بسبب طول عمرها.. الأسماك القطبية تفضل النمو على التكاثر

شخص من السكان الأصليين في ألاسكا يجمع كمية من الأسماك القطبية. 26 يوليو 2010 - Getty Images
شخص من السكان الأصليين في ألاسكا يجمع كمية من الأسماك القطبية. 26 يوليو 2010 - Getty Images
القاهرة -محمد منصور

قالت دراسة جديدة منشورة في دورية "بلوس بيولوجي" إن طول عمر الأسماك القطبية مُقارنة بالاستوائية يسمح لها بتأخير التكاثر حتى وقت لاحق من الحياة.

وتقول الدراسة إن عملية تأخير التكاثر تسمح للأسماك بالنمو بصورة أكبر، وبالتالي يُمكنها إنتاج المزيد من البيض.

وتعيش الأسماك القطبية فترة أطول من الأسماك الاستوائية، إذ تتميز البيئات القطبية بدرجات حرارة باردة، مما يؤدي غالباً إلى إبطاء معدلات التمثيل الغذائي للكائنات الحية، بما في ذلك الأسماك. 

ويمكن أن يؤدي تباطؤ معدلات التمثيل الغذائي إلى إبطاء عمليات الشيخوخة وزيادة طول العمر، مما يقلل من خطر نفوق الاسماك.

كما أن البيئات القطبية تميل إلى أن تكون أكثر استقراراً ويمكن التنبؤ بها مقارنة بالبيئات الاستوائية، والتي غالباً ما تشهد تقلبات في درجات الحرارة والملوحة وعوامل بيئية أخرى، ما يوفر موطناً أكثر ملاءمة وثباتاً للأسماك، مما يقلل من فرص نفوقها.

تحولات النمو والتكاثر

وتحتوي المناطق القطبية بشكل عام على عدد أقل من الأنواع المفترسة مقارنة بالمناطق الاستوائية.

ويساهم ضغط الافتراس المنخفض هذا في خفض معدلات النفوق بين الأسماك القطبية، مما يسمح لها بالعيش لفترة أطول وتأخير التكاثر.

ويقول الباحثون إن تلك النتائج تلقى بالضوء على آثار تغير المناخ على استدامة تجمعات الأسماك، إذ تشير هذه النتائج إلى أن تغير المناخ يمكن أن يؤدي إلى تحولات في النمو والتكاثر في الأسماك البحرية، حيث تؤدي المحيطات الأكثر دفئاً إلى تكاثر الأسماك في وقت مبكر من الحياة عندما تكون أصغر حجماً، وبالتالي ينتج عنها عدد أقل من البيض. 

وتواجه الكائنات الحية مفاضلة حول الوقت المناسب للتكاثر. 

وتستمر الأسماك في النمو طوال الحياة وتميل الأسماك الأكبر حجماً إلى إنتاج بيض أكثر بشكل غير متناسب من الأسماك الصغيرة، لذلك من المفيد التكاثر. 

لكن الأسماك التي تكبر ببطء تتعرض لخطر الموت قبل أن تصل إلى سن الإنجاب. لذا، يعتقد الباحثون أن أنواع الأسماك ذات معدلات النمو الأسرع والمخاطر الأعلى للوفاة ستميل إلى البدء في التكاثر في سن مبكرة. وعلى العكس من ذلك، يمكن للأنواع ذات معدلات النمو الأبطأ والمخاطر المنخفضة للوفاة أن تؤخر التكاثر حتى تصبح أكبر سناً وأكبر. 

وتتأثر هذه الاستراتيجيات بالتكيفات التطورية التي تعمل على تحسين النجاح الإنجابي والبقاء بناءً على الظروف البيئية المحددة التي يمر بها كل نوع.

معدلات نفوق عالية

وطبق الباحثون نموذجاً رياضياً على البيانات المنشورة حول الوزن عند الولادة، ومعدل النمو، ومعدل نفوق 47 نوعاً من الأسماك البحرية. 

ووجدوا أن الأسماك الاستوائية تعاني من معدل نفوق أعلى بنسبة 80% من الأسماك القطبية. 

وتوقع النموذج أن الأسماك القطبية يجب أن تستفيد من انخفاض مخاطر النفوق لزيادة عدد النسل الذي تنتجه عن طريق النضج. 

وأكدت البيانات المنشورة عن الأسماك البحرية تنبؤات النموذج، إذ تميل الأنواع القطبية إلى التكاثر في وقت متأخر بشكل كبير عن الأنواع الاستوائية ويزداد عدد البيض الذي تنتجه بشكل حاد مع زيادة حجم الجسم. نتيجة لذلك، تميل الأسماك القطبية إلى إنتاج بيض أكثر من الأسماك الاستوائية.

ويقول مؤلفو الدراسة إن التغيرات المناخية هذه قد يكون له تأثير كبير على تجمعات الأسماك ومصايد الأسماك في جميع أنحاء العالم، ما سيؤثر على ديموغرافيا الأسماك البحرية حول العالم.

اقرأ أيضاً: