اكتشاف فيروسات "غامضة" منتشرة بكثافة في المحيطات

رومان ترابل مدير مؤسسة "تارا أوسيان" يشرح للصحافيين المكان الذي رسى فيه قبل عودته إلى أوروبا على متن السفينة الشراعية العلمية "تارا أوسيان" قبالة ساحل داكار. 3 سبتمبر 2022 - AFP
رومان ترابل مدير مؤسسة "تارا أوسيان" يشرح للصحافيين المكان الذي رسى فيه قبل عودته إلى أوروبا على متن السفينة الشراعية العلمية "تارا أوسيان" قبالة ساحل داكار. 3 سبتمبر 2022 - AFP
باريس -أ ف ب

اكتشفت رحلة استكشافية على متن السفينة الشراعية العلمية "تارا أوسيان" مجموعة فيروسات غامضة منتشرة في المحيطات بصورة كبيرة، ويُحتمل أن تكون قريبة من فيروس "الهربس"، على ما أفادت دراسة نُشرت الأربعاء.

وتنتشر هذه الفيروسات المُسماة "ميروس فيروس" ( تعني غامض باللاتينية)، على سطح البحار والمحيطات في العالم، من خط الاستواء وصولاً إلى القطبين، فيما تُصاب بها العوالق.

وتنتمي المجموعات المكتشفة إلى فيروسات الحمض النووي الريبوزي (فيروسات الـ"دي إن إيه").

وقال عالم الأحياء ومُعد الدراسة الرئيسي توم ديلمون إنّ "ما اكتُشف يأتي بين الفيروسات العملاقة التي تنتشر بكثرة أيضاً في المحيطات، وتصيب الكائنات وحيدة الخلية فقط، وفيروس الهربس الذي يصيب الحيوانات والبشر".

وجرى التوصل إلى الاكتشاف في المركز الوطني الفرنسي للتسلسل الوراثي (جينوسكوب) في منطقة إيفري بضواحي باريس، حيث جرى وضع تسلسل للجينات التي جمعتها "تارا أوسيان".

"إشارة غير عادية"

وأضاف ديلمون وهو متخصص في علم البيئة الميكروبية: "كنا نستكشف الكمية الهائلة من بيانات المهمة العلمية التي استمرت بين عامي 2009 و2013، وتشمل 300 مليار تسلسل (دي إن إيه)، عندما رصدنا إشارة تطورية غير عادية".

وأوضح الباحث أن هذه الإشارة تابعة لـ"جين محدد" تحمله فيروسات عملاقة و"ميروس فيروس"، مضيفاً: "كان الأمر بمثابة عثورنا بواسطة جهاز الكشف عن المعادن، على كنز في شاطئ رملي كبير".

وبعد سنوات عدة من التحاليل، تمكّن العلماء التابعون لاتحاد "تارا أوسيان" والمتعاونون معهم من تحديد سمات هذه المجموعة الجديدة من الفيروسات المعقدة والمتنوعة جداً.

وسيتيح الاكتشاف فهم التنوع البيولوجي للمحيطات، وأهمية الفيروسات في هذه النظم بصورة أفضل. 

وتابع ديلمون: "لا ننظر إلى الفيروسات إلّا على أنها أمراض، لكنّ وجودها في المحيطات مسألة طبيعية ومفيدة، على غرار وجود أنواع من الميكروبات في أمعاء البشر".

وتتمتع هذه الفيروسات بتاريخ تطوّري مذهل، لأنّ تركيبة جينها المميز تشير إلى أنها من سلالة "قريبة" من "الهربس".

وتنتشر فيروسات "الهربس" لدى الحيوانات، وتصيب أكثر من نصف سكان العالم، إلا أنها لا تطال الكائنات البحرية وحيدة الخلية، وهو ما يثير تساؤلاً لدى الباحثين.

وقال ديلمون: "يمكن أن يكون التفسير كالتالي: بفضل فيروسات (ميروس فيروس)، يمكن تخيّل ما كان عليه الفيروس، الذي استوطن المحيطات قبل الهربس، ويمكن أن يكون قد أصاب الكائنات وحيدة الخلية في المحيطات منذ ملايين السنين، قبل أن يصبح فيروساً يصيب الحيوانات فقط".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات