مصر تطور برنامجها الفضائي وتعتزم إطلاق أقمار اصطناعية جديدة

 اجتماع مجلس إدارة وكالة الفضاء المصرية بمقر الوكالة بالعاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة. 2022 - EgSA.Egypt/facebook
اجتماع مجلس إدارة وكالة الفضاء المصرية بمقر الوكالة بالعاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة. 2022 - EgSA.Egypt/facebook
القاهرة-الشرق

تواصل مصر تطوير برنامجها الفضائي، إذ تخطط لإطلاق أحدث أقمارها الاصطناعية (نكس سات 1) من الصين، والذي يستخدم في مجال التخطيط العمراني، بحلول نهاية العام الجاري.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن شريف صدقي الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، الجمعة، قوله: "خطة الوكالة الحالية تهدف لامتلاك مصر تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية، وإنشاء كوكبة منها لتعزيز دور مصر في مجال تكنولوجيا وعلوم الفضاء في إفريقيا"، بحسب وكالة أنباء العالم العربي (AWP).

ويبلغ العمر الافتراضي للقمر الاصطناعي (نكس سات 1) 6 أشهر، ومن المنتظر إطلاقه نهاية العام الجاري، بعد إطلاق القمر الآخر (مصر سات 2) في أكتوبر المقبل. 

وقال صدقي: "أنهت مصر تجميع واختبارات القمر الاصطناعي (مصر سات 2) في مركز التجميع والتكامل والاختبار بمقر الوكالة في العاصمة الإدارية الجديدة، التي تبنيها مصر حالياً شرقي القاهرة، تمهيداً لإطلاقه من الصين أيضاً".

وأسست مصر وكالة الفضاء الخاصة بها في 2018، وبدأت إنشاء أول مدينة لعلوم الفضاء على مساحة 123 فداناً (الفدان يعادل 4 آلاف و200 متر) وتشمل أكاديمية فضاء، ومعملاً لأجهزة الفضاء، وقبة سماوية للترويج لتكنولوجيا الفضاء، بالإضافة إلى متحف للفضاء.

وبدأت المساعي المصرية عندما أنشأت برنامجاً فضائياً في ثمانينيات القرن الماضي، لكنها لم تتخذ خطوات ملموسة سوى في العقد الأول من القرن الجديد، عندما أطلقت القمر الاصطناعي (إيجيبت سات 1) للاستشعار والبحث العلمي، كما أطلقت سلسلة من الأقمار الاصطناعية التي تعمل في مجال الاتصالات تحت اسم (نايل سات).

وذكرت وكالة الفضاء المصرية أنها "تسعى إلى توطين صناعة تكنولوجيا الفضاء في مصر، وإنشاء برنامج فضائي للفترة من 2020 إلى 2030، بالتزامن مع خطة وضعتها الدولة للتنمية المستدامة".

وأنشأت مصر كليات متخصصة، وأقساماً في كليات أخرى، لعلوم الفضاء للمساعدة في تطوير برنامجها.

خطى ثابتة

وقال أسامة شلبية عميد كلية تكنولوجيا علوم الفضاء، إن الحكومة تسير بخطى ثابتة نحو دخول نادي الفضاء العالمي، وتوطين صناعة تكنولوجيا الفضاء، وصولاً لإطلاق أول قمر اصطناعي مصري خالص بحلول عام 2030.

وذكر شلبية أن مصر تسير على أكثر من مسار في تطوير البرنامج الفضائي، منها تخريج كوادر بشرية مدربة في هذا المجال، وهو ما تقوم به كلية علوم الفضاء، وهي الأولى في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أقسام الفضاء وهندسة الطيران في الجامعات المصرية.

وأضاف: "نحتاج إلى آلاف الخريجين في هذا المجال، ولدينا تبادل علمي مع دول متطورة، ونرسل طلابنا إلى كليات علوم الفضاء في اليابان، بالإضافة إلى التعاون العلمي مع وكالة الفضاء الأوروبية والروسية والصينية".

وأشار شلبية إلى أن المسارات الأخرى تشمل تطوير الصناعات التكنولوجية المغذية لبرنامج الفضاء، والتي تستخدم في بناء الأقمار الاصطناعية، بالإضافة إلى التعاون مع كليات الذكاء الاصطناعي، ومصانع الإنتاج الحربي.

برنامج الفضاء ليس رفاهية

وتعاني مصر من أزمة اقتصادية خانقة، وفقدت عملتها المحلية أكثر من نصف قيمتها أمام الدولار منذ مارس 2022، وارتفع التضخم بصورة حادة بعد أن كشف الغزو الروسي لأوكرانيا عن نقاط ضعف في اقتصادها. 

ويعيش ما يقرب من 30% من المصريين، البالغ عددهم حوالي 105 ملايين نسمة، تحت خط الفقر، وفقاً لأحدث إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (هيئة حكومية) في 2022، لكن شلبية "لا يرى أن إنشاء برنامج فضائي يمثل نوعاً من الرفاهية".

وتابع: "يمكن حل مشكلات مصر وتحقيق التنمية من الفضاء، إذ نركز على تصنيع أقمار اصطناعية تساهم في الاتصالات ورقمنة الدولة والزراعة، وتخطيط الطرق والمدن السكنية".

وقالت إيمان شاكر، رئيسة مركز الاستشعار عن بعد في هيئة الأرصاد الجوية، لوكالة أنباء العالم العربي، إن "تطور البرنامج الفضائي سيعود بالنفع على هيئة الأرصاد التي تعتمد بشكل كبير على الأقمار الاصطناعية في رصد حالة الطقس في البلاد".

وأضافت: "البرنامج يعمل بناء على خطة محددة لتحقيق احتياجات الدولة، بما يعود بالنفع على العديد من الجهات والهيئات".

وتابعت شاكر: "الهيئة تتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية للحصول على صور عن التنبؤات بالأحوال الجوية، خاصة أن تكلفة الأقمار الاصطناعية المختصة بالطقس مرتفعة للغاية، ولا تستطيع دولة بمفردها تحملها، والتطور في هذا المجال سيعود بالنفع على التنمية، خاصة في مجال الزراعة التي تتأثر بشكل كبير بالأحوال الجوية".

تجميع الأقمار

وقعت القاهرة وبكين في مارس الماضي، مذكرة تفاهم في العديد من مجالات التعاون، منها إنشاء مركز لتجميع الأقمار الاصطناعية في مصر اعتماداً على الخبرات الصينية.

وذكر شلبية أن "مصر ودول عربية منها السعودية والإمارات والجزائر بدأت خطوات إنشاء وكالة فضاء عربية، ومن المنتظر بحث الأمر في مؤتمر يعقد خلال سبتمبر المقبل".

وأضاف عميد كلية تكنولوجيا علوم الفضاء: "كل دولة تؤسس برنامجها الفضائي وفقاً لاحتياجاتها، ونعتمد الآن على توطين صناعة الفضاء لإنشاء أقمار اصطناعية في مجالات الاتصالات والتنمية والبحث العلمي".

وتابع شلبية: "ليس من أولوياتنا الآن إرسال رائد فضاء إلى الفضاء الخارجي، لأن هذا الأمر يكلف الكثير من الأموال التي يمكن استخدامها في تطوير البرنامج الفضائي"، لافتاً إلى أن "هذا سيحدث آجلاً أو عاجلاً".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات