دراسة: انخفاض مستوى التعليم يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان القولون

طبيب فرنسي يجري تنظير القولون لمريض في أحد المستشفيات بمدينة مارسيليا، 25 مارس 2008 - REUTERS
طبيب فرنسي يجري تنظير القولون لمريض في أحد المستشفيات بمدينة مارسيليا، 25 مارس 2008 - REUTERS
القاهرة-محمد منصور

ذكرت ورقة بحثية جديدة نشرتها مجلة المعهد الوطني للسرطان الأميركية "JNCI"، أن العديد من العوامل غير الوراثية، بما في ذلك زيادة تناول اللحوم الحمراء، وانخفاض مستوى التعليم، وزيادة تعاطي الكحول، ترتبط بزيادة الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، لدى الأشخاص تحت سن الـ50.

وأشارت الدراسة، إلى أن معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم المبكر تضاعفت في الولايات المتحدة، بين عامي 1992 و2013 (من 8.6 إلى 13.1 لكل 100 ألف شخص)، وتعزى معظم الزيادات إلى ظهور سرطانات المستقيم المبكرة.

وتتركز واحدة من بين كل 10 تشخيصات لسرطان القولون والمستقيم في الولايات المتحدة لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً.

تغيّر النظم الغذائية

ولاحظ الباحثون، خلال دراسات أجريت في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا واليابان، أن الارتفاع بشكل خاص ينتشر بين الأشخاص المولودين منذ الستينيات. وهي الفترة التي شهدت تغييرات كبيرة في النظم الغذائية بين الأجيال الشابة في جميع أنحاء العالم النامي.

وتشمل هذه التغييرات انخفاض استهلاك الفاكهة والخضراوات (عدا البطاطس) ومصادر الألبان الغنية بالكالسيوم. ويقترن هذا بزيادة الأطعمة المصنعة (مثل اللحوم والبيتزا والمعكرونة والجبن) والمشروبات الغازية. كما أن متوسط ​​مدخول العناصر الغذائية من الألياف والكالسيوم بين سكان الولايات المتحدة أقل من الموصى به.

وتعتبر الزيادة في ظهور سرطان القولون والمستقيم المبكر مصدر قلق للباحثين، لأن هذه السرطانات غالباً ما يكون لها نتائج أسوأ من تلك التي تم تشخيصها عند كبار السن. 

وحددت الأبحاث السابقة عوامل الخطر المحتملة لسرطان القولون والمستقيم المبكر، بما في ذلك زيادة استهلاك اللحوم المصنعة، وتقليل استهلاك الخضار والفاكهة الحمضية، وزيادة مؤشر كتلة الجسم، وأنماط الحياة التي تتسم بقلة الحركة، وزيادة تعاطي الكحول، والتدخين، وتقليل استخدام الأسبرين، ومرض السكري. 

ومع ذلك، لا يزال يتعين على الباحثين إجراء تقييم شامل وواسع النطاق، يقارن حجم هذه المخاطر مع تلك الخاصة بسرطان القولون والمستقيم المتأخر، ومن ثم تقييم ما إذا كانت مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم المبكر ترتبط بأسباب معينة غير وراثية.

انخفاض مستوى التعليم

ودرس الباحثون 3767 من حالات سرطان القولون والمستقيم، و4049 عنصر تحكم في الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً، و23 ألفاً و437 حالة من حالات سرطان القولون والمستقيم، و35 ألفاً و311 حالة تحكم في الأشخاص الذين يبلغون من العمر 50 عاماً أو أكثر.

وارتبط ظهور سرطان القولون والمستقيم في وقت مبكر بعدم استخدام الأسبرين بانتظام، وزيادة تناول اللحوم الحمراء، وانخفاض المستوى التعليمي، وتعاطي الكحول بكثرة. 

ووجد الباحثون أيضاً أن انخفاض إجمالي تناول الألياف كان مرتبطاً بقوة أكبر بسرطان المستقيم من سرطان القولون.

وتميل العديد من عوامل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم الأخرى نحو الارتباط بسرطان القولون والمستقيم المبكر، بما في ذلك تاريخ مرض السكري وانخفاض حمض الفوليك والألياف الغذائية وتناول الكالسيوم. 

ومع ذلك، لم يكن مؤشر كتلة الجسم ولا التدخين من عوامل الخطر في المجموعة المُصابة بالسرطانات المبكرة.

وتُعد هذه الورقة البحثية الأولى من نوعها على هذا النطاق الواسع، التي تتناول عوامل الخطر غير الجينية لسرطان القولون والمستقيم المبكر، وتوفر الأساس الأولي لتحديد الأشخاص الأكثر تعرضاً للخطر، وهو أمر ضروري في التخفيف من مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.