"جوس" يبحث عن حياة في الفضاء بعد نجاح إقلاع صاروخ "أريان 5"

لحظة انطلاق صاروخ "أريان 5" من قاعدة كورو الجوية في جويانا الفرنسية. 14 أبريل 2023 - AFP
لحظة انطلاق صاروخ "أريان 5" من قاعدة كورو الجوية في جويانا الفرنسية. 14 أبريل 2023 - AFP
كورو (فرنسا)-أ ف ب

نجحت المحاولة الثانية لإطلاق صاروخ "أريان 5" حاملاً المسبار الفضائي الأوروبي "جوس" في مهمة إلى كوكب المشتري وأقماره المتجمدة، بحثاً عن بيئات مؤاتية للعيش خارج الأرض.

وأُطلق الصاروخ من قاعدة كورو الجوية في جويانا الفرنسية عند الساعة 12.14 بتوقيت جرينتش، بعد 24 ساعة على إرجاء المهمة بسبب سوء الأحوال الجوية.

وقد انفصل المسبار "جوس"، البالغ وزنه 6 أطنان، عن الصاروخ بحسب الخطة الموضوعة بعد حوالي نصف ساعة من الإقلاع، على علو يقترب من 1500 كيلومتر.

وأفادت الفرق الموجودة في موقع الإطلاق بأن مسار الصاروخ بعد إقلاعه جاء مطابقاً لللمتوقع.

ويشكل الإطلاق بداية مهمة يُتوقع استمرارها 8 سنوات ضمن برنامج "جوس" (اسم مؤلف من الأحرف الأولى لعبارة "مستكشف أقمار المشتري الجليدية" (Jupiter Icy Moons explorer)، وهي مهمة رئيسية لوكالة الفضاء الأوروبية.

وتستكشف المهمة، كوكب المشتري وأقماره الجليدية بحثاً عن بيئات مؤاتية للعيش خارج الأرض، لكنها لن تبلغ وجهتها قبل عام 2031، على مسافة تفوق 620 مليون كيلومتر من الأرض.

وستكون رحلة المسبار طويلة ومتعرجة، لأنه لا يمتلك طاقة كافية للوصول إلى المشتري عبر مسار مباشر.

مدار "جانيميد"

وسيتمكن "جوس" من مواصلة رحلته مستفيداً من الجاذبية، معوّلاً على استخدام قوة جذب الكواكب الأخرى، بما يشبه تقنية المنجنيق، إذ سيحلّق أولاً فوق القمر والأرض، ثم فوق كوكب الزهرة سنة 2025، ثم فوق الأرض مجدداً سنة 2029، قبل أن يتوجه نحو عملاق النظام الشمسي وأقماره الجليدية التي اكتشفها جاليليو قبل 400 عام.

وقالت رئيسة مشروع "جوس" في المركز الوطني الفرنسي لدراسات الفضاء، كارول لاريجودري، إن درجات الحرارة التي سيكون المسبار موجوداً فيها خلال رحلته ستتفاوت.

وأضافت: "ستبلغ درجات الحرارة 250 درجة فوق الصفر لدى مروره فوق كوكب الزهرة في مقابل 230 درجة تحت الصفر حول كوكب المشتري، وقد استلزم ذلك تجهيزه بغطاء عازل متعدد الطبقة يكفل حفظ أدواته في درجة حرارة ثابتة".

ويتمثل التحدي الآخر في تمكين "جوس" من الحفاظ على الطاقة، إذ أن ضوء الشمس أضعف بـ 25 مرة مما هو على الأرض، ومن هنا جُهّز بألواح شمسية تبلغ مساحتها الإجمالية 85 متراً مربعاً، أي ما يعادل حجم ملعب لكرة السلة، توخياً لتخزين "أقصى قدر من الفوتونات".

ولدى الوصول إلى وجهته، بعد أن يكون اجتاز مسافة ملياري كيلومتر، ينبغي أن يدخل "جوس" مدار كوكب المشتري بواسطة عملية كبح محفوفة بالمخاطر.

وسيستكشف "جوس" نظام المشتري، أي الكوكب العملاق نفسه وأقماره الرئيسية، وهي البركاني "آيو" والأقمار الثلاثة المتجمدة المواكبة له "أوروبا" و"جانيميد" و"كاليستو"، علماً أن مسبارات أخرى سبق أن مهدت الطريق لهذه المهمة، بينها "جاليليو" و"جونو".

ويركّز المسبار على "جانيميد"، أكبر أقمار المجموعة الشمسية، والوحيد أيضاً الذي يمتلك مجالًا مغنطيسياً خاصاً به يحميه من الإشعاع. ومن المقرر أن يدخل "جوس" مدار "جانيميد" سنة 2034، وهو ما سيكون سابقة.

اقرأ أيضاً: 

تصنيفات