ألمانيا.. الروبوت "جارمي" يعتني بالمسنين لنقص العاملين الصحيين

موظف يجلس أمام الروبوت جارمي في مختبر مركز الأبحاث جيرياترونيكس التابع لجامعة ميونيخ التقنية في جارمش بارتنكيرشن بجنوب ألمانيا. 6 مارس 2023 - AFP
موظف يجلس أمام الروبوت جارمي في مختبر مركز الأبحاث جيرياترونيكس التابع لجامعة ميونيخ التقنية في جارمش بارتنكيرشن بجنوب ألمانيا. 6 مارس 2023 - AFP
جارميش-بارتنكيرشن (ألمانيا)-أ ف ب

يمثل الروبوت "جارمي" حلماً للطبيب المتقاعد جونتر شتاينباخ لأنه قادر على تشخيص الأمراض وربما توفير العلاجات والرعاية المناسبين مستقبلاً في ألمانيا.

وليس "جارمي" مختلفاً عن الروبوتات الأخرى فهو مثبّت فوق قاعدة متحركة ومجّهز بذراع آلية وشاشة سوداء تظهر عليها دائرتان زرقاوان بمثابة عينيه.

وتولى تصميم "جارمي" عشرات الباحثين من معهد ميونيخ للروبوتات والذكاء الآلي المتخصصين في الجيرياترونكس، وهو مجال جديد تُستخدم فيه التقنيات الحديثة لتطوير طب الشيخوخة.

وأنشأ المعهد، الذي يشكل قسماً من جامعة ميونيخ التقنية، وحدته المتخصصة في الجيرياترونكس في جارميش-بارتنكيرشن التي تشكّل منتجع تزلج يضم أعلى نسبة من كبار السن.

ويسجّل هذا البلد الأوروبي أحد أعلى معدلات الشيخوخة في العالم.

ومع توقّع وصول عدد وظائف التمريض الشاغرة في ألمانيا إلى 670 ألفاً بحلول عام 2050، يتمثل هدف الباحثين البسيط في إدماج الروبوتات بعمل المرافق الصحية ودور المسنّين، ما يحدّ من تنقل الأطباء بين مراكز الرعاية هذه.

ويقول الباحث والمسؤول العلمي عن المختبر عبد الجليل ناصري (43 عاماً): "لدينا أجهزة صراف آلي لسحب الأموال، لكن تخيّلوا أنّ في أحد الأيام، وضمن النموذج نفسه، سيُتاح للأشخاص الخضوع لفحوصهم الطبية في نوع من المراكز التكنولوجية".

اختراع يواكب العصر

وسيتمكّن الأطباء تالياً من تقييم النتائج التي يوفّرها الروبوت عن بُعد، في خطوة مفيدة، خصوصاً للأشخاص الذين يعيشون في أماكن نائية.

ويمكن لهذه الروبوتات أن تقوم بمهمات عدة، كتقديم وجبات طعام أو فتح عبوة من الماء أو طلب المساعدة في حال سقوط المريض أو إطلاق محادثة بالفيديو مع عائلته أو أصدقائه.

وداخل المختبر، يستعد الطبيب شتاينباخ لتقييم تقدّم الروبوت، فيجلس أمام مكتب مجهز بثلاث شاشات وآلة تحكم.

وفي زاوية أخرى من الغرفة، يجلس باحث يتولّى دور المريض أمام الروبوت "جارمي" الذي يضع سماعة طبية على صدر الباحث، عقب تلقيه أمراً وجهه إليه شتاينباخ.

وفوراً، تظهر على الشاشة أمام الطبيب البيانات الطبية الخاصة بالمريض. ويقول شتاينباخ: "تخيّلوا لو كان ذلك مُتاحاً لي في السابق".

وعلى غرار شتاينباخ، يزور مقدمو رعاية من مختلف التخصصات المختبر باستمرار، لإبداء ملاحظاتهم في ما يتعلق بتصميم الروبوت.

ويقول عبد الجليل ناصري "إنّ جارمي كطفل في الثالثة، علينا أن نعلّمه الأمور كلّها".

وليس معروفاً بعد متى سيصبح "جارمي" مُتاحاً في الأسواق، فيما لم تُحدّد بعد تكاليف تصنيعه واستخدامه.

ويؤكّد ناصري أنّ "تسويق جارمي حتمي، إذ تظهر الإحصاءات أنّ استخدامه أمر ملحّ"، مضيفاً أنه "اعتباراً من عام 2030، ينبغي أن نكون قادرين على دمج هذا النوع من التكنولوجيا في مجتمعنا".

ويقول ناصري: "عليهم الوثوق بالروبوت واستخدامه كما نستعمل الهواتف الذكية راهناً".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات