤيدوه بأنه مصدر نظيف ووفير وآمن للطاقة يمكن أن يسمح للبشرية في نهاية المطاف بإنهاء اعتمادها على الوقود الأحفوري الذي يتسبب بأزمة المناخ العالمية.

وقالت مديرة مكتب البيت الأبيض لسياسات العلوم والتكنولوجيا أراتي برابهاكار في بيان: "كنا نفهم لأكثر من قرن وبشكل نظري الاندماج النووي، لكن الرحلة من المعرفة إلى الفعل يمكن أن تكون طويلة وشاقة".

وتستخدم محطات الطاقة النووية حول العالم لإنتاج الطاقة حاليًا الانشطار، الذي يقوم على شطر نواة ذرة ثقيلة. أما الاندماج فيجمع بين ذرتين من الهيدروجين الخفيف لتكوين ذرة أثقل من الهيليوم ويُطلق كمية كبيرة من الطاقة خلال هذه العملية.

هذه هي العملية التي تحدث داخل النجوم، بما فيها الشمس. وعلى الأرض، يمكن إثارة تفاعلات الاندماج عن طريق تسخين الهيدروجين إلى درجات حرارة قصوى داخل أجهزة متخصصة. 

ويستخدم الباحثون في مختبر لورانس ليفرمور الوطني منشأة الإشعال الوطنية الضخمة - تضم 192 ليزرًا فائقة القوة موجهة جميعها إلى أسطوانة بحجم كشتبان مملوءة بالهيدروجين.

ستوفر هذه النتيجة أخيرًا دليلًا على المبادئ الفيزيائية التي حددها باحثو الاندماج قبل عقود. وستمثل ما قال توني رولستون، المحاضر في "جامعة كامبريدج" إنه "نجاح للعلم"، بحسب ما نقلته وكالة "فرانس برس".

مثل الانشطار، يكون الاندماج خاليًا من الكربون أثناء التشغيل، ولكن مزاياه لا تتوقف عند هذا الحد؛ فهو لا يطرح خطر حدوث كارثة نووية وينتج نفايات مشعة أقل بكثير من الانصهار. 

ولكن الطريق ما زال طويلًا قبل أن يصبح الاندماج قابلاً للتطبيق على نطاق صناعي، لذلك قال الفيزيائي جيريمي تشيتندين من "إمبريال كوليدج لندن" إنه "لتحويل الاندماج إلى مصدر طاقة، سنحتاج إلى زيادة ما نكسبه من الطاقة على نحو أكبر. سنحتاج أيضًا إلى إيجاد طريقة لإعادة إنتاج التأثير نفسه على نحو متكرر وبتكلفة أقل بكثير قبل أن نتمكن من تحويل هذا بشكل واقعي إلى محطة لإنتاج الطاقة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات