انفجر صاروخ "ستارشيب" العملاق التابع لـ"سبايس إكس" والمُخصّص للرحلات إلى القمر والمريخ، بعيد انطلاقه من تكساس الخميس في أولى رحلاته المدارية التجريبية، على ما أظهر بثّ مباشر للشركة.
ولا يشكّل هذا الانفجار فشلاً للشركة المملوكة للملياردير إيلون ماسك، كون الصاروخ انطلق بنجاح من منصّة إطلاقه، ما يمثّل أصلاً نجاحاً كبيراً لـ"سبايس إكس".
وهنّأ ماسك فرق العمل في شركته بعد إقلاع الصاروخ، واعداً بإجراء اختبار جديد "في غضون بضعة أشهر".
وغرّد في صفحته عبر تويتر: "تهانينا لفرق سبايس إكس، على هذه التجربة الأولى المذهلة!"، مضيفاً: "تعلّمنا الكثير للاختبار المقبل الذي سنجريه في غضون بضعة أشهر".
وتمّت عملية إقلاع الصاروخ المنتظرة من قاعدة "ستاربايس" للفضاء في أقصى جنوب ولاية تكساس الأميركية.
ولم تُعرف حتّى الساعة الأسباب التي أدّت إلى انفجار "ستارشيب"، الذي يرمي إطلاقه بصورة أساسية إلى جمع أكبر قدر من البيانات للاستفادة منها في النماذج التالية.
وكانت "سبايس إكس" أجرت، الاثنين، محاولة أولى لإطلاق الصاروخ، إلا أنّهها أرجئت بسبب مشكلة فنية طرأت في الدقائق الأخيرة من الاستعدادات.
وكانت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" قد اختارت هذه المركبة لنقل رواد الفضاء التابعين لها إلى القمر خلال مهمة "أرتيميس 3" التي من المقرر إطلاقها رسمياً العام 2025.
و"ستارشيب" البالغ طوله 120 متراً هو أطول من صاروخ "ناسا" العملاق الجديد "SLS" البالغ 98 متراً، والذي أُطلق في مهمة أولى خلال نوفمبر، ومن صاروخ "ساتورن 5" الخاص بمهمات "أبولو".
كذلك، يُفترض أن يتمتع "ستارشيب" بقوة إقلاع أقوى بمرتين من "SLS" و"ساتورن 5"، ما يجعله الصاروخ الأقوى في العالم.
"سعر منخفض"
وستتم أول رحلة مأهولة لصاروخ "ستارشيب" بالشراكة مع الملياردير الأميركي جاريد ايزاكمان.
وسبق للملياردير الياباني يوساكو مايزاوا، ولرجل الأعمال الأميركي دينيس تستو، أن أعلنا عزمهما على إجراء رحلات حول القمر في هذا الصاروخ.
ويُفترض أن يكون "ستارشيب" قادراً على نقل ما يصل إلى 150 طناً إلى المدار، وللمقارنة، لا يستطيع صاروخ "فالكون 9" أن يحمل سوى ما يزيد قليلاً عن 22 طناً في مدار أرضي منخفض.
وما يميّز "ستارشيب" هو إمكانية إعادة استخدامه كاملاً، في غضون "عامين أو ثلاثة أعوام"، وفقاً لماسك.
ولن تُستعاد طبقتا الصاروخ بعد هذه الرحلة التجريبية الأولى، لكن مستقبلاً، من المفترض أن تعود طبقة "سوبر هيفي" إلى منصة الإطلاق مزودةً بذراعين لشل حركتها.أما مركبة "ستارشيب" فيُفترض أن تعود إلى الأرض بواسطة صاروخ كابح.
وسبق لـ"ستارشيب" أن خضعت لاختبارات عاميْ 2020 و2021 انتهت بانفجارات، قبل أن تنجح أخيراً في أن تحط بسلام.
وكانت نائبة رئيس "سبيس إكس" جوين شوتويل، قالت في فبراير الماضي: "لقد صممنا ستارشيب لتكون شبيهة قدر الإمكان بالعمليات التي تجريها شركات الطيران".
ويهدف إيلون ماسك من خلال استراتيجية إنتاج صاروخ قابل لإعادة الاستخدام بأكمله، إلى توفير سعر منخفض، إذ قال إنّ كل رحلة للمركبة قد تكلف "بضعة ملايين" من الدولارات فقط.
ويرى أنّ البشر قد يحتاجون إلى مئات من صواريخ "ستارشيب" كي يصلوا إلى الكواكب الأخرى. أما هدفه النهائي فهو إنشاء مستعمرة مستقلة على المريخ.