أظهرت دراسة جديدة قادها علماء من جامعة تولين الأميركية أن مستويات سطح البحر على طول سواحل الولايات المتحدة ترتفع بوتيرة سريعة، حيث وصلت إلى معدلات قياسية على مدار الـ 12 عاماً الماضية.
واكتشف باحثون أن معدلات الارتفاع في مستوى سطح البحر بلغت نحو نصف بوصة (1.27سنتيمتراً) سنوياً منذ عام 2010 وحتى الآن. ويعزون هذا التسارع إلى الآثار المركبة لتغير المناخ بسبب النشاطات البشرية والتقلب الطبيعي للمناخ.
ويمكن أن تختلف مستويات سطح البحر على طول سواحل الولايات المتحدة الجنوبية الشرقية اعتماداً على عدد من العوامل، بما في ذلك المد والجزر والعواصف والاتجاهات طويلة الأجل المتعلقة بتغير المناخ.
مستويات قياسية
ووفقاً للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، يرتفع متوسط مستوى سطح البحر على طول الساحل الجنوبي الشرقي للولايات المتحدة بنحو 1.2 بوصة (3.0 سم) لكل عقد خلال القرن الماضي.
إلا أن النتائج المنشورة في دورية "نيتشر" تزعم أن مستويات سطح البحر ارتفعت بمقدار 5 بوصات كاملة (12.7 سنتيمتراً) خلال العقد الممتد من 2010 وحتى 2020.
وتبلغ تلك التقديرات أكثر من 4 أضعاف التقديرات السابقة، لكن الدراسة تتوقع أن تعود معدلات ارتفاع سطح البحر في العقود القادمة إلى القيم الأكثر اعتدالاً والتي تنبأت بها الدراسات الماضية.
ودرس الباحثون في تلك الدراسة مجموعة من القياسات الميدانية والأقمار الصناعية منذ عام 1900.
واتسقت نتائج الدراسة مع دراسات سابقة حتى عام 2010، ثم اختلفت النتائج منذ ذلك العام وحتى الآن.
تغيرات في كثافة المحيط
ويقول الباحثون إن التسارع في ارتفاع مستوى سطح البحر خلال تلك الفترة يأتي استجابة للتغييرات في كثافة المحيط ودورانه والناتجة بشكل أساسي عن مزيج من التغيرات في درجة الحرارة والملوحة، والتي يمكن أن تتأثر بعوامل مختلفة بما في ذلك الاحتباس الحراري، ومدخلات المياه العذبة وأنماط دوران الغلاف الجوي.
فعلى مدار الـ 12 عاماً الماضية، كانت المنطقة التي تمتد من سواحل خليج المكسيك حتى كيب هاتيراس في نورث كارولينا وإلى شمال المحيط الأطلسي والبحر الكاريبي، والمعروفة باسم الدوران شبه الاستوائي، تتوسع بشكل أساسي بسبب تغير أنماط الرياح والاحترار المستمر.
وأدت التغيرات في درجة حرارة المياه إلى تغيرات في الكثافة. وعندما ترتفع درجة حرارة مياه البحر، تتمدد وتصبح أقل كثافة، مما يؤدي إلى ارتفاعها إلى السطح. ويمكن أن تؤثر هذه التغييرات في الكثافة على الاختلاط الرأسي للمياه في المحيط، فضلاً عن تكوين التيارات المحيطية.
ويقترح العلماء أن التسارع الأخير كان تراكباً مؤسفاً لإشارات تغير المناخ المدفوع بالنشاط البشري وذروة في التقلب المرتبط بالطقس الذي استمر لعدة سنوات.
بالإضافة إلى الاتجاهات طويلة الأجل التي تُسببها درجات الحرارة المرتفعة، يمكن أن تتأثر مستويات سطح البحر على طول سواحل الولايات المتحدة الجنوبية الشرقية بأنماط الطقس قصيرة الأجل والأحداث الطبيعية مثل الأعاصير، والتي يمكن أن تسبب زيادات مؤقتة ودراماتيكية في مستوى سطح البحر بسبب ارتفاع العواصف.
ووضعت المعدلات المرتفعة لارتفاع مستوى سطح البحر مزيداً من الضغط على سواحل بعض الولايات الأمريكية المعرضة للخطر، لا سيما في لويزيانا وتكساس.
وتظهر النتائج مدى إلحاح أزمة المناخ في تلك المناطق، إذ يقول الباحثون إن هناك حاجة لبذل جهود متعددة التخصصات وتعاونية لمواجهة هذه التحديات بشكل مستدام.
اقرأ أيضاً: