كالبشر.. القُرود المُسنة تُقلل من حجم شبكاتها الاجتماعية

قرود المكاك في ماء ساخن بحديقة هاكوداته الاستوائية النباتية في جزيرة هوكايدو، شمال اليابان - 14 يناير 2022  - REUTERS
قرود المكاك في ماء ساخن بحديقة هاكوداته الاستوائية النباتية في جزيرة هوكايدو، شمال اليابان - 14 يناير 2022 - REUTERS
القاهرة- محمد منصور

ذكرت دراسة علمية منشورة في دورية الجمعية الملكية للعلوم البيولوجية (RSB)، أن قرود المكاك الريسوسية، أحد أكثر الثدييات تشابهاً في الخواص مع البشر، تُقلل بشكل فعال من شبكاتها الاجتماعية وتُعطى الأولوية للروابط الموجودة بالفعل حين تتقدم في العمر.

وتفيد الدراسة التي استمرت أكثر من 8 سنوات، بأن التماسك العام والاتصال بين المجموعات التي تعيش فيها القرود الأكبر سناً يتأثر بشدة مع تقدمها في العمر. إذ لا ترغب في التعرف على أفراد جُدد حتى وإن كانت من ضمن مجموعتها الأصلية.

وأجريت تلك الدراسة على قرود المكاك الريسوسية التي تعيش في غابات كايو سانتياجو، المعروفة محلياً باسم "جزيرة القرد"، بجزيرة بورتوريكو، شمال شرقي البحر الكاريبي.

وتهدف الدراسة في الأساس إلى معرفة تأثير التغييرات الفردية المرتبطة بالعمر على مدى ترابط المجتمع بشكل عام.

"تأثير الإنزواء"

وإناث قرود المكاك أكثر تأثراً بظاهرة عدم التعرف على أفراد جدد، إذ تُفضل الإناث الإنزواء والابتعاد عن المجموعات لكن مع المحافظة على روابطها وصلاتها القديمة، وهو أمر يُلاحظ أيضاً في البشر.

وبحثت الدراسة في كيفية تأثير ذلك على التماسك العام والاتصال بين المجموعات التي تعيش فيها القرود الأكبر سناً.

وبينما لم تتأثر مجموعات قرود المكاك التي لم يكن بها أكثر من 20٪ من الأفراد المسنين، لكن المحاكاة الحاسوبية أظهرت أن نسباً أعلى من قرود المكاك المُسنة ستقلل من التماسك والاتصال.

وحصل الباحثون على معلومات تم جمعها على مدار 8 سنوات عن 6 مجموعات قرود.

ووجد الباحثون أن الإناث الأكبر سناً من قرود المكاك "مؤثرات فقيرة"، فمن خلال وجود أصدقاء أقل، تكون الإناث الأكبر سناً أقل قدرة على نقل المعرفة والخبرة خارج دوائرهن الاجتماعية المباشرة.

وفي مجموعات قرود المكاك التي تمت ملاحظتها، اختبر الباحثون، ما إذا كانت شبكات القردة التي تضم عدداً أكبر من الإناث المسنات (فوق 18 عاماً) أقل تماسكاً وترابطاً، لكنهم لم يجدوا فرقاً بينها وبين تلك التي تشمل عدداً أكبر من الشباب. 

"محاكاة حاسوبية"

ومع ذلك، لم يكن أكثر من 20٪ من القرود كبيرة في السن في أي مجموعة درسها الباحثون. لذلك ابتكر العلماء نموذجاً حاسوبياً يحاكي تأثير نسب أعلى من قرود المكاك المُسنة، ووجدوا انخفاضاً في تماسك الشبكة وترابطها.

ووجد الباحثون عواقب وخيمة بالفعل على بنية الشبكة، والتي يمكن أن تؤثر على أشياء مفيدة مثل نقل المعلومات والتعاون، لكنها يمكن أيضاً أن تحد من انتشار الأمراض.

وعند البشر، تعد شيخوخة السكان واحدة من أهم التحولات الاجتماعية في القرن الحادي والعشرين، وتشير النتائج التي توصل إليها الباحثون إلى أن هذا قد يكون له آثار بعيدة المدى على بنية مجتمعاتنا والطريقة التي تعمل بها.

ومن المتوقع أن يتضاعف عدد سكان العالم الذين يزيد أعمارهم عن 60 عاماً بحلول عام 2050، وتشير النتائج إلى أن الهياكل الاجتماعية والتماسك والترابط يمكن أن تتغير جميعها بشكل كبير.

وتقول الباحثة بمركز جامعة "إكستر" لدراسة سلوك الحيوان إيرين سيراكوزا، إن التركيز على الأصدقاء المقربين والعائلة في وقت لاحق من الحياة قد يجلب مجموعة متنوعة من الفوائد "بالنسبة لكل من البشر وقرود المكاك".

اقرأ أيضاً: