بعد أسبوع من وصولها إلى القمر.. الهند تطلق مسباراً لدراسة الشمس

المسبار الهندي "أديتيا-إل1" قبل الإطلاق. 2 سبتمبر 2023 - Facebook/ISRO
المسبار الهندي "أديتيا-إل1" قبل الإطلاق. 2 سبتمبر 2023 - Facebook/ISRO
بنجالورو -وكالات

بعد نجاح هبوط مركبة "تشاندرايان-3" على سطح القمر، الأسبوع الماضي، أطلقت وكالة الفضاء في الهند، السبت، صاروخاً يحمل مسباراً لدراسة الشمس، في خطوة إضافية مهمة في مجال استكشاف الفضاء.

ويهدف أول مسبار شمسي فضائي في الهند إلى دراسة الرياح الشمسية التي يمكن أن تسبب اضطرابات على الأرض.

وأطلق على المسبار اسم "أديتيا-إل1"، المأخوذ من كلمة هندية تعني "الشمس".

وانطلق المسبار في تمام الساعة 11:50 صباحاً (06:20 بتوقيت جرينتش)، وأظهر البث المباشر على الموقع الإلكتروني لمنظمة أبحاث الفضاء الهندية انطلاق الصاروخ بنجاح، بينما كان العلماء يصفقون.

وشاهد البث ما يقرب من 860 ألف شخص، بينما تجمع الآلاف في صالة عرض بالقرب من موقع الإطلاق لمشاهدة انطلاق المسبار.

وقال مسؤول في المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء إن "الانطلاق ناجح"، مؤكداً أن كل الأمور تجري على ما يرام مع مضي الصاروخ نحو الطبقات العليا للأرض.

وتأتي هذه المهمة إلى الشمس بعد تفوق الهند على روسيا، أواخر الشهر الماضي، لتصبح أول دولة تهبط على القطب الجنوبي للقمر.

وعلى الرغم من أن روسيا كان لديها مركبة أكثر قوة هي "لونا-25"، إلا أن مركبة "تشاندرايان-3" الهندية تفوقت عليها ونفذت هبوطاً نموذجياً.

طموح الهند

ويسعى رئيس الوزراء ناريندرا مودي لأن يكون للبعثات الفضائية الهندية دور أكبر على الساحة العالمية التي تهيمن عليها الولايات المتحدة والصين. وقال مسؤول حكومي، طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول بالتحدث باسم مكتب مودي، "إنه يريد أن يجعل تكنولوجيا المعلومات في الهند مزدهرة مجدداً من خلال الفضاء".

وقال العالم الرئيسي في المهمة سانكار سوبرامانيان: "تأكدنا من أنه ستكون لدينا مجموعة بيانات فريدة غير متاحة حالياً من أي مهمة أخرى".

وأضاف: "سيسمح لنا هذا بفهم طبيعة الشمس ونشاطها وكذلك الغلاف الشمسي الداخلي، وهو عنصر مهم لتكنولوجيا العصر الحالي، فضلاً عن سمات الطقس الفضائي".

وتم تصميم المسبار "أديتيا-إل1" بحيث يتمكن من قطع مسافة تصل إلى نحو 1.5 مليون كيلومتر على مدى 4 أشهر والوصول إلى ما يشبه ساحة انتظار في الفضاء حيث تميل الأشياء إلى البقاء في مكانها بسبب توازن قوى الجاذبية، الأمر الذي يقلل استهلاك المركبة الفضائية للوقود.

وتسمى هذه المناطق نقاط "لاجرانج"، نسبة إلى عالم الرياضيات الإيطالي الفرنسي جوزيف لوي لاجرانج.

وأقلعت المركبة الى الفضاء على متن صاروخ "بي إس إل في إكس إل" البالغ وزنه 320 طناً وصممته منظمة أبحاث الفضاء الهندية. ويعد هذا الصاروخ من أعمدة برنامج نيودلهي، وسبق استخدامه في إقلاع مهمات نحو القمر والمريخ.

وقال علماء من منظمة أبحاث الفضاء الهندية إن من الممكن أن تساعد البيانات الواردة من البعثة على المدى الطويل في فهم تأثير الشمس على أنماط مناخ الأرض بشكل أفضل ومنشأ الرياح الشمسية، وهي تيار من الجسيمات يتدفق من الشمس عبر النظام الشمسي.

وستكون هذه المركبة الأولى لنيودلهي لدراسة الشمس، لتنضمّ الهند بذلك الى وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) ووكالة الفضاء الأوروبية في اكتشاف النجم المشعّ للمجموعة الشمسية.

كما سبق لليابان والصين أن أطلقتا مهمات لمراقبة الشمس من مدار الأرض، لكن في حال نجاحها، ستكون الهندية أول مهمة آسيوية تتمكن من بلوغ المدار حول الشمس.

وباتت الهند، الأسبوع الماضي، رابع دولة تنجح في إنزال مركبة غير مأهولة على سطح القمر، بعد روسيا والولايات المتحدة والصين. وبلغت كلفة "شاندريان-3" 74,6 مليون دولار، أي أقل من الكثير من مهمات بلدان أخرى.

وأصبحت الهند في العام 2014 أول دولة آسيوية تضع مسباراً في مدار المريخ، ومن المقرر أن تطلق مهمة مأهولة لثلاثة أيام إلى مدار الأرض بحلول السنة المقبلة. وتعتزم خوض مهمة مشتركة مع اليابان لإرسال مسبار ثانٍ إلى القمر بحلول 2025، ومهمة إلى مدار الزهرة خلال العامين المقبلين.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات