خاص
علوم

المنيرة: نوبل تكرم الاكتشافات ذات الأهمية الاستثنائية والتي تُمثّل اختراقات حقيقية

"الشرق" تحاور أول عربي في لجنة "نوبل للطب"

البروفيسور المغربي عبد الجبار المنيرة خلال عمله في معهد "كارولينسكا" المرموق في العاصمة السويدية ستوكهولم- 2023 - CREDIT: STEFAN ZIMMERMAN - "الشرق|
البروفيسور المغربي عبد الجبار المنيرة خلال عمله في معهد "كارولينسكا" المرموق في العاصمة السويدية ستوكهولم- 2023 - CREDIT: STEFAN ZIMMERMAN - "الشرق|
القاهرة-محمد منصور

مع بداية شهر أكتوبر من كل عام، يترقب المجتمع العلمي والبحثي الإعلان عن الجوائز العلمية الأهم في التاريخ.. جائزة نوبل.

وتسلّط تلك الجائزة، بفروعها الستة، الضوء على الأفراد والمنظمات الذين قدموا إسهامات استثنائية للإنسانية في مختلف المجالات. وقد تم إنشاء جوائز نوبل بناءً على وصية ألفريد نوبل، المخترع والمهندس السويدي، ويتم منحها سنوياً منذ عام 1901.

وفي هذا العام، تم اختيار عضو جديد في لجنة جائزة نوبل للطب أو الفسيولوجيا، هو البروفيسيور المغربي عبد الجبار المنيرة، لينضم بذلك إلى 5 أعضاء آخرين يختارون الفائز للعام 2023، وهم أستاذ بيولوجيا النظم الجزيئية ستين لينارسون، وأستاذ الغدد الصماء أولي كامبي، وأستاذة علم المناعة جونيلا كارلسون هيدستام، وأستاذ أمراض الأعصاب بير سفينينجسو، وأستاذ بيولوجيا التطور الجزيئي توماس بيرلمان.

وتعترف هذه الجوائز المرموقة بالإنجازات البارزة في الفيزياء، والكيمياء، والطب، والأدب، والسلام، والعلوم الاقتصادية.

وسيتم الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل للطب الاثنين، خلال حفل بمعهد كارولينسكا في ستوكهولم عاصمة السويد.

وتبدأ عملية الإعلان باختيار الفائزين من خلال مداولات صارمة تُجريها لجان الخبراء وهيئات التحكيم. ولكل فئة من فئات جائزة نوبل لجنة خاصة بها من الخبراء المسؤولين عن تقييم الترشيحات واختيار الأفراد أو المنظمات الأكثر استحقاقاً. وتسعى اللجان إلى دعم رؤية نوبل المتمثلة في الاعتراف بـ"أولئك الذين قدموا، خلال العام السابق، أكبر فائدة للبشرية".

وعبد الجبار المنيرة هو أستاذ الأعصاب المرموق في معهد "كارولينسكا" السويدي، حيث يُدرّس تنظيم ومرونة شبكات العمود الفقري التي تتحكم في الحركة، وكان قد حصل على درجة البكالوريوس من جامعة العلوم في عاصمة المغرب الرباط، والدكتوراه من جامعة مرسيليا بفرنسا. وانضم إلى كارولينسكا كزميل ما بعد الدكتوراه للعمل على أبحاث العمود الفقري.

وهو العربي الأول والوحيد الذي تم انتخابه في تلك اللجنة، المنوط بها اختيار الفائزين بنوبل الطب، خلال هذا العام وعلى مدى أعوام العضوية الـ3.

"الشرق" حاورت البروفيسيور المغربي عبد الجبار المنيرة.

البروفيسيور المغربي عبد الجبار المنيرة خلال عمله في معهد 'كارولينسكا' المرموق في العاصمة السويدية ستوكهولم- 2023
البروفيسيور المغربي عبد الجبار المنيرة خلال عمله في معهد 'كارولينسكا' المرموق في العاصمة السويدية ستوكهولم- 2023 - Photo: Magnus Bergström

كيف تم اختيارك لعضوية نوبل للفيسيولوجيا أو الطب؟

جاء اختياري لعضوية اللجنة نتيجة لسجلّي البحثي المكثف ومساهماتي الكبيرة في مجال علم الأعصاب، ومن الجدير بالذكر أن الأساتذة التابعين لمعهد كارولينسكا الطبي المرموق هم وحدهم المؤهلون للعمل في هذه اللجنة.

وأنا فخور بكوني أول عربي يتم انتخابه لعضوية لجنة نوبل لعلم وظائف الأعضاء أو الطب.

في مجال العلوم، حصل 3 علماء عرب أو من أصل عربي على جائزة نوبل، فما الذي يفسر قلّة عدد العرب الحائزين على الجائزة؟

تاريخياً، لم يكن البحث العلمي دائماً أولوية قصوى في الدول العربية. تم تدريب العديد من الحاصلين على جائزة نوبل من أصل عربي في أوروبا أو الولايات المتحدة، حيث واصلوا مساعيهم البحثية. ومع ذلك، هناك عدد متزايد من العلماء البارزين من أصل عربي، وهذا الاتجاه يوفر الأمل لمزيد من الفائزين بجائزة نوبل في المستقبل من المنطقة.

والآن، تُدرك الدول العربية بشكل متزايد أهمية الاستثمار في البحث العلمي. ويعد هذا الاستثمار أمراً بالغ الأهمية لتعزيز التميّز في البحث والتعليم، وهو أمر ضروري لتحقيق الاكتشافات الرائدة التي قد تؤدي يوماً ما إلى الفوز بجائزة نوبل.

تشمل الأبحاث الطبية مجموعة واسعة من المواضيع والتخصصات.. كيف تتأكد لجنة نوبل من أن الجائزة تعترف بالمساهمات الرائدة من مختلف جوانب علم وظائف الأعضاء والطب؟

أولاً، تبدأ لجنة نوبل حملة عالمية لالتماس الترشيحات، مما يؤدي إلى تدفق سنوي لأكثر من 800 ترشيح عبر مختلف التخصصات في علم وظائف الأعضاء والطب.

علاوة على ذلك، فإن أعضاء لجنة نوبل أنفسهم منخرطون بنشاط في الأبحاث عبر نطاق كامل في هذا المجال. ويُراقبون عن كثب تطورات تخصصهم للتأكد من أن الاكتشافات الرائدة تحظى بالاهتمام الذي تستحقه ولا يتم تجاهلها عن غير قصد.

غالباً ما تُؤدي الأبحاث متعددة التخصصات إلى اختراقات مبتكرة في الطب.. كيف تقوم لجنة نوبل بتقييم ومكافأة الأعمال التي تسد الفجوة بين علم وظائف الأعضاء والطب والتخصصات العلمية الأخرى؟

أثناء مناقشة أعضاء اللجنة، نسعى إلى تحديد الاكتشافات التي إما فتحت سُبلاً جديدة للاستكشاف، أو قدّمت وجهات نظر جديدة حول مشاكل طويلة الأمد، أو أعادت تشكيل فهمنا بشكل أساسي، وهي في جوهرها تُشكل تحولاً في النموذج.

ويجب أن تحمل هذه الاكتشافات أهمية استثنائية، وتُمثّل اختراقات حقيقية وليس مجرد اختراعات أو تحسينات تدريجية.

كما يجب أن يُظهر الفائزون إمكانات واضحة للمساهمة في مصلحة البشرية.

وبينما نعترف بالطبيعة متعددة التخصصات للعلوم بشكل متزايد، على الاكتشاف المعين أن يتوافق مع معايير الاختيار الصارمة هذه، ليصبح مؤهلاً للاعتراف به.

ومع ذلك، من المهم أن نلاحظ أن جائزة نوبل لا يُمكن منحها إلا لثلاثة علماء كحد أقصى، الأمر الذي قد يُشكل تحديات في الاعتراف بالجهود التعاونية الموسعة التي تشمل العديد من التخصصات.

غالباً ما يُصبح الحائزون على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء أو الطب شخصيات بارزة في هذا المجال.. كيف تُعالج اللجنة المخاوف بشأن الضغوط والتوقعات المحتملة المفروضة على الفائزين بعد استلام الجائزة؟

يتمثل دور لجنة نوبل في إعادة تقييم واختيار الاكتشاف الأكثر استحقاقاً كل عام. ويقع على عاتق الحائزين على الجائزة التمسك بإرث وصية ألفريد نوبل، التي ترتكز على القيم الإنسانية العالمية مثل الاحترام والسلام، إلى جانب الاعتراف بالتميّز في العلوم والثقافة والأدب.

وفي حين أن غالبية الحائزين على جائزة نوبل يُشاركون بنشاط في القضايا النبيلة، إلا أن هناك استثناءات عرضية، إذ قد لا يستوفي بعضهم هذه المعايير بشكل كامل.

هل هناك أي اتجاهات محددة أو مجالات ناشئة في أبحاث العلوم الطبية تعتقد أنها قد تُبشّر بالخير لجوائز نوبل المستقبلية في علم وظائف الأعضاء أو الطب؟

باعتباري عضو في لجنة نوبل، لا يُسمح لي بالكشف أو مناقشة تفاصيل محددة حول الاكتشافات والترشيحات قيد التقييم.

وفي السنوات الأخيرة، شهدت الأبحاث الطبية وعلوم الحياة تطورات كبيرة، وذلك بفضل تطوير تقنيات جديدة مكّنتنا من كشف تعقيدات الحياة والأمراض. إنه وقت مثير للمشاركة بنشاط، ومشاهدة التقدم الملحوظ في الأبحاث الطبية. هناك العديد من الاكتشافات التحويلية التي لديها القدرة على الحصول في نهاية المطاف على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء أو الطب. ومع ذلك، يستغرق الأمر وقتاً لتحديد تأثير الاكتشاف وكيفية تحويل معرفتنا بشكل راسخ.

تصنيفات

قصص قد تهمك