غبار كويكب تسبب في منع التمثيل الضوئي ما أدى إلى انهيار كارثي للنباتات

دراسة: شتاء دام 15 عاماً تسبب في انقراض الديناصورات

هيكل عظمي لديناصور عاش قبل حوالي 150 مليون سنة خلال مزاد في باريس. 7 سبتمبر 2022 - Reuters
هيكل عظمي لديناصور عاش قبل حوالي 150 مليون سنة خلال مزاد في باريس. 7 سبتمبر 2022 - Reuters
باريس-أ ف ب

كان من المعروف أن اصطدام كويكب بسواحل المكسيك الحالية قبل 66 مليون سنة تسبب في انقراض ثلاثة أرباع العالم الحي، بما في ذلك الديناصورات.

لكن الطبيعة الدقيقة للظاهرة التي سببها الكويكب "تشيككسولوب"، ظلت موضع نقاش، وكانت أحدث النظريات تشير إلى أن الكبريت الناتج عن الاصطدام، أو السخام الناتج عن حرائق هائلة، ربما كانا السبب في حجب ضوء الشمس وإغراق العالم في شتاء طويل.

وأعادت دراسة نُشرت نتائجها الاثنين، الزخم إلى نظرية سابقة مفادها أن الغبار الذي أثاره الكويكب أظلم السماء لفترة طويلة.

وقد يكون غبار السيليكا الناعم (رمل مسحوق) بقي في الغلاف الجوي مدة خمسة عشر عاماً، وتسبب نقص الضوء في انخفاض متوسط درجات الحرارة بما يصل إلى 15 درجة مئوية، بحسب الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة "نيتشر جيوساينس" Nature Geoscience.

وفي ثمانينات القرن العشرين، تحدث لويس، ووالتر ألفاريس، وهما أب وابنه، عن إمكان أن تكون الديناصورات قد انقرضت "بعدما أدى اصطدام كويكب إلى تغير المناخ عن طريق تغليف الأرض بالغبار".

وكانت النظرية موضع شك، إلى أن اكتُشفت الحفرة الهائلة التي أحدثها الكويكب "تشيككسولوب"، في شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية الحالية، بعد حوالى عشر سنوات.

منع التمثيل الضوئي وانهيار النباتات

وأوضح الباحث في المرصد الملكي البلجيكي، أوزغور كاراتيكين، المشارك في إعداد الدراسة أن النظرية القائلة بأن الكبريت، وليس الغبار، ربما هو الذي غيّر المناخ، لقيت قبولاً واسعاً؛ لأنه كان يُعتقد أن هذا الغبار لم يكن بالحجم المناسب "للبقاء في الغلاف الجوي".

وتمكّن فريق دولي من التعرف على جزيئات الغبار الناتجة عن اصطدام الكويكب الموجودة في موقع "أحفوريات تانيس" بولاية نورث داكوتا في الولايات المتحدة. ويتراوح قياسها بين 0,8 و8 ميكرومترات.

ومن خلال إدخال بياناتهم في نماذج مناخية مشابهة لتلك المستخدمة اليوم، خلص الباحثون إلى أن هذا الغبار أدى دوراً أكبر بكثير مما كان مقدرّاً سابقاً.

وكشفت عمليات المحاكاة أنه من أصل الكمية الإجمالية للمواد المسقطة في الغلاف الجوي، ثلاثة أرباعها كانت مكونة من الغبار، و24% من الكبريت، و1% فقط من السخام. 

وتسببت جزيئات الغبار في "منع عملية التمثيل الضوئي بشكل كامل" في النباتات لمدة عام على الأقل، ما أدى إلى "انهيار كارثي" للنباتات، وفق كاراتيكين.

تصنيفات

قصص قد تهمك