الإماراتي سلطان النيادي يصبح أول عربي يسير في الفضاء

رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي قبل مغادرته محطة الفضاء الدولية. 28 أبريل 2023 - Twitter@Astro_Alneyadi
رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي قبل مغادرته محطة الفضاء الدولية. 28 أبريل 2023 - Twitter@Astro_Alneyadi
دبي-أ ف بالشرق

غادر رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي محطة الفضاء الدولية، الجمعة، ليصبح بذلك أول مواطن عربي يسير في الفضاء، في حدث وصفته الإمارات بـ"التاريخي".

والنيادي (41 عاماً) هو رابع رائد فضاء من دولة عربية والثاني من الإمارات الذي يشارك في مهمة فضائية، لكنّه أول رائد فضاء عربي يغادر محطة الفضاء الدولية لنحو 6 ساعات و30 دقيقة.

وأفاد مركز محمد بن راشد للفضاء الإماراتي، عبر موقعه الإلكتروني، بأنّ النيادي نفّذ مرتدياً بدلة خاصة بالفضاء عليها علم الإمارات "أول عملية سير في الفضاء لرائد فضاء عربي على الإطلاق"، مشيراً إلى أنّ هذا الحدث يشكل "إنجازاً تاريخياً جديداً".

وقال رئيس مجلس الوزراء الإماراتي الشيخ محمد بن راشد إن "المهمة، التي تعد إنجازاً إماراتياً وعربياً في مجال علوم الفضاء، جاءت بعد عمل شاق وجهد وإصرار على مدار ثلاث سنوات".

وأضاف: "بعد 3 سنوات من التدريب المكثف... رأينا اليوم سلطان النيادي في أول مهمة للسير في الفضاء الخارجي وتنفيذ مهمات لتركيب أجزاء جديدة وإجراء صيانة في محطة الفضاء الدولية.. أول إماراتي.. أول عربي.. أول مسلم.. يسير في الفضاء الخارجي.. فخورين بذلك".

ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) عن الشيخ محمد بن راشد قوله: "يقولون أن ثلثي نجوم السماء تحمل أسماءً عربية.. العرب قادرون.. العرب قادمون.. العرب مبدعون إذا قررنا التركيز على العلم والاستثمار في الشباب والابتعاد عن الخلافات".

وكتب النيادي عبر تويتر أنّ مهمته إلى جانب الأميركي ستيفن بوين تتمثل في "الإعداد لتركيب ألواح شمسية".

أول عربي

والنيادي الملقّب بـ"سلطان الفضاء" هو أول عربي ينطلق في مهمة فضائية طويلة، وكان غادر إلى محطة الفضاء الدولية في مطلع مارس في صاروخ "فالكون 9" من شركة "سبايس إكس".

ودخلت الإمارات سباق الاستكشاف الفضائي عام 2019، مع إرسال هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية في مهمة استغرقت 8 أيام، إلا أنّ المنصوري لم يسر آنذاك في الفضاء.

وفي عام 1985، أرسلت السعودية أول رائد فضاء عربي ومسلم إلى الفضاء للمشاركة في رحلة فضائية انطلقت من الولايات المتحدة.

وأرسلت الإمارات مسباراً مدارياً إلى المريخ، عام 2021. وفُقد، الأربعاء، مستكشف قمري بنته الإمارات خلال إحدى المهمات إلى القمر. ولو نجحت المركبة الصغيرة التي يبلغ وزنها عشرة كيلوجرامات والمسماة "راشد" في الهبوط، لكانت نفذت أول مهمة عربية على القمر.

وسرعان ما أمر رئيس الوزراء الإماراتي محمد بن راشد آل مكتوم مركز محمد بن راشد للفضاء ببدء العمل على مركبة روفر ثانية تحمل اسم "راشد 2".

السير في الفضاء

استمرت مهمة السير في الفضاء التي خاضها سلطان النيادي ورائد الفضاء ستيفن بوين على مدار 7 ساعات ودقيقة واحدة، حيث كان من بين أحد الأهداف الأساسية لهذه المهمة العمل على سلسلة من المهام التحضيرية لتركيب ألواح شمسية، وهو ما تم تحقيقه بنجاح. وسيتم تركيب هذه الألواح خلال مهمة لاحقة في يونيو المقبل.

وقبل بدء مهمة السير في الفضاء، خضع النيادي وبوين على مدار ساعتين لعملية تنقية أجسادهم من النيتروجين عن طريق استنشاق الأكسجين. وقام وارن هوبورج وفرانك روبيو بمساعدة رائدا الفضاء سلطان النيادي وستيفن بوين في ارتداء بدلاتهم الفضائية، وهي عملية كبيرة في حد ذاتها، وفق وكالة الأنباء الإماراتية، إذ استغرق الأمر من النيادي وبوين ساعة إضافية لارتداء بدلاتهما الفضائية، ومعدات السلامة قبل دخول غرفة معادلة الضغط لتقليل الضغط تدريجياً إلى مستوى آمن، تمهيداً لفتح الفتحة الخارجية.

رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي يشارك في تركيب  - WAM
رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي يشارك في الإعداد لتركيب ألواح شمسية بالفضاء - WAM

 وعقب الانتهاء من هذه الخطوة، توجه رائد الفضاء ستيفن بوين خارج الفتحة التي تربط الكابل الخاص به بالجزء الخارجي من هيكل المحطة، قبل أن يرسو الكابل الخاص بسلطان النيادي بالخارج أيضاً. ثم انفصل النيادي عن الجزء الداخلي من غرفة معادلة الضغط، وشرع في تنفيذ المهام الموكلة إليه.

فحوصات السلامة 

قبل بدء النيادي وبوين مهمة السير في الفضاء، خضع الثنائي لمجموعة شاملة من الفحوصات لضمان سلامتهما، خاصة وأن النيادي وبوين كانا في مواجهة تحديين رئيسيين خلال مهمتهما؛ الإشعاعات، ودرجات الحرارة المتفاوتة، إذ يمكن أن تصل درجة حرارة خارج محطة الفضاء الدولية إلى 120 درجة مئوية في ضوء الشمس، وتنخفض إلى سالب 150 درجة مئوية خلال العمل بعيداً عن أشعة الشمس. 

ومن التحديات الأخرى التي كانت تواجه طاقم المهمة، حتى بعد اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة، هو خطر الحطام الفضائي، والتي تُشكل خطراً على رواد الفضاء.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات